أهالي "غرب النوبارية" بالإسكندرية.. أحياء على حافة الخطر (فيديو وصور)
يعيش أكثر من 20 ألف نسمة داخل منطقة "غرب النوبارية" الواقعة فى الكيلو 23 بطريق "الإسكندرية - القاهرة" الصحراوى على حافة الهاوية، ومعاناة كبرى من كثرة الأزمات والإهمال السائد فى المنطقة الجبلية، حيث تساقطت المنطقة عن أنظار مسؤولى حى العامرية أول ونواب الدائرة، حتى أصبحت مأوى لاستقبال الكوارث والأزمات.
المنطقة التى يعيش معظم أهلها على الحرف اليدوية والأعمال الحرة تشهد وضعًا مأساويًا للغاية، إذ تعانى المنطقة من العديد من المشاكل المزمنة والتي لم ينجح المسؤولون الذين توالوا على الحي أو محافظة الإسكندرية بحلها.
تمثلت مشاكل المنطقة فى تراكمات مياه الصرف الصحي أسفل العقارات مما تنظر بكارثة بمبانيها المكتظة بالسكان، والانتشار الكبير للقمامة وظهور الحشرات السامة كالثعابين والتى تهاجم أبناء المنطقة على مفارشهم، إضافة إلى الانعدام التام في الخدمات المقدمة لأهالى المنطقة من عدم وجود وحدة صحية أو قسم شرطة أو مجمع استهلاكى، أو حتى عربة إسطوانات البوتجاز التى وصلت أسعارها لـ30 جنيهًا.
"الفجر" انتقلت إلى المنطقة لمعايشة أوضاع المنطقة على الطبيعة والاستماع إلى أهلها من الأزمات التى يواجهها.
عبدالله عبد الفتاح "52" عامًا - أحد أهالى المنطقة، تحدث لـ"الفجر" قائلًا: "نعانى من جميع مشاكل الدنيا فى هذا المنطقة، وربما أكثرها مشكلة مياه الصرف الصحى العُفنة المتراكمة أسفل عقارات المنطقة وتخرج علينا الرائحة الكريهة حتى أصبحنا لا نستطيع أن نفتح المنافذ الخشبية لعقاراتنا، فنحن نعيش حياة غير أدمية بالمرة ولا نكن فى يوم فى خريطة أى من المسؤولين، فالمنطقة تعانى من مشاكل أخرى مثل الإنتشار الكبير للقمامة فى الشوارع وأمام البيوت ومحلات أبناء المنطقة، نتيجة لعدم وجود أى من صناديق القمامة ومماطلة مسؤولى الحى وشركة النظافة فى رفع القمامة لعدة ايام، حتى إنتشرت الأمراض الجلدية والصدرية بين أبنائنا".
وأضاف على سيد إمام "33" عامًا، "المنطقة لا يوجد بها وحدة صحية وإذا مرض أحدًا من أبناء المنطقة نقوم باستدعاء إحدى السيارات على نفقتنا الخاصة إلى مستشفى العامرية والتى تبعد عنا أكثر من 3 كيلو متر، ونصبح فى حيرة كبيرة إذا وجدت معنا حالة مرضية ليلًا لعدم تمكنا من العثور على سيارات لنقلها إلى المستشفى نظرًا لتأخر سيارات الإسعاف فى الوصول إلى المنطقة دايمًا لسبب غير معلوم، كما أن أهالى المنطقة تعانى من عدم وجود نقطة شرطة حيث أن أقرب قسم شرطة لنا هو العامرية، وهذا أدى إلى انتشار الكثير من أمور البلطجة والسرقة والمخدرات فى المنطقة، حتى أصبحنا نخاف على أبنائنا من النزول بعد الساعه السادسة مساء فى الشوارع".
وأوضح شعبان رسلان، أن "مواسير المياه الممتدة إلى داخل المنطقة متهالكة وأصبحت لونها أصفر لاختلاطها بمياه الصرف الصحى وقمنا بتقديم العديد من البلاغات إلى مسؤولى شركة مياه الشرب لكن دون أى جدوى، كما أننا نعانى من مخبز العيش الوحيد فى المنطقة والذى يفتح ابوابه ساعتين فقط يوميًا ويعطى للأهالى خبز عير أدمى بالمرة ومليئ بالسوس والحشرات، بالإضافة إلى إرتفاع سعر أنبوبة البوتجاز إلى 30 جنية ويتقاتل عليها الأهالى نظرًا لرفض شركة الغاز الطبيعى ضخ مواسير الغاز إلى عقارات المنطقة بسبب الصرف الصحى والبنية التحتية المتهالكة للشوارع".
وتابع محمد رجب - أحد شباب المنطقة، "عندى محل بسترزق منه فى المنطقة ولكن مصدر رزقى تضرر بسبب الإهمال الموجود فى الشوارع، وكل المسؤولين اللى بيجوا بيكونو خارج المنطقة على الطريق الصحراوى فهذا كل ما يهمهم، ولكن المنطقة من الداخل الأهالى بيعانوا معانأة كبيرة من تلوث مياه الشرب وإختلاطها بمياه الصرف الصحى وإنتشار الحنايش والثعابين وعدم توافر الخدمات زى باقى المناطق، ولكن عشان إحنا غلابة وماشين بما يرضى الله المسؤولين مش باصين علينا، قائلًا "لو مسؤول أو وزير يرضى أنه يعيش فى مساكن مليانة زبالة ومجارى مش هنتكلم تانى"، مشيرًا إلى تقديمه العديد من الشكاوى والإستغاثات ولكن دون جدوى".
وأشار محمد إبراهيم، إلى قيامهم بتقديم شكاوى للمسؤولين منذ عام 2009 حتى هذا اللحظة ولكن دون أى جدوى، إلى أن قام الأهالى بجلب مواسير مياه بلاستيكية لمحاولة التغلب على أزمة تراكمات المياه أسفل العقارات ولكنها باءت بالفشل، موضحًا أن "قيام قاطنى الطابق الأرضى من العقارات بإغلاق النوافذ الخاصة بهم بالطوب الأحمر منعًا لدخول أى من الحشرات أو الزواحف الجبلية كمثل الثعابين والتى ظهرت فى المنطقة وأصبحت تهاجم الأهالى داخل مفارشهم من حين إلى آخر".
وكشف إبراهيم، أن "قيام مسؤولى التعليم بالإسكندرية بتحويل المدرسة الإبتدائية الوحيدة فى المنطقة إلى لغات وإجبار الأهالى على دفع أكثر من ألف و500 جنيه سنويًا نظير الطالب الواحد، مؤكدًا إلى قيام عدد من الأهالى بمخاطبة مسؤولى المدرسة والإدارة التعليمية من أجل عودتها لما كانت عليها ولكن جاء الرد أن هذا وفقًا لألية تطوير التعليم، كما قام وكيل وزارة التعليم بالرد عليهم أن اللغة الإنجليزية أصبحت هى اللغة الأولى، وأن مصاريف الدراسة فى المدرسة أفضل من أن يقوم الأهالى بإطاء أبنائهم دروس خصوصية".
وأكد إبراهيم، "تقديم العديد من الاستغاثات إلى مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية وتحرير محضر فى قسم الشرطة، وكذلك الشكاوى والاستغاثات العديدة التى تقدموا بها فى مبنى المحافظة وحى العامرية من أجل النظر إلى أحوال المنطقة ولكن دون أى جدوى".