يا بخت من كان " النقيب خاله "...طبيب "المواساه "الذي قتلته الثورة
في عام1927 قدم الدكتور أحمد باشا النقيب فكرة إنشاء مستشفي يخدم المصريين والأجانب ويكون علي أعلي مستوي من الكفاءة الطبية, وبالفعل وافق مجلس ادارة الجمعية علي الفكرة وسافر الدكتور النقيب الي المانيا وإيطاليا وانجلترا لاختيار النموذج الامثل للمستشفي وتم اختيار مستشفي مارتن لوثر بألمانيا لانشاء مثيل له بالاسكندرية بتكاليف250 ألف جنيه مصري, وتم اسناد العمل به للمهندس الالماني ارنست كوب الذي انشأ مستشفي مارتن لوثر بألمانيا وقامت الجمعية بشراء قطعة أرض مساحتها 19 ألف متر مربع من محافظ الاسكندرية في ذلك الوقت وهو حسين صبري باشا خال الملك فاروق بمبلغ7 آلاف جنيه وقامت الجمعية بجمع التبرعات من أغنياء الاسكندرية وكانت الجمعية تملك عمارة كبيرة في منطقة الميناء الشرقي تستخدم ريعها في تمويل أنشطة الجمعية وعند عرضها للبيع لم تحقق سوي30 ألف جنيه فقط فتم عمل ياناصيب علي التبرعات وتكون الجائزة الكبري هي هذه العمارة وبالفعل حقق الياناصيب مبلغ60 ألف جنيه, وفي عام 1935 تم اكتمال البناء تحت اسم مستشفي المواساة الخيري ولكن الملك فؤاد لم يحضر لافتتاحه وبعد تولي الملك فاروق الحكم عام 1936قام بافتتاحه رسميا في شهر نوفمبر عام36 بحضور علي باشا ماهر رئيس الوزراءو الدكتور أحمد النقيب صاحب الفكرة و جلالة الملك عبد العزيز السعود
كان مستشفي المواساة طوال الاربعينيات والخمسينيات قبلة للملوك والرؤساء والأمراء للعلاج بها ومن أشهر من تلقي العلاج بها الملك عبد العزيز ال سعود والملك فيكتور عما نويل ملك ايطاليا والامير عبد الكريم الخطابي والامير محمد رضا بهلوي اضافة الي الملك فاروق نفسه التي نقل اليها عقب حادث القصاصين كما أجريت له بها عمليات جراحية كما عولج به الرئيس عبد الناصر وعدد كبير من الفنانين ومشاهير مصر والعالم العربي, ومن الطرائف أن الرئيس اليمني عبد الله السلال خلال علاجه به كان يشكو الي الرئيس عبد الناصر خلال زيارته له من الضيق فكان يرسل له الفنان اسماعيل ياسين كل ليلة ليسليه ويرفه عنه في مرضه.
و لكن بعد قيام ثورة يوليو 1952 تغيرت الأحوال ز تبدلت الأوضاع و بدأت محاكم الثورة في التخلص من رموز العهد البائد و تشكلت المحكمة في أوائل سبتمبرعام 1953 من عبد اللطيف البغدادي رئيسا , وحسن إبراهيم وأنور السادات أعضاء ، لمحاكمة كل رموز الفساد من النظام الملكي وكل من تعاون من الإنجليز أو تأمر على الثورة ، وكان غريبا أن تكون المحكمة هي الخصم والحكم في نفس الوقت .
وجاء الدور على محاكمة الدكتور أحمد باشا النقيبالذي أنشأ مستشفي المواساة بالإسكندرية والذي كان فى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي يعتبر واحدا من أفضل 10 مستشفيات علي مستوي العالم .
وكان النقيب من المقربين للملك فاروق ومن الشخصيات المرموقة في مصر ، فكان من زواره الملك عبد العزيز ملك الحجاز , وشاه إيران حتى أن الناس كانت تتعجب من سعه علاقاته , لدرجة أن المصريين أطلقوا مثل " يا بخت من كان النقيب خاله " .
أما التهمة التي وقف بها أمام محكمة الثورة فكانت أنه أقام بيتا مخلا بالآداب العامة في مستشفي المواساة ، متهمين إياه بجلب ممرضات لفاروق من فرنسا وإيطاليا يقضي معهن ليال حمراء وحكمت محكمة الثورة على أحمد باشا النقيب بالأشغال الشاقة المؤبدة , ومات في سجنه .