معركة العلمين.. 74 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية
تعد "معركة العلمين الثانية"، من أشهر الجولات خلال الحرب العالمية الثانية، وإحدى أهم معارك الدبابات على مدار التاريخ، حيث كانت المعركة الفاصلة في مسرح شمال أفريقيا.
وقعت معركة العلمين الثانية في العلمين، في الثالث والعشرين من أكتوبر 1942 وانتهت في الحادي عشر من نوفمبر من العام من نفس العام، في منطقة العلمين ، التي تبعد 90 كيلو متر عن الإسكندرية وتقع قرب أرض المعركة بلدة العلمين.
الأحداث التاريخية
وتعود الأحداث التاريخية للمعركة، بعد أن فشل القائد الألماني إرفين رومل في اختراق الخطوط البريطانية في معركة "علم"، لم يكن أمامه ما يفعله سوى انتظار الهجوم البريطاني التالي على أمل أن يقوم بصده على الأقل.
أما في يوم 23 سبتمبر 1942 سافر رومل إلى ألمانيا لتلقي العلاج، تاركاً وراءه جورج فون شتومه قائداً لقوات المحور في شمال أفريقيا، وفي 24 سبتمبر من نفس العام، أثناء طريق العودة، التقى رومل بالزعيم الإيطالي بنيتو موسوليني، وشرح له مشاكل الإمدادات في الجبهة، وأنه إن لم تصل الإمدادات إلى المستوى المطلوب فسيضطرون للتخلي عن شمال أفريقيا، إلا أن موسوليني بدا عليه، وفقاً لرومل، عدم تقديره لخطورة الوضع.
بالنسبة للبريطانيين فقد استمروا في تعزيز موقفهم، واستمروا في تلقي الإمدادات من بريطانيا والولايات المتحدة، ولم يكن على هارولد ألكسندر، قائد القوات البريطانية في الشرق الأوسط، وبرنارد مونتغمري، قائد الجيش الثامن البريطاني، سوى اختيار الوقت الذي يناسبهم للهجوم.
سير المعركة
بدأت المعركة في الساعة 21.25 من ليل يوم 23 أكتوبر 1942 بقصف مدفعي من قبل البريطانيين، وفى 24 من أكتوبر توفي القائد الألماني فون شتومه، وتولى القائد الألماني ريتر فون توما قائد الفيلق الأفريقي مهمة قيادة قوات المحور حتى وصل رومل في مساء 26 أكتوبر، وشنت الفرقة الأسترالية التاسعة هجومًا نجح في عزل فرقة المشاة 164 الألمانية في ليلة 30 أكتوبر، فدفع رومل بقواته بغرض تحرير تلك الفرقة، ونجح في تحريرها في يوم 31 أكتوبر، ولكن بعد أن كبدتها خسائر فادحة.
وفى ليلة الثاني من نوفمبر 1942 شن مونتجمري هجومه عبر تل العقاقير جنوب سيدي عبد الرحمن، ولم تستطع قوات المحور صد الهجوم، وأدرك رومل أن المعركة حسمت نهائيا لصالح البريطانيين، ولكن وصلته رسالة عبر المذياع من الزعيم الألماني أدولف هتلر تأمره بالصمود حتى النهاية، ويبدو أن رومل لم يكن متأكدا أن هتلر هو صاحب الرسالة، إذ أمر قواته بالانسحاب، وفي اليوم التالي وصل النص غير المشفر لرسالة هتلر الأصلية المطالبة بالصمود، ورغم تفوق القوات البريطانية، فإن رومل قرر إطاعة أوامر هتلر ولو لبعض الوقت.
انسحاب رومل
وفي الرابع من نوفمبر وجد رومل أنه لم يعد قادرا على تنفيذ أمر هتلر، فبدأ الانسحاب إلى فوكة في الغرب، خاصة بعد خسارة حوالي 200 دبابة في الفترة ما بين عصر 3 نوفمبر، وعصر 4 نوفمبر.
أخذ رومل برأي القائد الألماني ألبرت كسلرنج، قائد القوات الألمانية في جبهة البحر المتوسط الذى أكد له صواب رأيه بالانسحاب في 4 نوفمبر، وفقد رومل الاتصال بفون توما قائد الفيلق الأفريقي واعتقدوا أنه قد قتل، لكنه في الواقع وقع في الأسر.
خسائر المعركة
أسفرت المعركة عن عدة خسائر، منها الحلفاء ( 13000) رجل، ( 250) دبابة (غير قابلة للتصليح)، 250 دبابة (معطوبة)، 500 مدفع، 250 طائرة.
المحور(15000)رجل، 30000 أسير، 450 دبابة، 800 مدفع، 400 طائرة.
على الرغم من تفوق الحلفاء خاصة بالقوات والمدرعات والطائرات والإمدادات واستطاعتهم تدمير الفيلق الأفريقي فإن معركة العلمين قد أنهكتهم وحرمتهم من تحقيق انتصار كاسح.