"الفلافل" تدخل معركة الانتخابات الأميركية
"الفلافل" وتكتب بالإنجليزية falafel هي طعام شرق أوسطي مشهور، اختلف حول نشأته، فثمة من يرى أنه طبق مصري في الأساس كان يؤكل عند الأقباط كبديل للحوم في يوم الصوم الكبير، وأن مدينة الإسكندرية الساحلية هي التي صدّرت هذا الطبق والاسم إلى بقية بلدان العالم، حيث هاجر إلى بلاد الشام وذاع صيته هناك وحيث استبدل الحمص بالفول المصري في تجهيز الفلافل. وهناك من يزعم أن تاريخ الفلافل يعود إلى العصور الفرعونية.
وإذا كانت الآراء إلى اليوم في جدل حول نشأة الفلافل ما بين مصر وعكا في بلاد الشام وتركيا، ويزعم بعض اليهود أن الفلافل هي من ابتكارهم بعد أن تركوا أكل اللحوم وقرروا أن يأكلوا الخضراوات في عهد النبي موسى مفضلين العدس والبصل والثوم. فإن الثابت أن الفلافل اليوم بغض النظر عن البدايات صارت طعاماً عالمياً، وباتت موجودة في كثيرة من بلدان العالم، وهو الأمر الذي لم يكن حادثا بالمعنى الواضح قبل السبعينات من القرن الماضي.
بغض النظر عن تاريخ الفلافل، فإن أميركية من أصول عربية، غردت على موقع تويتر عقب المناظرة الثانية لدونالد ترامب وهيلاري كلينتون قائلة: "إن كلمة فلافل تعني في الواقع قتل الكفار. وإننا احتفظنا بهذا السر لزمن طويل".
كان ذلك التعليق قد جاء كردة فعل لما تحدث به ترامب عن المسلمين الأميركيين وكأنهم مجموعة من الجواسيس الذين يجب أن يبلغوا السلطات عن أي شيء، وكانت ردة الفعل أن سخر الكثير من المسلمين عبر تويتر من كلام ترامب وبدأوا يبلغون عن أشياء مضحكة تحت الهاشتاغ MuslimsReportStuff#، كان من ضمنها "السر" الذي لا يعلمه أحد سوى المسلمين.. المعنى الخفي لكلمة "فلافل".
المغردة التي أطلقت طرفة الفلافل اسمها هند عمري Hend Amry تعرّف نفسها على حسابها بتويتر أنها شرقية وغربية، مواطنة أميركية ولاجئة، وبسخرية تقول إنها كالقدر المخلوط ربما هي أكثر من مجرد سلطة، ربما كانت كروتونا دوليا في إشارة إلى شوربة الجبنة مع الكروتون. وتشير إلى أن موقعها بقرب طاولة المطبخ، وربما لهذا السبب كانت تغريدتها ذات علاقة بالطعام.
وقد حصلت التغريدة منذ نشرها في الـ9 من أكتوبر الجاري، على 4348 إعادة تغريد و11767 إعجابا، وجاءت التعليقات طريفة حول قضية الفلافل التي ترد بها على ترامب، حيث تفاعل ليس المسلمين فحسب، بل عشرات الأميركيين مع التغريدة، فقد علقت اليزابيت انجيلل قائلة: "مهما يكن فإن الفلافل طعمها جميل لهذا سوف أداوم على أكلها"، بحسب ما نشرته العربية نت.
أما مغرد يدعى سلمون هايكز فقد كتب: "أعتقد أنه يجب أن نبدأ ببيع فلافل الحرية في الكافيتريا التابعة للكونغرس الأميركي".
أما سكاري باركاك فقد رفضت فكرة التغريدة، معترضة بأن قتل "الكفار" أو الناس لا يمكن أن يكون شهياً أو لذيذاً كمذاق الفلافل، ثم يتضح أنها تسخر بشكل أو بآخر لتقول "لو أن الأمر تعلق بالزعتر، فيمكن تقبله".
أما أحدهم وهو الأميركي يونتان زنغار، فقد سخر بقوله إنه يريد حُمصاً لا غير.. وأنه أعاد تغريد الموضوع لأنه في هذه اللحظة كان يرغب في أكل الحمص لا غير.
كما كتبت العديد من المواقع الأميركية عن تغريدة الفلافل، ونقلت بعض التغريدات والآراء حول الموضوع.
وفي كل الأحوال فإن الفلافل قد دخلت على الخط في الانتخابات الأميركية بسبب تلك المسلمة التي تتنازع هويتها بين الشرق والغرب، بين موطنها العربي القديم وموطنها الأميركي الجديد. وحينذاك هل تصبح الفلافل عربية أم أميركية.. لا أحد متأكد من القصة بالضبط