هكذا أطاح الفرنسيون بعين موشى ديان
مع منتصف عام 1941 كان موشى ديان ذلك الشاب الحاد الطباع قائداُ لأحد السرايا العسكرية التابعة لعصابات الهاجاناه و التي خرج منها الجيش الصهيوني ،وصدرت التعليمات البريطانية لسرية موشيه ديان بالتوجه لحماية أحد الجسور الأستراتيجية في منطقة الأسكندرونة بسوريا وذلك على خلفية تبادل أطلاق النار بين الجيش البريطاني المرابض بسوريا ضد الجيش الفرنسي على الحدود السورية اللبنانية
و بالفعل توجهت سرية ديان الى الجسر و بمجرد دخول السرية الى نطاق هذا الجسر ، أنهالت عليهم القذائف الفرنسية ليصاب ديان أصابة بالغة في الجزء الأيسر من جسده و يفقد عينه اليسرى وعلي إثر هذه الإصابه تم نقله الى أحد مستشفيات حيفا، وهناك أثبتت الفحوص الطبية أنه يوجد جرح داخلي في عينه اليسرى علي أثر دخول بعض الشظايا وظل ديان في المستشفى منذ يوم 7 يونيو وحتى منتصف الشهر نفسه حتى كتب طبيب المستشفى تقريره النهائي بأنه لا أمل في علاج عينه اليسرى ولا محاله أنه فقد الإبصار بها وحفاظا عليها نصحه الطبيب بوضع غطاء فوقها
لكن هذه الرواية التي أفرج عنها الاسرائليون مؤخراً، تتنافى مع رواية أخرى كانت تسود الأوساط الصهيونية وهي أن ديان كان يهوى جمع التحف والأنتيكات القديمة ،وأثناء محاولته لفتح صندوق من مخلفات الحرب العالمية الأولى أنفجر لغم قديم كان بداخل الصندوق و كان هذا قبل عام 1948
والغريب في الأمر بحسب ما تقوله الرواية الأسرائيلية الجديدة أن ديان رفض محاولات القادة البريطانيون لإحالته الى التقاعد وأصر على الخدمة ضمن القوات الأنجليزية الفاعلة في الشرق الأوسط ,وكان له العديد من الأدوار المهمة في حرب 1948 وعمل على قيادة العمليات العسكرية الدفاعية في سهل الأردن، وأعجب به رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن جوريون أشد الإعجاب واختاره وشيمون بيريز لحمايته الشخصية. وترقّى بالمناصب العسكرية بعد حرب 1948 بين الفترة 1955 - 1958 إلى أن وصل لمنصب رئيس الأركان للجيش الإسرائيلي.