ديلسبس الذي تبقى منه قاعدة
قبل قرن من الزمان، بدأت تطرأ فكرة حفر قناة تصل بين البحر الأحمر بالمتوسط، فكرة أشبه بالخيال كانت تراود الفرنسيين على مختلف المستويات، ففكر فيها نابليون، وفكر بعده بعشرات السنين مهندسين فرنسيين أشهرهم شخص اسمه ( لينان دي بلفون ) وفي نفس الوقت كان يفكر في نفس الفكرة الدبلوماسي الفرنسي فرديناند ديليسبس.
التقى ( لينان ) مع ( ديليسبس ) سنة 1855م، في مصر لدراسة جدوى المشروع، وقرروا أن يعرضوه على حكام مصر وقتها، طبعاً كان حماس الفرنسيين لهذا المشروع نابع من أجل مصلحتهم.
انتهت المناقشات على الإتفاق بأن يتم الحفر، واستغرق 10 سنوات كاملة (من 1859 إلى 1869) بتكاليف باهظة أدت إلى تدهور الإقتصاد المصري وقتها، حيث تكلفت 17 مليون جنيه وهو مبلغ ضخم حينذاك.
وبعد الافتتاح بحوالي 30 عاماً، أقيم احتفالاً ضخماً، بوضع تمثال ديليسبس المصنوع من البرونز على مدخل قناة السويس من الشمال ( شرق بورسعيد ) لأنه كان صاحب الفكرة، وظل هناك مدة طويلة إلى أن حدث العدوان الثلاثي على مصر.
وقتها كانت تخرج جنود فرنسيين وبريطانيين أمام شعب بورسعيد ويستفزوهم بطرق كثيرة، مثلاً وضعوا في مرة العلم الفرنسي والبريطاني في إيد التمثال، ووضعوا قبعة الجيش الفرنسي على رأسه، ودهنوا جسمه بالشحم والزيت حتى لا يستطيع المصريين الصعود عليه وإزالة العلم.
وسط هذا الإستفزاز قرر شعب بورسعيد نسف التمثال بمعرفة من المخابرات المصرية، وبالفعل يوم الإثنين 23 ديسمبر 1956 الساعة 11 الظهر تم نسفه وتفجيره بالـ TNT ولم يتبقّ إلا قاعدته ومازالت موجودة حتى الآن، أما التمثال فهو في بورفؤاد ليس له أي قيمة.