عندما تنازل "الأمير" عن لقبه
في عام 1932، وفي سابقة هي الأولى من نوعها، قرر «كمال» التنازل عن لقب «أمير» أو «برنس» فجأة وبدون ذكر أسباب، وذكرت مجلة «المصور» في عددها رقم 393 الصادر في 22 أبريل 1932، أن الأمير «كمال» تنازل عن لقبه، لكنها لم تشر إلى السبب، وأشارت إلى مواقفه الوطنية مثل رئاسته لاحتفال بذكرى 13 نوفمبر 1920، ويقال إن السبب هو أن الملك فؤاد قرر في عام 1931، سحب لقب «نبيل» من عباس حليم، حفيد الأمير محمد عبدالحليم، أحد أبناء محمد علي باشا، بعد معارضته وهجومه عليه في العلن، وأعاده للقب «أفندي»، ما أثار حفيظة الأمير «كمال» وأبى أن يفعل به فؤاد مثلما فعل بـ«حليم» وقرر أن يتنازل عن لقب «أمير» بنفسه قبل أن يواجه نفس مصير «حليم».
وبعدما تخل «كمال» عن اللقب في سابقة لم تحدث من قبل، كان يوقع في الفنادق وغيرها بـاسم «مزارع مصري»، كما غير كل لافتات ممتلكاته في كل المديريات، وبدل ما كان مكتوب دائرة الأمير يوسف كمال باسم «الدائرة اليوسفية»، وبعدما تولى الملك فاروق الحكم، أعاد العلاقات الجيدة مع «كمال» لأنه كان بمثابة عمه وكانا مقربان من بعضهما.
بعدما أسهم «كمال» في تنمية عددٍ كبير من القرى المصرية في صعيد مصر، وأدخل بعض التقنيات الزراعية الحديثة في منطقة نجع حمادي، قامت حركة 23 يوليو 1952، وكان وقتها في بيروت بلبنان، وعندما ذهبت لجنة لتجريد قصره، لم يجدوا أموالا مثل بقية القصور بل وجدوه ممتلئ بالتحف والتماثيل والكتب الثمينة، وعُرف بالوطنية والأمانة الشديدة لدرجة أنه أعاد في مطلع الخمسينيات إلى مصر معظم ممتلكاته التي كانت في الخارج ، وبعد مغادرته مصر، أقام في أوروبا حتى توفي في مدينة أستروبل بالنمسا عام 1969، عن عمر 90 عاما، وتم دفنه في مصر في مدافن «الإمام الشافعي» مع باقي أفراد أسرته في مدفن أنفق عليه وجهزه لنفسه.