محمود الجلاد يكتب: "ريادة دار الإفتاء"... ومؤتمرها العالمي
نحو الريادة اعتدنا أن نجد منها كل ما هو جديد وشائك تعالجه بملفاتها من منظور واقعي، لم يقتصر دورها الإستباقي على غزو السوشيال ميديا والسيطرة عليه فحسب ، إنما لعبت دورًا عظيماً في الرد على كل شبهات الجماعات التكفيرية والمتطرفة، وعملت على نشر المنهج الوسطي المعتدل الذي يمثل المادة الفعالة في الريادة الدينية المصرية .. نعم سيدي القاريء، إنها " الإفتاء " برجال دارها تتحمل أمانة كبيرة أقسمت أن تبذل ما في وسعها نحو أداء رسالتها.
ومن باب التفاعل مع قضايا الأمة الإسلامية ودفع كافة الشُّبه والأباطيل التي ألصقها مدعو التدين إلى الإسلام والمسلمين، ونحو خطوة مسبوقة تدل على براعة وجمال فكر القائمين عليها، تعقد دار الإفتاء المصرية مؤتمرًا عالميًا تحت عنوان (التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة) يومي 17 – 18 أكتوبر الجاري ، يجمع المفتين والعلماء والباحثين من كل قارات العالم، من أجل حماية الأقليات المسلمة في جميع بقاع الأرض.
نعم.. إنه عرساً دينياً تشهده مصر وتتزين به قاهرة المعز الأثنين المقبل، لذلك اعتبره محفلاً إسلامياً عالمياً تترقبه الأمة ، و تستعد له صفحات الجرائد والقنوات الفضائية والسوشيال والمواقع الإخبارية ، بكل قوتها لتغطية هذا الحدث العظيم... فأقول إن الدار وما تنتهجه من منهج مؤسسي فاق العديد من المؤسسات.
نحو جهود حثيثة ملموسة على أرض الواقع ، وتحد أمام العالم كله تثبت دائماً أنها قادرة بكل ما أوتيت من قوة أن تحمي جميع المسملين من الإندماج في أي كيان أو جماعات منحرفة الفكر، أو نحو ذلك، في وقت تبذل فيه الجماعات المتأسلمة قصاري جهدها لنشر فكرها المتطرف ،لكن الإفتاء كالعادة بصفعاتها المؤلمة تضع هذه الجماعات المتأسلمة في مأزق و تخرجها مهزومة من أي عمل يثير الشك بين المسلمين، فتسحب البساط من تحت قدميها ... فكفى عبثاً ما صنعته هذه الجماعات المتطرفة.
سيدي القارئ .. المؤسسة الإفتائية المصرية حقيقة تتخذ من الإجراءات ومن التدابير التي تسهم في إيجاد خطاب ديني واع بقضايا المجتمع يمتدَّ إلى الخارج لاستعادة الريادة المصرية للفكر الإسلامي والإنساني في العالم كله، وذلك بتقديم رؤية متكاملة للإسلام الحضاري الساعي لنشر قيم الرحمة والخير والجمال والنور بين الإنسانية كلها .