سر تدريب جنود روسيا على حروب الصحراء في مصر

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قال عمرو الديب، المحلل السياسي في جامعة نيجني نوفجورود الروسية، إن هدف المناورات الروسية المصرية يرجع إلى أهمية الوضع الليبي لروسيا، مع ازدياد خطورة تنظيم "داعش" الإرهابي على الحدود الليبية - المصرية، لافتًا إلى أن روسيا ترى منذ عام 2013 أن التقارب الأكبر والأهم مع دولة على الصعيد العربي والإفريقي هي مصر. 

وأضاف "الديب"، لـ"سبوتنيك"، أن إعلان الجانب المصري عن مشاركته في التدريبات بوحدات من قوات المظليين من الجيش المصري، لوضع مقاربات موحدة فيما يخص التعاون والعمل المشترك مع روسيا، لرصد تنظيمات مسلحة غير شرعية والقضاء عليها في المناطق الصحراوية، لافتًا إلى أن "الهدف المعلن هو التصدي للتنظيمات الإرهابية، والحديث هنا عن الحدود المصرية - الليبية". 

وأوضح المحلل السياسي، أن الأمر المهم لروسيا هو وجود خبراء وأخصائيين روس بالقرب من الحدود الليبية عند بدء العمل في محطة الضبعة النووية، واستتباب الأمن في هذه المنطقة هو أمر في غاية الأهمية لمصر ولروسيا أيضًا.

وأشار "الديب"، إلى إعلان الدائرة الصحفية لوزارة الدفاع الروسية يوم الإثنين 3 أكتوبر، أن هذه التدريبات ستكون الأولى من نوعها في تاريخ قوات المظليين الروسية، إذ سيصل العسكريون الروس إلى إفريقيا بأسلحتهم ومعداتهم الحربية للتدريب على محاربة التنظيمات المسلحة غير الشرعية في مناطق صحراوية.

وقال موقع "جازيتا" الإخباري الروسي، إن الخبراء يعتقدون أن التدريب على تنفيذ عملية مناهضة للإرهاب "في بيئة صحراوية" هو إظهار لقدرات قوات الانتشار السريع الروسية وسط الصراع الدائر في سوريا، كما أنه دليل على أن القاهرة -في حالة تدهور الوضع- تعول ليس فقط على واشنطن وإنما تريد أيضا استخدام دعم موسكو.

ونقل التقرير عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن المناورة المشتركة لقوات المظلات في مصر ستشمل ستة مطارات و15 طائرة حربية ومروحية لأغراض متعددة، وكذلك عشر مركبات قتالية، وسترسل القوات الروسية المحمولة جوا في منتصف أكتوبر إلى مصر على طائرة اليوشن آي إل-76.

وسيرتدي الجنود الروس أثناء المناورة في مصر، زيا جديدا يلائم الطقس الحار، ويعقد الجيش الروسي للجنود دورات تدريبية في مجالات اللغة والتكتيكات والتوجيه، وستطور القوات الروسية أسلوبًا مشتركًا لتطويق وتدمير تشكيلات مسلحة غير شرعية في بيئة صحراوية.

وقال البروفسور فلاديمير إيساييف، في معهد آسيا وأفريقيا بجامعة موسكو، إن هذا السيناريو أكثر صلة بمصر التي تكافح مسلحين في سيناء، ولم يعد بإمكانها الاعتماد على دعم واشنطن في هذا الشأن.

وأضاف إيساييف، أن الجيش المصري يرغب في الاعتماد على دعم موسكو، إذا حاولت المنظمات الإرهابية التي تعمل في سيناء توسيع الأرض التي تسيطر عليها.