الجيش السوري وحلفاؤه يتقدمون وروسيا تستخدم حق النقض
استخدمت روسيا اليوم السبت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يطالب بنهاية فورية للضربات الجوية وطلعات الطائرات الحربية فوق مدينة حلب السورية ويدعو إلى هدنة ووصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق في سوريا.
وفي الوقت ذاته أخفق مشروع قرار روسي منافس -كان يستهدف إحياء اتفاق وقف إطلاق النار الذي انهار في سوريا- في الحصول على موافقة تسعة أصوات وهو الحد الأدنى اللازم لإقراره.
وتواصل القتال في الصراع الدائر منذ ما يقرب من ستة أعوام مع استعادة قوات الحكومة السورية أراض من المعارضة في مناطق بغرب البلاد اليوم السبت.
والقوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد والتي تدعمها قوة جوية روسية ومقاتلون إيرانيون ولبنانيون وعراقيون لها اليد العليا حول حلب ساحة القتال الرئيسية بالحرب الأهلية السورية وتطوق القطاع الشرقي بالمدينة الخاضع لسيطرة قوات المعارضة منذ يوليو تموز.
وأدانت الأمم المتحدة ودول تدعم المعارضة السورية القصف الذي تشنه الحكومة على حلب منذ انهيار وقف لإطلاق النار توسطت فيه واشنطن وموسكو في سبتمبر أيلول بعد أسبوع فقط من سريانه.
ودعت مسودة القرار التي أعدتها فرنسا إلى إنهاء الضربات الجوية والطلعات العسكرية فوق مدينة حلب.
وتدعم روسيا الأسد بحملة جوية ضد المعارضة مستمرة منذ عام.
كان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند قد حث اليوم السبت الدول الأعضاء في مجلس الأمن على عدم استخدام حق النقض ضد قرار يدعو لإنهاء قصف حلب.
ويحث مشروع القرار الروسي -الذي لا يتضمن هذا المطلب- موسكو وواشنطن على إحياء اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال أسعد الزعبي في صفحته على تويتر إن الهيئة العليا للمفاوضات "لن تقبل بهدنة جديدة إلا بوجود مراقبين أوروبيين وعرب."
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات المعارضة عانت أيضا انتكاسات في شمال شرق البلاد قرب الحدود التركية اليوم السبت في قتال ضد تنظيم "داعش".
وقال المرصد ووسائل إعلام حكومية إن قوات الحكومة السورية وحلفاءها سيطروا على منطقة على المشارف الشمالية لحلب اليوم السبت.
وقال المرصد إن التقدم في منطقة العويجة عزز قبضة الحكومة على مناطق تحيط بشرق حلب الخاضع للمعارضة.
ونفى زكريا ملاحفجي المسؤول في تجمع (فاستقم) المعارض حدوث أي تقدم للحكومة في المنطقة لكنه أكد تحقيق الجيش السوري مكاسب إلى الجنوب في محافظة حماة وفقا لما ورد في وسائل إعلام مؤيدة لدمشق والمرصد السوري.
واستعاد الجيش السوري وحلفاؤه السيطرة على بلدات وقرى في ريف حماة بشمال المحافظة وهو ما سلب مقاتلي المعارضة مكاسب نادرة في المنطقة حققوها في الأسابيع القليلة الماضية.
كانت قوات المعارضة سيطرت على بلدات وقرى شمالي مدينة حماة بعد هجوم في نهاية أغسطس آب في تقدم نادر أثناء تعرضها لضغوط في مناطق أخرى.
وقال المرصد إن تقدم الحكومة في حماة هو الأول لها في المنطقة منذ ذلك الحين.
وأوضح المرصد أن الحكومة استفادت من نشوب قتال بين جماعتين معارضتين في ريف إدلب شمالي محافظة حماة.
وفي تقدم آخر للقوات الحكومية على المعارضة قرب دمشق سيطر الجيش والمقاتلون المتحالفون معه على قطاع كبير من بلدة الهامة إلى الشمال الغربي من دمشق.
تقدم لتنظيم "داعش"
كانت القوة الجوية الروسية حاسمة في تعزيز موقف الأسد في العام الماضي مع قيامها بقصف قوات المعارضة ومنها فصائل مدعومة من الغرب.
واتهمت الولايات المتحدة موسكو ودمشق بارتكاب جرائم حرب عن قصف متعمد يستهدف مدنيين وقوافل للمساعدات ومستشفيات في حلب في الأسابيع الأخيرة.
وتقول موسكو ودمشق إنهما تستهدفان جماعات إرهابية.
وسعى اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه واشنطن وموسكو للتوصل في سبتمبر أيلول إلى تمهيد الطريق أمام استهداف أمريكي-روسي مشترك للمتطرفين ومنهم القاعدة و"داعش".
وتخوض كل الأطراف في الصراع السوري المتعدد الأطراف الذي دخل عامه السادس عددا من المعارك المنفصلة ضد تنظيم "داعش".
وقال المرصد السوري إن مسلحين من الجماعة المتشددة استعادوا عددا من القرى من معارضين مدعومين من الغرب في هجوم مضاد قرب الحدود التركية.
ويتقدم مقاتلو المعارضة الذين تدعمهم تركيا بدبابات وضربات جوية صوب دابق معقل تنظيم "داعش" وهي قرية لها أهمية رمزية للمتشددين.