يوم النصر وما بعده
طالعتنا جريدة الأهرام في عددها الصادر في صباح يوم 6 أكتوبر سنة 1973م، تصاعد حدة التوتر على خطوط المواجهة مع العدو، وفشملت جميع الجبهات واشتد بوجه خاص في جبهة قناة السويس، وبرر القادة الإسرائيليون تحركاتهم العسكرية بأن قواتهم ترقب بيقظة بالغة النشاط العسكرى المصري على الضفة الغربية لقناة السويس، وأن الاسرائيليين اتخذوا الاجراءات الازمة توقعاً لأي عملية عسكرية مصرية.
واستغرق الاجتماع الذي عقده الدكتور محمد حسن الزيات وزير الخارجية المصري مع الدكتور هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي قرابة ساعة، وصرح الدكتور الزيات بأن المحادثات كانت موضوعية وصريحة وتناولت جوانب العلاقات العربية الأمريكية وكذلك موقف مصر إزاء العدوان الإسرائيلي .(صحيفة الأهرام 6/10/1973 العدد 31711).
وفي صباح اليوم التالي الموافق 7 أكتوبر سنة 1973م كتبت الجريدة تقول، أن القوات المسلحة المصرية نجحت في عبور قناة السويس إلى سيناء، وتمكنت بعد عملية اقتحام ناجحة بدأت في الساعة الثانية ظهراً من الاستيلاء على الجزء الأكبر من الشاطئ الشرقي للقناة وسقطت في أيدي قوات العبور المصرية نقط العدو واستحكاماته القوية حيث رفع الجنود المصريون فوقها العلم المصري بينما غطت على دوى الدافع وانفجارات القنابل أصواتهم وهم يكبرون لحظة ارتفاع العلم المصري فوق الأرض في سيناء.
وأجرى الملوك والرؤساء العرب اتصالات بالرئيس محمد أنور السادات عبروا فيها عن مشاعر التأييد والدعم والتضامن مؤكدين أنهم يضعون امكانياتهم تحت تصرف مصر في ردها للعدوان من أجل تحرير الأرض.
وشنت القوات السورية صباح يوم 7 أكتوبر هجوماً شاملاً في الجبهة الشمالية بأسرها ونجحت دباباتها في التقدم والدخول في معارك ضاربة مع العدو حتى تمكنت من اختراق شبكة الدفاع الاسرائيلية وقد اعترفت اسرائيل بهذا الهجوم الشامل وخرجت منها أنباء نقلتها الوكالة الفرنسية وايونايتد برس تفيد بأن ادبابات السورية تقدمت لمسافة 15 كيلومتر من خطزط المواجهة وأجمعت وكالات الأنباء على أن جميع المستعمرات الإسرائيلية في المرتفعات السورية قد تعرضت للقصف ولحقت بها أضراراً كبيرة.
ذكرت مصادر عليمة أن الولايات المتحدة طلبت ليل يوم 7 أكتوبر، عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن لبحث وقف القتال الدائر في الشرق الأوسط، وقالت المصادر أنه من الأرجح أن يدعى المجلس للانعقاد يوم الإثنين 8 أكتوبر.