هل كان "مبارك" صاحب الضربة الجوية الأولى؟.. خبراء عسكريون يكشفون الحقيقة
عقب انتصارت السادس من أكتوبر، ارتبط في أذهان المصريين، أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، هو من قام بالضربة الجوية الأولى، ففي فترة حكمه للبلاد كان يتم الاحتفال به كل عام على أنه بطل من المقاتلين أثناء الحرب، وصاحب الضربة الجوية الأولى، ولم يسلط الإعلام الضوء آنذاك على آلاف المقاتلين الذين شاركوا في نجاح الحرب، وهو ما نفاه الخبراء العسكرين، مؤكدين أن "مبارك" ليس صاحب الضربة الجوية الأولى .
الضربة الجوية
في تمام الساعة الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973، انطلقت أكثر من 200 طائرة مصرية من 20 مطارا وقاعدة جوية في مختلف أرجاء أنحاء الجمهورية، وعن طريق الترتيبات الدقيقة والحسابات المحكمة التي أجرتها قيادة القوات الجوية برئاسة اللواء طيار حسني مبارك آنذاك_ بحسب ما ذكرت كتب التاريخ.
واستخدمت في الضربة التي تركزت على الأهداف الإسرائيلية الحيوية في عمق سيناء طائرات طراز ميج 17 وميج 21 وسوخوى 7 وسوخوى 20، وفي الساعة الثانية وعشرين دقيقة عادت الطائرات المصرية بعد أداء مهمتها خلال ممرات جوية محددة تم الاتفاق عليها بين قيادة القوات الجوية وقيادة الدفاع الجوى من حيث الوقت والارتفاع، ونجحت الضربة الجوية فى تحقيق أهدافها بنسبة 90 % ولم تزد الخسائر على 5 طائرات مصرية.
وكانت نتائج الضربة وفقا لما ورد فى المراجع الموثوق بصدقها هي شل ثلاثة ممرات رئيسية فى مطارى المليز وبير تمادا بالإضافة إلى ثلاثة ممرات فرعية وإسكات حوالى 10 مواقع بطاريات صواريخ أرض جو من طراز هوك وموقعى مدفعية ميدان.
مبارك ليس صاحب الضربة الجوية
وفي هذا السياق قال اللواء إيهاب البشبيشي، الخبير العسكري، إن صاحب "الضربة الجوية الأولى"، ما هي إلا تعبير "جوزافي"، أطلقه البعض عقب إطلاق أول طلعة جوية على إسرائيل، مشيرًا إلى أن مبارك في هذا التوقيت كان قائد القوات الجوية، لذلك نسب البعض له أول طلعة جوية.
وأوضح " البشبيشي"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن أي حرب لابد لها من تكاتف البعض والعمل كمجموعة واحدة، وبالتأكيد حرب السادس من أكتوبر 1973 كانت تتكون من قوات ( برية، وبحرية، وجوية)، وكل شخص ينفذ دوره فيها، والقوات الجوية كانت تمثل جزء من الحرب وليست من قامت بالحرب بمفردها، لافتًا إلى أن دور مبارك وضع خطة آنذاك "بوضعية أماكن خروج الطائرة" وعرضها على الرئيس أنور السادات ووافق عليها، فقط.
وبسؤاله عن زعامة الرئيس مبارك بأنه صاحب الضربة الجوية، أكد "البشبيشي"، أن مبارك لا يستطيع أن يجزم بذلك لأن الحقيقة تختلف، مشيراً إلى أن من حوله هم من أطلقوا عليه هذا اللقب، مستغلين الخلاف الذي كان بين "السادات"، وسعد الدين الشاذلي فهو ما أعطى الفرصة لمبارك بأن يصعد على القمة.
مبارك يشرف على الطلعة الجوية الأولى
ومن جانبه أكد اللواء أحمد المنصوري، الخبير العسكري، أن مبارك، هو من أعد وأشرف على الطلعة الجوية الأولى، لأنه كان قائد القوات الجوية، ونفذها بـ(225) طائرة، وقامت بعملية النصر حينها.
وأضاف" المنصوري"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن من قام بإطلاق أول طلعة كانوا الضباط، فهو من خطط فقط ولكن لم يشارك كطيار.
وأشار"المنصوري"، إلى أن الإعلام المصري هو من تسبب في ترسيخ هذه المعلومة لدى أذهان المصريين على مر التاريخ، فضلا عن قيام وزارة التعليم بذكر هذه المعلومة التاريخ لكي يتلقاة النشيء ومن ثم يبدأوا في تردديها وتصبح معلومة مؤكدة.
ضربة واحدة
بينما أوضح اللواء أحمد ماضي، قائدًا بسلاح المهندسين العسكريين، في حرب أكتوبر، أن الرئيس حسني مبارك قام بالفعل بأول طلعة جوية، ولم يقوم بغيرها خلال السادس من أكتوبر 1973، في تمام الساعة الثانية ظهرًا، وكان لها فعلها في الحرب.
وأضاف"ماضي"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه من المستحيل نكران دور مبارك في حرب 1973، مهما اختلفنا أو اتفقنا معه، والتاريخ لم يزور كما أشاع البعض، مشيرًا إلى أن مبارك حينها كان قائد القوات المسلحة وفي أول شبابه ولم يكون رئيس الجمهورية لظهور هذه الإشاعات كما يعتزم البعض.