لماذا يتم طلاء السجون في الولايات المتحدة باللون الزهري؟ (صور)
منذ عدة سنوات وهناك توجه في سويسرا والولايات المتحدة بطلاء السجون باللون الزهري، ألا تنظر لذلك بنوع من الاستغراب؟ معك كل الحق، فقد ارتبطت صورة السجون في أذهاننا بالألوان القاتمة والتصاميم الكئيبة. لكن ذلك ليس في تلك الدول حيث تجد الألوان الزاهية تزيّن سجونها. لكن، لا بد وأن هناك سببًا يدفعها لتبني اللون الزهري دون غيره!
الأمر كله له علاقة بالألوان وتأثيرها على المزاج، فبعد دراسات نفسية تبيّن أنه وضع السجناء في حجرات زهرية اللون ساهم في تخفيف نوبات الغضب في غضون 15 دقيقة.
استخدام اللون الزهري للسيطرة على انفعالات الغضب ليس أمرًا جديدًا، فقد توصّل الطبيب النفسي السويسري Max Luscher خلال القرن الماضي لنظرية ربط فيها بين تفضيل الألوان والشخصية والحالة النفسية.
في عام 1960 قرّر Alexander Schauss مدير العلوم الحياتية في المعهد الأمريكي للبحوث الحيوية الاجتماعية اختبار نظرية الألوان التي جاء بها الطبيب السويسري، للتأكّد من كونها قد تساهم في تغيير المزاج، وبدأ باللون الزهري، وأجرى اختباره على أكثر الأشخاص المرتبطين بالعنف، أي نزلاء السجون. ولإجراء التجربة، طلب من الإصلاحية البحرية في سياتل طلاء حجرات سجونها باللون الزهري، وبحسب الإصلاحية فإن النتائج تتحدّث عن نفسها!
كما كانت هناك تجربة، على 153 شخصًا، طُلب منهم النظر إلى بطاقات ملونة إما باللون الأزرق أو الزهري، مع دفع اليدين للأسفل بأقصى قوة ممكنة. وكانت النتيجة أن 151 شخصًا من بين 153 بدوا أكثر ضعفًا عند النظر إلى البطاقات الزهرية، بمقارنة قواهم عند النظر إلى البطاقات الزرقاء.
وبحسب بحرية سياتل، فإن 15 دقيقة في الحجرات الزهرية كانت كافية للتأكد من أن فرصة حدوث سلوك عدواني قد انخفضت. وبعد هذه النتيجة بدأت الكثير من السجون باتباع الفكرة، وانتشرت السجون الزهرية خاصة ذات اللون Baker Miller Pink، وهي درجة من اللون الزهري يُستخدم للحد من السلوك العدائي، ويُعرف بـ Schauss أو Drunk-Tank Pink ناتج من خلط طلاء أبيض مطاطي مع درجة معينة من الطلاء الأحمر.