إحسان الجزايرلي .. البدينة التي عصفت بقلوب الشباب
إحسان فوزي الجزايرلي من مواليد 25 يونيو عام 1905 وهي ابنة الفنان فوزي الجزايرلي الذي يعتبر من جيل رواد المسرح العربي حيث أسس فرقة فوزي الجزايرلي مع ابنته إحسان وابنه فؤاد في عام 1917 وكانت والدتهما تعمل ممثلة في الفرقة، ورحلت إحسان في سن الثامنة والثلاثين وهي في قمة تألقها و رغم بدانتها المفرطة الا انها كان تفتاة الاحلام الأولى للشباب
شقيقها الأصغر هو الممثل والمخرج والمؤلف ونقيب السينمائيين الأسبق فؤاد الجزايرلي الذي ظهر على المسرح كمونولوجست من خلال عدة فرق أخرى مثل فرقتي سلامة حجازي وعلي الكسار وحينما لمع اسم فرقة رمسيس لصاحبها يوسف وهبي انضم إليها فؤاد ومنها انطلق إلى عالم السينما.
انتقلت الفرقة إلى السينما الصامتة ثم الناطقة واشتركت حسان مع والدها وشقيقها فؤاد وباقي أعضاء فرقتهم في أول فيلم مصري قصير مدته 3 دقائق باسم مدام لوريتا في عام 1919 إخراج لارتشي بالتعاون مع ألفيزي أورفانيللي صاحب أول أستوديو للتصوير والإخراج والإنتاج والمونتاج والتحميض في مصر
شكلت إحسان مع والدها فوزي الجزايرلي الشهير بـ بحبح أفندي أول ثنائي كوميدي في السينما المصرية وكانت إحسان تجسد دور زوجته أم أحمد وساعدتها بنيتها البدينة بعض الشيء في اشتهارها بهذا الدور.
ظل الكثيرون لا يدركون أن هذا الثنائي الكوميدي الذي أثار إعجاب الكثير في العديد من الأعمال الفنية المسرحية والسينمائية هما أب وابنته حيث أن إحسان هي ابنة فوزي وليست زوجته كما ظهرت في العديد من الأفلام السينمائية وهذا يرجع إلى أن جسم إحسان أضفى عليها سنا أكبر من عمرها الحقيقي، وهو السر الذي أخفاه الأب وابنته على الجمهور الذي ظن أنهما زوجان من خلال أدوارهما في الأفلام والمسرحيات حيث تزوجت إحسان من الفنان محمد الديب في عام 1938.
ومع أول ظهور لها مع والدها بالسينما في عام 1934 في فيلم المندوبان» مع المخرج توجو مزراحي، لاقى الثنائي نجاحا هائلا.
ظهرت إحسان بمفردها في 3 أعمال سينمائية رغم ارتباطها الشديد بوالدها سينمائيا ومسرحيا هم مصنع الزوجات مع محمود ذوالفقار عام 1941 ولو كنت غني تأليف أبو السعود الإبياري وإخراج هنري بركات وبطولة بشارة واكيم وعبد الفتاح القصري وابن الصحراء مع روحية خالد عام 1942.
. علم الفنان علي الكسار أن فرقة الجزايرلي تستعد لرواية جديدة وتبحث عن وجه جديد وعرض الكسار على الجزايرلي أن يضم الفنانة ماري منيب لفرقته وقضت ماري أكثر من 28 ليلة عرض بنجاح غير عادي وأظهرت براعة في الأداء قرّبتها من إحسان، فلم يكن نجاح ماري يسبّب لها أيّ مشكلة لأنها بطلة الفرقة ونجاحها يلفت الأنظار أكثر من أي ممثلة أخرى فيها.
في نهاية عام 1941 أثناء أحد العروض المسرحية للفرقة سقطت إحسان من فوق خشبة المسرح ولأنها كانت ممتلئة القوام فارعة الطول كان السقوط مدوياً حتى أن ساقها كُسرت وكان يجب أن يتم وضعها في الجبس لمدة 3 أشهر وتوقف عمل الفرقة 3 أيام حتى طلب فوزي من ماري أن تلعب دورإحسان إنقاذا للموقف
وبالفعل أدت ماري شخصية أم أحمد بنجاح كبير أذهل فوزي نفسه وأسهمت في زيادة ملحوظة لإيراد المسرحية لدرجة جعلت إحسان تستعجل في فك الجبس لتعود إلى دورها بعد أن شعرت بالخطر من ماري وبأنها قد تسحب البساط من تحت قدميها وهذا ما تأكد لها عندما طلب منها والدها أن ترتاح أسبوعا آخر كي تتأكد من الشفاء التام وألا تشغل بالها لأن ماري ناجحة في الدور ولا توجد أي مشكلة
شعرت إحسان بغيرة من النجاح الذي حقّقته ماري وقرّرت ضرب كلام والدها عرض الحائط ووضع حد لهذا النجاح الذي حقّقته ماري بغيابها وبدون علم والدها اتفقت مع الخطاط على تغيير الملصق في المسرح ووضعت ملصقا آخر مكتوبا عليه: الليلة تعود إليكم إحسان الجزايرلى في دور أم أحمد بعد عودتها من خارج القطر المصري وبهذه الجملة الصغيرة وضعت إحسان حدا لنجاح ماري في فرقة فوزي الجزايرلي التي قرّرت الاستغناء عنها نهائياً وليس إقصائها عن دور أم أحمد فحسب