جنينة حيوانات الجيزة ماض عريق وتاريخ مجيد

منوعات

بوابة الفجر

حديقة حيوانات الجيزة أو جنينة حيوانات الجيزة، تأسست سنة 1891م، وهي أكبر حديقة للحيوانات في مصر والشرق الأوسط، وأول وأعرق حدائق الحيوانات في أفريقيا، كانت تسمى “جوهرة التاج لحدائق الحيوان في أفريقيا".

أمر بإنشائها الخديوي إسماعيل، حيث افتتحت في العام 1891م، من قبل الخديوي محمد توفيق ابن الخديوي إسماعيل، وبدأت بعرض أزهار ونباتات مستوردة غير موجودة في الطبيعة المصرية، ويوجد في الحديقة قرابة ستة آلاف حيوان من نحو 175 نوعا، بينها أنواع نادرة من التماسيح والأبقار الوحشية.

وقد عرفت مصر حدائق الحيوان منذ أيام الفراعنة، حيث كان الملوك والأفراد يخرجون لصيد الحيوانات والطيور وكانوا يحتفظون بها في قصورهم للعرض والزينة.

وشهدت القاهرة في عهد محمد على أول عرض مكشوف للأسود، حيث وضع عدد من هذه الأسود في حفرة كبيرة أمام قلعة القاهرة في المكان التي أقيمت فية دار الدفتر خانة القديمة، وكان المواطنون يتفرجون على هذه الأسود من أعلى الحفرة ويلقون إليها بغذائها من اللحوم، وقد اشتهرت هذه الحفرة باسم ”مسبعة القلعة”.

ويروي المؤرخون أيضا إن محمد على جاء بظرافة من جنوب السودان في عام 1826, وبعث بها هدية إلى الملك شارل العاشر ملك فرنسا، وكانت رحلة الزرافة على طوافة في النيل، ثم نقلها بحرا إلى مرسيليا، ثم سيرا على الأقدام إلى باريس، الأمر الذي كان حديثا لكل أوروبا في تلك الأيام.

والجدير بالذكر أن الخديوي إسماعيل كان أول من فكر في إنشاء حديقة للحيوانات، وكان يأمل في افتتاحها بمناسبة الاحتفالات بافتتاح قناة السويس عام 1869م، ولكن الوقت لم يسعفة واضطر لتجميع أعداد من الحيوانات والطيور في قصر الجزيرة الذي أصبح الآن فندق ماريوت بالزمالك.

وفى عام 1889م، أصدر الخديوي توفيق فرمانا باقتطاع فداناً من حدائق والدته "الوالده باشا"، بجهة الأورمان وتحويها إلى مخزن للحيوانات وهو الاسم الذي كان يطلق على حدائق الحيوانات عند إنشائها.

وفي أول مارس عام 1891م، افتتحت هذه الحدائق للجمهور، وفي عام 1938م، تقرر إضافة ثمانية وثلاثون فداناً إلى الحديقة اقتطعت من حديقة الأورمان القبلية.

والحديقة منسقة تنسيقا بديعا وبها خمس جبلايات ذات رونق خلاب، وقد تم بناء الجبلاية الكبرى "جبلاية القلعة" عام 1867م، وهي مزينة بتماثيل مختلفة من الحيوانات المنقرضة خرتيت الفيوم والتماسيح والطيور الغريبة، وتنساب في أرض الجبلاية جداول المياه ويتدلى من سقفها قطع من شعاب المرجان الأبيض كما في الكهوف والمغارات الطبيعية، ومن معالم الحديقة جبلان صنعايان يربطهما جسر معلق من حديد صممه مستر فرانسوا إيفل، مصمم برج إيفل بباريس، قبل تصميم البرج بـ10 سنوات.

كما يوجد الكشك الياباني بحديقة نادي أصدقاء الحيوان، وبالحديقة متحف وضعت في صالاته الثلاث النماذج
المحنطة من الطيور والثدييات والزواحف من حيوانات مختلف مناطق العالم، وقد أنشأ هذا المتحف عام 1906 ويحتوي على أكثر من خمسة ألاف عينة محنطة، من أهمها تمساح محنط منذ أيام قدماء المصريين منذ أكثر من خمسة ألاف عام, وحوت ألقت به الأمواج تجاه مدينة الإسكندرية.

وتعرض الحديقة الثدييات والطيور والزواحف بأنواعها المختلفة في أربعة عشر منطقة تمثل 360 جنساً مختلفاً يصل عددها إلى أكثر من مائة نوع من الأصلات والثعابين "السامة ونصف سامة وغير السامة"، والحيات والسلاحف والترس وأنواع السحالي والورل والضب والتماسيح المصرية والأمريكية، كذا الجربوع والقنافذ والعقارب والحرباء.

تم إغلاق الحديقة في 19 فبراير 2006، خوفاً على الحيوانات والطيور من الإصابة بمرض إنفلونزا الطيور، لكن أعيد افتتاحها في 24 أبريل من نفس العام.