العندليب يغني في زفاف الملك فاروق
قال الباحث الموسيقى الدكتور نبيل حنفى محمود ذلك فى كتابه ” الغناء المصرى أصوات وقضايا” : إن قدم حليم أغنية ” تهاني” كلمات محمد عبدالغنى حسن، وألحان عبدالحميد توفيق ذكي، وأذيعت يوم 3 / 5 / 1951 ، وجاءت فى سياق مجموعة من الأغنيات تضمنتها حلقة من برنامج ” ركن الأغانى الخفيفة”، وكانت كل الأغنيات مخصصة للإحتفال بعيد الجلوس الملكى، وبعقد قران الملك فاروق على زوجته الثانية الملكة ناريمان. ولم تكن هذه الأغنية هى الأولى التى يتغنى بها العندليب للملك فاروق، فسبقتها بسنوات كثيرة نشيد كان يغنيه وهو طفل مع زملائه فى ملجأ المحسن الكبير عبداللطيف بك حسنين وهبة فى الزقازيق، فكانوا يرددون نشيدا يتغنى بالملك الصغير فاروق ملك مصر والسودان الذى توج حديثا بعد بلوغه السن القانونية، كانت كان مطلع النشيد يقول : ” ملك الملوك يا زين، فاروق يا نور العين، يا أبو ورد منور على الخدين، يا مليكنا وتعيش لينا”.
\
من بين الأعمال التي يجهلها الكثيرون لعبدالحليم: البرنامج الغنائي “موكب الربيع” تأليف كمال منصور، موسيقى وألحان عبدالحليم علي، غناء عبدالحليم، وسوسن فؤاد، ومديحة عبدالحليم، إخراج محمود إسماعيل، وقدم عام 1952 ،” سهرة فى الإشلاق”، تأليف محمد حلاوة، ألحان محمد الموجي، غناء صلاح عبدالحميد، إسماعيل شبانة، عبدالحليم، سيد إسماعيل، إبراهيم حموده والمجموعة، إخراج جلال معوض، سجل فى 14-4-1954 لركن الجيش، “شهامة عربي” تأليف مصطفى عبدالرحمن، وعبدالمعطى حجازي، ألحان حسين جنيد، وغناء حليم وشهر زاد، وإخراج يوسف الحطاب، برنامج ” قف من أنت” تأليف محمود فهمى ابراهيم، لحن فهمى فرج، توزيع موسيقى محمود عبد الرحمن، غناء عبد الحليم حافظ، سيد إسماعيل، إسماعيل شبانة، صلاح عبد الحميد، محمد عزمي، إخراج صلاح بيومي، اشترك فى التمثيل عبد العزيز خورشيد.
مسرحية “مجنون ليلي” تأليف الشاعر الكبير أحمد شوقي، تمثيل أمينة رزق، حسنى الحديدي، محمد الطوخي، محمد السبع، محمد توفيق وغناء كارم محمود، عباس البليدي، إبراهيم حمودة، نجاة الصغيرة. ووضع لها الألحان عبدالحميد عبدالرحمن، كما قام بغناء الصورة الغنائية “أبناء الفنون” تأليف الشاعر أحمد مخيمر، ألحان محمود كامل، توزيع فؤاد الظاهري، إخراج السيد بدير، غناء عباس البليدي، كارم محمود، فايدة كامل، سيد إسماعيل، ومن الصور المجهولة له أيضا “الباني طالع” تأليف إبراهيم رجب، ألحان أحمد صبرة، توزيع فؤاد الظاهري، إخراج عثمان أباظة، غناء الشيخ يوسف البهتيمي، ومديحة عبدالحليم، الصورة الغنائية “فتاة النيل” للشاعر أحمد مخيمر، وألحان محمد الموجي، وإخراج كامل يوسف، “وفاء” للشاعر مصطفى عبدالرحمن وألحان حسين جنيد، وإخراج إسماعيل عبدالمجيد.
ارتبط عبدالحليم بالثورة وبقادتها ارتباطا وثيقا وأصبح مطرب الثورة وبقادتها ارتباطا وثيقا وأصبح مطرب الثورة الذي أرخ لها بصوته وأغنياته وكانت مساهمته رئيسية وفعالة في ترسيخ حب الجماهير وارتباطهم بها وبأعمالها أكثر من أي مطرب أو مطربة أخرى.. فقد غنى مطالب شعب وقصة السد العالي وغنى لجمال عبدالناصر ولم يترك عيدا أو مناسبة إلا وتغنى بالثورة وقائدها وفي نفس الوقت صعد نجم عبدالحليم بسرعة كبيرة لدرجة أنه أصبح نجما من بدايته.
والواقعة الشهيرة التي ارتبطت بفترة الخصام بينه وبين أم كلثوم تؤكد هذه المكانة التي صعد إليها بسرعة كما تعكس الصراع على الزعامة الفنية الذي ظهر بوضوح بينهما وكان عبدالحليم طموحا و انطلق صوته بعد الثورة وذاعت شهرته في ظلها.. ولذلك كان يحرص كل عام أن يقدم أغنية وطنية جديدة في عيد 23 يوليو تعبيرا عن انتمائه للثورة ولاكتساب ثقة عبدالناصر. وأصبحت زعامة عبدالحليم في المنطقة العربية لا تقل عن زعامة أم كلثوم لأنه كان يستمدها من وهج الزعيم ورضائه عنه وبذكاء شديد أخذ عبدالحليم طريقه إلى قلب عبدالناصر وساعدته ظروف مرضه وحالة الكبد والنزيف المتكرر لكنه وجد نفسه يواجه عقبتين: الأولى هي أم كلثوم وصداقتها الوطنية مع عبدالناصر وأسرته وكذلك مع عبدالحكيم عامر والثانية هي صلاح نصر وجهاز المخابرات ومراكز القوى الأخرى التي كانت لا تستريح لزيادة حظوة عبدالحليم في منافسة عنيفة مع أم كلثوم لكي يستحوذ على رضاء عبدالناصر وكان لابد أن يحدث الصدام بينهما.