بعد وقف استيراد القمح.. نكشف عواقب المساومة الروسية على مصر لقبول "الأرجوت"

تقارير وحوارات

القمح المصري - أرشيفية
القمح المصري - أرشيفية


خبير زراعي: "روسيا" الخاسرة.. ومصر لديها بدائل لاستيراد القمح
أستاذ زراعة: خسائر روسيا بعد وقف تصدير القمح لمصر ستصل لـ 2 مليار دولار
أستاذ اقتصاد زراعي: "روسيا" من أهم الأسواق المستقبلية لمصر





برغم التطور الكبير، والقفزات المتنوعة في العلاقات بين مصر وروسيا، إلا أنه لابدّ من معكّر يصيب هذه العلاقات، فلا شيئا يدوم على حاله، وهو ما جاء على أثر الحديث عن محصول القمح المصاب بالأرجوت، والذي تستورده مصر من روسيا.


 مصر ترفض القمح الروسي
خلال الفترة الأخيرة تعالت العديد من الأصوات التي تحدثت عن القمح الروسي المصاب بفطر الأرجوت، الذي يسبب بعض الأمراض الخطيرة، وعليه قام المفتشون المصريون برفض شحنة قمح روسي حجمها 60 ألف طن في ميناء "نوفوروسيسك" بسبب مشاكل تتعلق بذلك الفطر.

 
روسيا ترد بالاستغناء عن الفواكه والخضروات المصرية
 
وسرعان ما ردت روسيا على الموقف المصري،  لتعلن الحرب على المواد التي تستوردها منها، حيث أكدت وكالة "إنترفاكس" عن الهيئة الفيدرالية الروسية للرقابة البيطرية والصحة النباتية، إن موسكو ستوقف واردات الفواكه والخضروات من مصر اعتباراً من 22سبتمبر.

وأكدت مصادر مسئولة أن هذا القرار سببه الحقيقي، رفض مصر دخول شحنات من القمح الروسي، تبلغ حوالي 60 ألف طن، والمصابة بفطر الأرجوت.


 
مصر تحاول احتواء الأزمة
 
فيما بادرت مصر بمحاولات لحل الأزمة، بإعلان وزير الزراعة، عصام فايد، تشكيل لجنة للتفاوض مع الجانب الروسي بشأن ملف "الحجر الصحي"، مؤكدًا أنه "سيتم عقد اجتماع مع السفير الروسي بالقاهرة لبحث ودراسة الموقف للوقوف على أهم النقاط الواجب علاجها لتفادي أي عقبات".

 

ضغوط المستوردين ورجال الأعمال
أكد الدكتور علي محمد إبراهيم، الخبير الزراعي بمركز البحوث الزراعية، أن القمح الروسي، يسبب أخطار الصحية شديدة، لافتًا إلى أن توطينه في مصر سيؤدي إلى تدمير الزراعة فيها، وعليه تم إصدار قرار بمنع استيراد القمح الروسي.


وأضاف إبراهيم في تصريحات خاصة، لـ "الفجر"، أن العديد من المستوردين الآن، ورجال الأعمال يضغطون باتجاه دخول القمح الروسي مرة أخرى إلى مصر، مشددً: "لن نقبل هذا التدمير المتعمد لصحة الشعب المصري".

وبيّن أن مصر يمكنها الإستغناء عن القمح الروسي، خاصة وأنه متوفر في دول أخرى بديلة أبرزها "أوكرانيا"،  منوها بأن روسيا لديها فائضًا كبيرًا وهي الخاسرة وليست مصر.
 
 

 10 بدائل للقمح الروسي

فيما قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية والزراعة  بجامعة القاهرة، إن مصر لديها فرصة كبيرة، وبدائل يمكن تعويض القمح الروسي المصاب بفطر الأرجوت، بعد القرارات الأخيرة بمنع استيراد الفواكه والخضروات المصرية من قبل روسيا كرد على القرار المصري بوقف استيراد القمح الروسي.
 
 وأضاف في تصريحات له، أن هناك 10 بدائل يمكن الاستيراد منها كبديل عن القمح الروسي، وهذه الدول: "أستراليا وكازاخستان وأوكرانيا وفرنسا وكندا وأمريكا والأرجنتين ورومانيا وباكستان وإنجلترا".

وذكر أن روسيا تحتاج إلى مصر أكثر من احتياج الأخيرة لها ، حيث أن روسيا ليس أمامها بدائل لاستيراد البرتقال المصري، خاصة أنه يتميز بالجودة والسعر المنخفض، موضحًا  أن الخسائر الروسية من عدم تصدير القمح إلى مصر تصل إلى 2 مليار دولار، مشددًا أن مصر موقفها قوي، للغاية  ولا يجب أن تستجيب لضغوط التجار والمستوردين.

وكشف نور الدين، أن روسيا لديها فائض كبير من القمح هذا العام إذ بلغ إنتاجها 70 مليون طن بزيادة 35% عن العام الماضي، موضحًا أن الصادرات المصرية إلى روسيا تبلغ 500 ألف دولار فقط وبالتالي هي التي تحتاج إلينا.
 
 

ينبغي إنهاء هذه المشكلة فورا
فيما رأى الدكتور منير فوده، أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن روسيا لابد أن تراعي المعايير العالمية في نسب الأرجوت التي تتواجد بالقمح، مشددًا على أهمية استعادة العلاقات الروسية المصرية، قائلا إنه لا ينبغي توسيع الأمور أكثر من ذلك بحيث لا تتواجد مزيد من المشكلات.

وشدد فوده، أن السوق الروسية، تعد من أهم الأسواق المستقبلية لمصر، ولا ينبغي التسليم لهذه الترهات التي تحدث الآن على حد وصفه، على إثر مشكلة توقف الاستيراد بين الجانبين.