عالم بدون هجرة غير شرعية.. هل ينجح مقترح "السيسي" في قمة اللاجئين بـ"الأمم المتحدة"؟

أثنى عدد من خبراء العلاقات الدولية على اقتراح الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال جلسة الدوراة الحادية والسابعين بالأمم المتحدة، بفتح باب الهجرة الشرعية، مؤكدين أنه بذلك ستقل حدة أزمة اللاجئين، كما ستقل أيضا مشاهد الحوادث التي يتعرضون لها يوميًا في طريقهم للبحث عن ملاذ أمن.

وتطرق الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته في اجتماع الأمم المتحدة الذي عقدت اليوم،  بأنه لابد من مكافحة الهجرة غير الشرعية، وأن تكون على رأس الأولويات الدولية، وأنه لا سبيل لوقف تدفقات الهجرة غير الشرعية إلا بمعالجة جذورها الرئيسية وفتح مزيد من قنوات الهجرة الشرعية وتطوير أنماط جديدة لها، والتوصل لحلول سياسية للأزمات التي تشهدها دول المنطقة، وليس من خلال الحلول الأمنية وغلق الحدود.

وحول مقتر السيسي، قال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن تشديد الرئيس السيسي على  فتح مجال الهجرة الشرعية بالولايات المتحددة، يكشف عن موقف مصر ودورها في تحقيق السلام العالمي، خاصة أن مصر فتحت أبوابها أمام اللاجئين السوريين واحتضنتهم كالمصريين، بالرغم من الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وأضاف "حسين"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن السيسي كان يبعث رسالة مباشرة للغرب باستقابلهم للاجئين، لمنع الاحتقان والعنف والإرهاب واتهام مصر والعرب دائما بأنها بؤر إرهابية،  مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة من المتوقع أن تشتد الحرب في لبيا وسوف يكون هناك تدفق هجرات على الحدود، مما يزيد الأعباء على الدول العربية، ويساعد بشكل كبير على تغلغل قوى الإرهاب، لذا فتح المجال للهجرة الشرعية إلى البلاد الغربية جزء وحل للقضاء على الإرهاب.

في السياق ذاته قال اللواء جمال مظلوم، مستشار مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، إن الهجرة الشرعية بصفة قانونية أفضل من أجل سلامة المواطنين أولا وحمايتهم من الغرق نتيجة الهجرة الغير شرعية، بالإضافة لاستقدام العمالة في بعض الدول التي تعاني من نقص الأيدي العاملة.

وأضاف"مظلوم"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن إيطاليا طبقت فتح باب الهجرة الشرعية منذ أكثر من عددة سنوات وأتاحت الفرصة لبعض العمال للهجرة بشكل شرعي ونجحت هذه التجربة بشكل كبير أنذاك، مطالبًا بتقنين الهجرة الشرعية للحد من الظاهرة خاصة بعد تكبد الخسائر البشرية بشكل كبير مثلما حدث في الأونة الأخيرة في سوريا ومصر.

وأشار"مظلوم"، إلى أن تنظيم عملية الهجرة الشرعية بنسبة محدودة ولو بشكل إقامة مؤقتة في الوقت الراهن  ستساعد في تخفيف معاناة المواطنين في الوطن العربي.

وقال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن دعوة الرئيس السيسي للدول بفتح مجال باب الهجرة الشرعية، تعد خطوة إيجابية للقضاء على الإرهاب، نظرًا لاندساسهم بين المهجرين بشكل غير شرعي عن طريق البر.

وأوضح "اللاوندي"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن  بالفعل بعض الدول الأوروبية فتحت المجال للهجرة الشرعية، لكن بشكل ضئيل نظرًا لزيادة نسبة المهاجرين خلال فترة قصيرة، مما جعلها تلجأ لغلق الحدود بشكل دائم في وجه اللاجئين.

وأشار"اللاوندي"، إلى أن غلق باب الهجرة الشرعية يعد اختراق للقانون الدولي لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى تحمل مصر أعباء أكثر مما هي عليه الأن.