إخلاء سيناء.. ليلة بكت فيها إسرائيل
في شهر إبريل من عام 1982، أخلت إسرائيل مستوطناتها التي أقامتها في شبه جزيرة سيناء، وأهمها مستوطنة "ياميت" التي أقيمت عام 1973 في رفح المصرية عند أقصى الشمال الشرقي من شبه الجزيرة سيناء
في هذا التاريخ خصوصا يتحسر الإسرائيليون على تلك المدينة الرائعة الجمال التي أجبروا على تركها، والعودة مرة أخرى إلى الأراضي المحتلة في فلسطين، وفي هذا الإطار كتبت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريرا تحت عنوان " 34 عاما على إخلاء سيناء ... حلم لا يمكن تحقيقه".
وقالت الصحيفة إنه بعد حرب أكتوبر 1973 أو كما تطلق عليها إسرائيل اسم "حرب يوم الغفران" كان الصحفيون الإسرائيليون يبثون بشرى من رفح حول المدينة المخطط لها أن تكون ثالث أكبر مدينة ساحلية في إسرائيل ويسكنها ربع مليون نسمة، وإلى جوار الصحفيين يظهر موشيه ديان في حدث احتفالي وهو يصب الخرسانة هناك.
تلك المستوطنة التي أقامتها إسرائيل عندما كانت تحتل شبه حزيرة سيناء، دفعت العديد من سكان تلك المستوطنة وقطاعها الساحلي إلى التجمع في صفحة مغلقة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يتناولون خلالها ذكرياتهم حول هذه المستوطنة، وكيف تم بناؤها، وشعورهم عند الخروج منها.
ويقول مديرا الصفحة، شموئيل عتسمون، وليلي عتسمون، إن الجروب المغلق الخاص بهما يضم كل شيء عن ياميت وذكريات من شبه جزيرة سيناء، النصب التذكاري المعدني :( ويؤكد شموئيل أنه بواقع عيشه فترة الطفولة في المستوطنة وشبه جزيرة سيناء، وخدمته في سلاح البحرية الإسرائيلية، جعله يعرف كل ركن في سيناء، مما دفعه لأن يجمع مادة عن مستوطنة ياميت، ويبحث عن الجيران والأصدقاء القدامى حتى يضمهم إلى مجموعته الخاصة.
وقال موقع "نيوز وان" الإسرائيلي، إن عملية إخلاء مستوطنة ياميت 1982 كانت صعبة للغاية، بسبب رفض المستوطنين ترك المنطقة، خاصة أعضاء تكتل "جوش إيمونيم" المتشدد، بل ومقاومة عملية الإخلاء بالقوة، وهو ما دفع السلطات الإسرائيلية إلى إخلائهم بالقوة في عملية عسكرية عرفت باسم "اليمامة الحمراء".
وفي ردة فعل منهم، قام المستوطنون بتدمير كافة المنازل المقامة والبنية التحتية في المستوطنة، وأحرقوا كافة المحاصيل الزراعية التي كانت موجودة هناك، بعد قرار تسليمها إلى السلطات المصرية بموجب اتفاق السلام بين البلدين.