سليمان بك نجيب.. من العربجي إلى سعادة الباشا مراد
بدأ سليمان بك نجيب، حياته الفنية بكتابة المقالات في مجلة الكشكول الأدبية تحت عنوان مذكرات عربجي وقد صعد المسرح في عهد كان يتعذر على أمثاله من الأسرة المحافظة العمل في ميدانه، كان موظفاً ويشتغل في الوقت ذاته في المسرح التمثيلي إرضاء لنزعته الفنية الجامحة، وأشغل سكرتارية وزارة الأوقاف، ثم انتقل إلى التمثل السياسي، إلا أنه عاد إلى مصر والتحق بوزارة العدل وعين سكرتيراً فيها، وكان مزمعاً إخراج مذكراته عما يعلم عن الوزارة الذين تقلبوا في عهده بوزارتي الأوقاف والعدل، إلا أن المنية فاجأته فماتت هذه الذكريات في صدره. وكان يتنبأ أنه سوف لا يتخطى الستين من عمره وقد صدق بما تنبأ.
ويذكر أن أحسن وظيفة أشغلها هي مديرية دار الأوبرا الملكية، وقد أدارها بكل حزم ووجه أعمالها نحو الغاية المثلى، لم يفكر يوماً في الزواج، وقد فضّل ان يعيش برفاهية وأن يفعل ما يريد دون أن يسبب لشريكة حياته أي نكد، لأنه يعتقد أن كل النساء مخالفات ومناكفات، كما أن فقره إلى المادة كانت من العوامل على نفوره من الزواج كيلا ينجب أولاداً يعيشون في جو من الفقر والفاقة.
لقد اشتغل في المسرح وفي السينما وتألق نجمه وكان بطلا في كل الأدوار التي مثلها، ورغم أن مرتبه كان كبيراً وارباحه كثيرة فإنه لم يدخر شيئاً. كان جريئاً صادقاً وفياً أديباً فصيح اللسان، عالي التهذيب وكثير الاعجاب بالمرحوم أحمد شوقي بك، وبشارة الخوري، وعبد القادر المازني، وأنطون الجميل، وعبد القادر حمزة باشا كشعراء وكتاب بارزين في السياسة والصحافة.
من أشهر ادواره كان في فيلم غزل البنات عام 1949م وكا ن دوره سعادة الباشامراد وقد أدى هذه الشخصيه بكل ارستقراطيتها مع خليط من طيبة القلب وخفة الدم الفطريه لديه فلم يكن متشدقا ولامبالغا في الأداء مما يطيح بعذوبة الشخصيه فاستحق بذلك النجوميه الفذه في ذلك الفيلم وافاه الأجل وتوفي سنة 1955 م رحمة واسعة.