القوميون الأوكرانيون ينتهكون "يوم الصمت" في الانتخابات البرلمانية الروسية
هاجم قوميون أوكرانيون ليل السبت مبنى السفارة الروسية في كييف بالشهب النارية والمفرقعات في إطار حملة عرقلة تصويت الروس المقيمين في أوكرانيا في انتخابات "الدوما" الروسي.
وذكر مصدر في السفارة الروسية لدى كييف، أن زهاء عشرين راديكاليا هاجموا السفارة في حوالي الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل وألقوا قنبلة دخانية في باحتها، حالت الصدفة فقط دون وقوع إصابات بين موظفي السفارة، فيما لم تحرك الشرطة الأوكرانية ساكنا، ولم توقف المهاجمين.
رئيسة اللجنة المركزية للانتخابات الروسية إيلا بامفيلوفا، وفي تعليق على الحادث قالت: "لقد اتخذنا جميع الإجراءات وقمنا بكل ما في وسعنا، لإتاحة تصويت مواطنينا المقيمين في أوكرانيا، وأوصلنا القوائم الانتخابية وجهزنا مراكز الاقتراع في أوكرانيا. أما مهمة ضمان أمن التصويت، فهي ملقاة على عاتق البلد الذي يجرى الاقتراع على أراضيه، وآمل في أن يكون كل شيء على ما يرام على هذا الصعيد".
المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، وفي تعليق حول سير الحملة الانتخابية والتصويت خارج روسيا، وفي أوكرانيا تحديدا، أكدت في وقت سابق أن الروس المقيمين في أوكرانيا سوف يتمكنون من التصويت في السفارة والقنصلية الروسيين في العاصمة الأوكرانية كييف، حيث أن المبنيين يعودان لروسيا الاتحادية ويخضعان للحصانة التامة.
هذا، وسبق للرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أن كلف وزير خارجيته بافل كليمكين في الـ10 من سبتمبر/أيلول 2016 بإبلاغ القيادة الروسية بتعذر إتاحة التصويت للروس المقيمين في بلاده، كما أعلنت ماريانا بيتسا الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأوكرانية عن "استحالة تنظيم التصويت في أوكرانيا حتى في مباني الهيئات الدبلوماسية والقنصلية الروسية في أوكرانيا".
واشترطت كييف لإتاحة تصويت الروس على أراضيها، ألا تجري السلطات الروسية انتخابات "الدوما" في جمهورية القرم وتمنع مرشحي القوى السياسية هناك من خوض الانتخابات الروسية.
تجدر الإشارة إلى أن بيانات اللجنة المركزية للانتخابات الروسية تشير إلى أن زهاء 80 ألف ناخب روسي يقيمون في أوكرانيا، كما أكدت اللجنة أن أربعة مراكز اقتراع سوف تفتح أبوابها أمام الناخبين الروس في مقار القنصليات الروسية في كل من كييف وخاركوف وأوديسا ولفوف الأوكرانية.
اعتداء اللية الماضية على مبنى السفارة الروسية في كييف، لم يكن الأول من نوعه حيث تعرض المركز الثقافي والعلمي الروسي هناك الصيف الماضي لهجوم مشابه نظمه الراديكاليون، الذين استهدفوا كذلك مبنى الهيئة الفدرالية الروسية لشؤون رابطة الدول المستقلة بالمفرقعات والشهب النارية وقنابل الدخان.
هذا، وبدأ قبل ساعات في الشطر الأوروبي من روسيا ما يسمى بـ"يوم الصمت الانتخابي"، حيث تحظر التشريعات الانتخابية في هذا اليوم الذي يسبق التصويت، سائر أشكال الترويج السياسي والدعائي إعلانا عن انتهاء الحملة الانتخابية التي تسبق التصويت، فيما يستثني القانون إزالة الشعارات والدعاية والصور الحزبية من على لوائح الدعاية والأماكن المخصصة لإلصاقها، على ألا تقل المسافة التي تفصل بينها وأقرب مركز انتخابي عن 50 مترا.
كما لا بد من الإشارة إلى أن الفارق في التوقيت بين العاصمة موسكو وأقصى شرق البلاد يبلغ تسع ساعات، حيث ستفتح مراكز الانتخاب أبوابها أمام المواطنين اعتبارا من تمام الساعة الـ23:00 ليلا بالتوقيت المحلي لموسكو الموافق للـ17 من سبتمبر، ليسبق الناخبون هناك نظراءهم في باقي روسيا في التصويت، على أن تغلق المراكز الانتخابية أبوابها في كالينينغراد أقصى غرب البلاد في تمام الساعة الـ21:00 بتوقيت موسكو الموافق للـ18 من الشهر.
ومن المقرر أن تنطلق انتخابات مجلس الدوما الروسي والإدارة المحلية في يوم الانتخابات الموحد في الـ18 من هذا الشهر، حيث سيصوت المواطنون لانتخاب 225 مرشحا عن الأحزاب السياسية، و225 مرشحا آخرين عن الدوائر الانتخابية ذات المقعد الواحد.