رحلة الجنيه من المجد الى اللحد
كان يوماً رمزاً من رموز القوة و المجد ثم تدهور به الحال شيئاً فشيئا حتى أصبح لا يقوى على تحقيق أمنية لطفل لم يبلغ عامه الرابع ، كان الناس يتعاملون معه بهيبة و احترام يوم كان اسمه الجنيه ثم تحول الى "الأهيف " ثم "اللحلوح" ومنه الى "البلبل"
تاريخه العريض لم يشفع له في زمننا هذا ،و لكن رحلته جديرة بإلقاء الضوء عليه ،اذ تعود رحلته الى عام 1834 وتحديدا في الخامس من شهر يناير،حيث صدر مرسوم بشأن مشروع قانون عثماني لإصدار عملة مصرية جديدة تقوم على النظام ثنائي المعدن، وتم إصدار الجنيه ليحل محل العملة الرئيسية المتداولة آن ذاك وهو القرش الذي ظل يتداول باعتباره 1/100 من الجنيه و كان القرش مقسما الى عشر اجزاء تدعى البارة
وفي عام 1885 أوقف إصدار البارة، وأعيد تقسيم القرش إلى عشر أجزاء سميت بـ عشر القرش حتى تم تغيير الاسم في عام 1916 إلى مليم .
وفي الثالث من ابريل لعام 1899 أصدر البنك الأهلي المصري الأوراق النقدية لأول مرة وحينها كان الجنيه المصري =7.4375 جراماً من الذهب، واستخدم هذا المعيار ما بين عام 1885 وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914،حيث تم ربط الجنيه المصري بـالجنيه الاسترليني وكان الجنيه الذهب = 0.975 جنيها مصرياً.
تم توحيد البنك المركزي المصري والبنك الأهلي المصري في البنك المركزي المصري في عام 1961.تم تثبيت سعر الصرف الرسمي مع العملات الأجنبية الهامة بقوة القانون، مما أعطاه قبولا في المعاملات الداخلية، وقد أدى هذا لتقييم الجنيه المصري عن طريق معايير الذهب المتعارف عليها آن ذاك، وظل الجنيه المصري مرتبطا بالجنيه الاسترليني حتى عام 1962 حيث تم ربط الجنيه بـالدولار الأمريكي عند مستوى 2.3 دولاراً لكل جنيه مصري ،في سنة 1967 انهار رصيد مصر من العمله تماما وتم منع التعامل بها تماما في السوق المصريه .
سنة 1968 تم رهن محصول القطن المصري المخصص للتصدير بالكامل لصالح الاتحاد السوفيتي تحت حساب نفقات اعادة تسليح الجيش بعد نكسة 67 و بناء عليه خسرت مصر دخل العمله الاجنبيه رغم سحب الرصيد المركزي بالكامل مما تسبب في منع البنوك نفسها في التعامل بالنقد الاجنبي الا بموافقه من رئيس الوزراء ومن الجدير بالذكر أن ول مائة جنيه مصريكانت تساوي 125 جنيه ذهب وصدرت بتاريخ ١٥ يناير ١٨٩٩