جرافيتي 1952
يُعد الجرافيتي طريقة فنية طريفة لتوصيل فكرة أو رأي، وفي نفس الوقت لا تُفسد المنظر بدلاً من الكتابة بشكل عشوائي.
معنا صورة من بداية عام 1952م، مأخوذة من الإسماعيلية، نرى فيها السير جورج إرسكين "قائد القوات البريطانية بالإسماعيلية - والتي كان عددها 80 ألف بريطاني" ينظر إلى لوحة علقها من أطلقوا على أنفسهم "فدائيين" وهي مجموعات مصرية من كافة طبقات المجتمع المصري والقوى السياسية المختلفة، اتحدت من أجل الكفاح ضد الإنجليز، وكبّدوهم خسائر كبيرة وبالذات بعدما تعاون البوليس المصري مع الفدائيين، وكان الفدائيون يفتحون باب التسجيل لديهم كل فترة، وفي الشهر الواحد كان ينضم إليهم 90 ألف مصري.
يمكنكم قراءة محتوى اللوحة بوضوح، ومنه نعرف أن الفدائيين كانوا يحثون المصريين بعدم إقامة أي علاقة مع الإنجليز، بل يحذرونهم من البيع لهم والتعاون بأي شكل، وأن مصير من يخالف ذلك هو الموت.
الجنرال جورج الموجود في الصورة كان من ضمن الأشخاص المتسببين في مذبحة الإسماعيلية مع القائد إكسهام، حينما أمر دباباته يوم الجمعة 25 يناير 1952م بالهجوم على مبنى المحافظة ودارت معركة غير متكافئة مع الشرطة المصرية ( 7000 جندي بريطاني مسلحين بالدبابات مقابل 850 شرطي بالبنادق فقط ) استشهد فيها 48 شهيداً وتم أسر المئات، وسقط 13 قتيلاً بريطانياً، وهو ما يُعرف بعيد الشرطة.
رغم استقلال مصر سنة 1922م إلا أن معاهدة سنة 1936م كانت تنص على أن يبقى في مصر قوات بريطانية في مدن القناة، وهي بورسعيد والسويس والإسماعيلية.