أول مهرجان دولي للطيران في مصر
قد لا تجذب الصورة الأنظار من الوهلة الأولى، لكنها تعود إلى عام 1910، حيث ذكرى أول مهرجان دولي للطيران في مصر، وتحمل أيضاً منظر عام لمصر الجديدة في بدايتها.
كانت هيليوبولس أو مصر الجديدة لم يمر على إنشاءها سوى 4 سنوات، وكانت صحراء تقع شرق القاهرة لم يسكنها إلا عدد قليل من فئة معينة.
في تلك السنة أيضاً لم يمر على أول طائرة صنعها الإخوان رايت سوى 7 سنوات، ولم ينتشر الطيران بشكل واسع في العالم، وبالطبع لم تكن أنشئت مصر للطيران.
قرروا في تلك السنة إقامة مهرجان للطيران في مصر ليكون خطوة أولى تمهد دخول مصر عالم الطيران، وخصصوا للمهرجان أسبوعاً كاملاً، من يوم 6 إلى 13 فبراير سنة 1910م، ودعوا فيه أبرز الطيارين في أوروبا، وكان عددهم 13 بينهم امرأة، وطبعوا بوسترات كدعاية لهذا الحدث الكبير، وطوابع بريد، وقامت فرنسا بتصنيع 13 طائرة من النوع الذي تشاهدوه في الصورة، وشحنتهم في صناديق في سفينة عبر البحر المتوسط، وتم تجميعهم في هيليوبلس.
أعلن المهرجان عن تنظيم مسابقة عليها جوائر قيمة، نظام المسابقة أن يطير الـ 13 متسابقاً من هيليوبلس "في الشرق" إلى الأهرامات "في الغرب" ويكملوا الطيران إلى جنوب القاهرة.
وتجمع الناس عند الأهرامات ينتظروا رؤية هذه الطائرات التي تطير في الجو.
كانت بريطانيا مهتمة بانتشار الطيران في مصر، وذلك لاستخدامه في البريد، حيث كانت مصر حلقة وصل بين بريطانيا وبين مستعمراتها في أفريقيا والهند، ومن الطريف أن أثناء ثورة 1919م وإضراب العاملين في القطارات عن العمل، وبالتالي توقف نقل البريد، قام وقتها سلاح الجو الملكي البريطاني بتوفير طائرات ذهبت إلى مصر خصيصاً لتنقل البريد.
إذن ما نشاهده في الصورة هي لقطة أثناء طيران إحدى طائرات الـ 13 متسابق خلال مهرجان الطيران سنة 1910م، والذي بدأ من مصر الجديدة إلى جنوب القاهرة مروراً بالأهرامات، ولم يكمل أحد السباق
ولكن حطم أحد الطيارين الفرنسيين الرقم القياسي السابق، وذلك حينما قطع مسافة 5 كيلو متر في 4 دقائق بالطائرة.
وكان هذا المهرجان خطوة لدخول مصر عالم الطيران، حيث تم إنشاء "نادي الطيران المصري" بعده بقليل.