"القصاص" عم محمود .. فنان تزيين "خروف العيد" .. (صور)
يجلس على مقعد عتيق، مرتديًا جلبابه الفضفاض، أكمامه إلى الكتف، رافعًا الجلباب برباط رفيع عند الوسط، ليظهر قدماه المشققتان، وأمامه "خروف" مكتوف الأرجل يستعد لتنظيف فروته.
"عم محمود".. رجل ستيني، لقب بـ "كوافيرجي الخرفان" منحه الله أنامل ذهبية، فبالرغم من خشونتها إلا أنه يستطيع من خلالها أن يحوّل "الخراف" الغير مهندمة الشكل إلى "عرسان" يزينون قبل بيعهم أو ذبحهم.
حسب حديث "عم محمود"، الذي كان يجلس وأمامه طاولة خشبية متهالكة عليها مقرشة "أداة لتسريح شعر الحيوانات" وعبوتين من مسحوق التنظيف، و"جردل" كبير ملئ بالمياه، لـ"الفجر" يقول إن عملية تزيين الخروف تتراوح مدتها من نصف ساعة إلى "ساعتين" حسب غزارة فروة الخروف.
ووصف عملية التزيين قائلاً: "أنا بجيب كيسين مسحوق، وجردل مياه كبير، والخروف اللي هيتزين وبنربطه من رجوله الأربعة، وبعد فترة تنشف خلالها فروته، بنجيب المقرشة وبسرحله، وبيخرج الخروف زي العريس وبيجيله زباين تشتريه كتير".
وعن سعر تزيين الخروف يقول "عم محمود": "أنا مبحددش تسعيرة، فالأمر متروك على حسب كرم التاجر أو الزبون"، مشيراً إلى أنه مع اقتراب عيد الأضحى تكون مهنة تزيين الخراف مطلوبة من الجميع، حيث أن التجار يسعون إلى تزيينهم لجذب الزبائن للشراء، فكلما كان الخروف نظيف وفروته نظيفة كلما كان الطلب عليه أكثر.
وأكد "عم محمود" الشهير بالكوافير القصاص، أن فروة الخروف مضرّة جداً لصحته، فحسب حديثه فإن الفروة تجعل الخراف أكثر عرضة للمرض، حيث أنها تحجب عن صاحبه إظهار الأمراض التي يعاني منها بسبب الحشرات الموجودة بالفروة، والتي قد تتسبب في تقليل وزنه أو وفاته فجأة.
وتابع: "أنا بقص فرو الخرفان، ولكن بالأعياد يمتنع التجار عن القص ويفضلون التزيين واستحمامه فقط، حيث أن فروة الخروف تثمّن سعر أغلى بسبب ثقلها، ولكن الحقيقة قص الفروة أصح".
واستكمل: "هناك نوعان شعر للخراف (أكرت وناعم)، وحلاقة فروة الخروف تساعد على تثمينه، وتزيين الخروف أمر سهل لأي شخص القيام به، ولكن القص أمر صعب له متخصصين فيه، حيث قد يصل الخطأ أثناء القص لجرحه جرح خطير قد يودي بحياته، وفروة الخروف تعود كما كانت قبل القص بعد 40 يوم".
ولفت إلى أن بعض التجار يقومون بتزيين الخراف عن طريق وضع الحنة لهم، فقال: "الحنة بتستخدم لعلاج الخروف فنضيف على الحنة خل خام لسحب السخونية منه أو تستخدم الحنة وحدها لتزيينه ولكن توضع عليه بعد القص، فهناك بعض التجار يقومون بتلوينه على الفروة وهذا غير صحي للخروف".
وعن اللون الموجود بالعديد من الخراف بمختلف الشوادر يقول "عم محمد" إن هذا اللون يستخدم لتعليم الخروف ويكون عبارة عن نوعين الأول لون "سبراي" يستخدمه الزبائن لتعليم الخروف الذي اشتروه، والثاني، "تفته" وهي عبارة عن غراء ملون يشتريه التاجر من العطار بألوان مختلفة "أخضر، ڤوشيا، أحمر" لتعليم خرافه من خراف أي تاجر آخر.