"لعنة الدوري" تطارد رؤساء الأهلي السعودي
تسارعت الأحداث في النادي الأهلي السعودي بعد تحقيق الفريق ثنائية الدوري وكأس الملك الموسم الماضي، وشهدت أروقته صيفًا ساخنًا حفل بالعديد من قرارت المغادرة لعناصر ساهمت في تقديم الفريق لذلك الموسم الأسطوري.
وشملت تلك القرارات عبدالله بترجي، نائب رئيس النادي، وعبد الإله مؤمنة المدير العام للنادي، والسويسري كريستيان جروس مدرب الفريق، إلى جانب طارق كيال مدير الكرة الذي انتقل لجهاز المنتخب السعودي، وأخيرًا مساعد الزويهري رئيس النادي الذي فاجأ الجميع بتقديم استقالته من منصبه فجر أمس الأربعاء.
وفي حين أن الأهلي معروف بكثرة تقلباته والتغييرات داخله دائمًا، يبقى شيء واحد ثابت فيه، وهو عدم بقاء رئيس شهد تتويج الفريق بلقب الدوري، في منصبه، لفترة طويلة، بعد تحقيق الإنجاز.
لعنة
الأهلي أو قلعة الكؤوس أو الملكي كما يحلو لجمهوره، فاز بلقب الدوري 3 مرات من قبل، أولها عام 1978، والثانية بعدها بـ6 سنوات، عام 1984، والثالثة في الموسم الماضي 2016، بعد انتظار 32 عامًا من الغياب.
في المرة الأولى كان يترأس الأهلي رمزه الأمير خالد بن عبد الله، الرجل الأقوى والأشهر في تاريخ النادي، والذي وفر للفريق حينها جميع عناصر النجاح، وأهمها التعاقد مع المدرب البرازيلي العالمي ديدي، ليقود الفريق إلى أول لقب دوري في تاريخه.
وبعد أقل من عامين استقال الأمير خالد بسبب ظروف خاصة، ورغم ذلك بقي داعمًا للنادي كما هي عادته التي حافظ عليها حتى اليوم.
أما في المناسبة الثانية فكان رئيس الأهلي، هو عبد الرزاق أبو داوود، الذي سلك العمل الإداري في النادي إثر عودته مباشرة من الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1983، وذلك بعد أن طلبه الأمير محمد العبد الله الفيصل ليكون نائبًا له.. وعقب استقالة الأمير اعتلى أبو داوود كرسي الرئاسة الأهلاوي، ليحقق الفريق تحت إدارته لقب الدوري للمرة الثانية في تاريخه.
يبرر أبو داوود استقالته بعد فترة قصيرة من تحقيق الدوري، بإشكاليات حدثت، وأجواء اختلفت، جعلت بيئة الأهلي في ذلك الوقت غير مناسبة للعمل، فضلًا عن ضعف الدعم، وبالتالي صعوبة استمرار الفريق على القمة.
بعد رحيل أبو داوود تناوب 16 رئيسًا على النادي الأهلي، منهم أبو داوود نفسه، والأمير خالد بن عبد الله، ولم يستطع جميعهم أن يعيدوا لقب الدوري لـ"قلعة الكؤوس"، قبل ظهور الوجه الجديد مساعد الزويهري الذي أطلّ دون سابق ترتيب، ليعتلي رأس المنظومة الأهلاوية العام الماضي.
ويعتبر البعض أن الموسم الماضي هو الأفضل للفريق الأهلاوي طوال تاريخه، إضافة إلى أن الفريق كان يبدو في طريقه للتشبث بالقمة لفترة طويلة، إذ حقق لقب السوبر مطلع الموسم الحالي، واحتفظ بصدارة الدوري بعد جولتين من بدايته، وينعم بأوجه استقرار كبيرة، إلا أنه ورغم ذلك استمرت "لعنة" الدوري على رؤساء الأهلي، واستقال الزويهري، ليترك "الملكي" في مفترق طرق.