كريم وزيري يكتب: ضريبة الوطنية
الطبيعي أن يفخر كل مواطن بقواته المسلحة ، وبقدراتها القتالية العالية وعتادها والحروب التي خاضتها وانتصرت فيها ، فكل دولة عمادها الجيش شئنا أم ابينا ، كل دولة قبل أن تهاجم أخري أو تسطو علي احدي ثرواتها الطبيعية علي الأقل أول ما تفكر فيه ليس عتادها ولا قدرتها ولا الأموال التي ستنفقها في تلك الحرب أو الغارة ، وإنما تضع قوة جيش الدولة الأخرى في الحسبان ، وتزن حجم قواته وعتاده وما تستطيع أن تصل مداه من الطلقات ، فالخسارة تعني أموال مهدرة وفيضان شعبي من الداخل ومحاسبة المسئول ، لذلك يحسب لكل دولة جيشها ويحسب لها ألف حساب علي أساسه .
الغريب أن بعض الأشخاص هذه الأيام ، يحملون الجيش أي كارثة تحدث علي صعيد مصر الداخلي ، الأمر لا يتوقف علي ذلك بل وصل الأمر إلي حملة مُمنهجة ، لتشويه الحقائق والتشكيك في الترتيب العالمي الذي وصلت اليه القوات المسلحة المصرية ، خاصة ً بعد حصولها علي عدد من الصفقات العسكرية من الأسلحة الضاربة خلال الفترة الأخيرة ، بل وصل الأمر إلي حد التشكيك في عقيدة المقاتل المصري ، ولا يخفي علي أحد في الحقيقة من المصريين مقاصد هؤلاء ، فاذا بحثت ودققت ورائهم وجدت بعضهم في بلاد أخري والأخر بلا هوية ولا جنسية ، والثالث ناشط فقد " حظاظته " فحمل الجيش فقدها .
الأمر لا يتوقف عن كون هؤلاء ، مجموعة من المشككين في مؤسستهم العسكرية ونواياها وانجازها علي مر الدهور ، بل وصل إلي اتهام الوطني وهو في رأي ، من يري في جيشه درع وسيف للوطن ، جاهل يدافع عن مؤسسة يرونها غير وطنية ، أما في تفسر هؤلاء وهو ما ليس له سند من الصحة أو القول ، فعلي سبيل المثال لا الحصر ، لا يخفي علي أحد وقوف القوات المسلحة المصرية مع الشعب المصري خلال ثورة يناير ويونيو ، وأكاد اجزم بالحقيقة التي لا يعترف بها الكثير خوفاً علي كبريائه ، أنه لولا الجيش المصري ما نجحت الثورتين وما أكملت ساعات في فراشها ، إلا واغتصبها المقام العالِ .
ان لم تنتقد الجيش المصري الذي حمي ثورتين ، الجيش الذي رفض أن يرفع السلاح في وجه الشعب والمواطنين ، وفقد ومازال يفقد من ابنائه الأبرار كل يوم ، الجيش الذي حمل في يده الأخرى شعلة البناء وتولي معظم المشاريع الضخمة الي أقيمت في مصر علي مدار ستة عقود ، وظلت المؤسسة العسكرية هي المؤسسة الوحيدة الفاعلة والقوية رغم كل الظروف والكوارث التي مرت بها مصر ، وهو ما يصيب بعض الأشخاص والدول بالجنون ، فالوطنية اليوم أصبحت شيئاً نادراً بل وقيماً لا يتحلى بها غير أسوياء العقول من رأوا بلاد الغير تنهب وتغتصب ولم يقف لها جندي وفي المقابل جيش وضع شعب مصر نصب عينيه ، جيش مصر دائم النصر في كل عصر.