جانب من حفل افتتاح قناة السويس في عام 1869م
في حفل افتتاح قناة السويس سنة 1869، كان طبيعيا أن تكون البداية هي الإهتمام بزى العساكر وخاصة العاملين بالجوازات والصحة لأنهم في طليعة المستقبليين للملوك كما روعي الاهتمام بنظافة المدينة وتم حث التجار على توريد الخضروات واللحوم والأسماك كبيرة الحجم لبورسعيد لمواجهة الطلبات المتزايدة كما روعى إحضار الثلج من القاهرة كذلك جهز عدد من السفن لإحضار المدعوين من الإسكندرية إلي بورسعيد.
وفى أوائل نوفمبر 1869، أخطر ديليسبس محافظة بورسعيد بأن الخديوى إسماعيل أذن في بدء إعداد الزينات وعلى الفور تم إخلاء الشوارع وترتيب العساكر اللازمين لحفظ الأمن وإمتلأت بورسعيد بالمدعوين وكان الخديوى قد طلب من مديرى الأقاليم أن يحضروا عدد من الأهالى بنسائهم وأطفالهم لحضور حفل الافتتاح فانتشروا على خط القناة من فلاحين ونوبيين وعربان بملابسهم التقليدية حتى أن الإمبراطورة أوجيني أبرقت إلى الإمبراطور نابليون الثالث بأن الاحتفال كان فخماً وأنها لم ترى مثله في حياتها ومما زاد الأمر أبهة هو اصطفاف الجيش والأسطول المصري في ميناء بورسعيد بالإضافة لفيالقه على ضفاف القناة.
وأقيمت ٣ منصات خضراء مكسوة بالحرير خصصت الكبرى للملوك والأمراء والثانية لليمين لرجال الدين الإسلامي ومنهم الشيخ مصطفى العروسى والشيخ إبراهيم السقا والثالثة لليسار خصصت لرجال الدين المسيحي وجلس بالمنصة الكبرى الخديوى إسماعيل ومسيو دى لسبس والإمبراطورة أوجينى إمبراطورة فرنسا وفرنسوا جوزيف إمبراطور النمسا وملك المجر وولى عهد بروسيا والأمير هنرى شقيق ملك هولندا وسفيرا إنجلترا وروسيا بالآستانة والأمر محمد توفيق ولى العهد والأمير طوسون نجل محمد سعيد باشا وشريف باشا ونوبار باشا والأمير عبد القادر الجزائري وقد بلغ عدد المدعوين من ذوى الحيثيات الرفيعة زهاء ستة ألف مدعو وحتى يوم ١٥ نوفمبر كان قد تم استدعاء ٥٠٠ آخرين.
وهذه الصورة تبين جانب من الاستعدادات لحفل افتتاح قناة السويس في مدينة بورسعيد نوفمبر ١٨٦٩ م.