نائب رئيس وزراء اليمن: السيسي أنقذ مصر من بحور دم وفتنة
قال اللواء ركن حسين محمد عرب - نائب رئيس الوزراء وزير داخلية الجمهورية اليمنية - إن قيادة وشعب مصر نجحوا في اقتلاع جذور الإرهاب والقوى الظلامية التي تحاول تهديد أمن واستقرار المحروسة، بل والمنطقة العربية بأجمعها.
وأضاف "عرب" - في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الثلاثاء، على هامش زيارته الرسمية للقاهرة - أن الرئيس عبدالفتاح السيسي نجح في اقتلاع جذور الإرهاب، الذي يمثل نبتة شيطانية في أرض طيبة، ما مكنه من حماية أرواح الملايين من شعب مصر العظيم.
وتابع "عرب" أن مصر نجحت في تجنب الانزلاق في بحور الدم والحروب الطائفية الطاحنة التي نشبت في معظم دول الربيع العربي، بفضل القيادة الحكيمة للرئيس السيسي، ومن خلفه مؤسسات الدولة الوطنية المتماسكة، وفي مقدمتها القوات المسلحة والشرطة المصرية، موضحًا أن تماسك تلك المؤسسات ساهم فى حماية أرواح الأبرياء، بعكس باقى دول الربيع العربى التى تحولت فيها مؤسسات الدولة إلى ميليشيات مسلحة قائمة على العرقية والطائفية، تعمل ضد مصالح شعوبها.
وشدد "عرب" على أن مصر هي بمثابة حجر الزاوية أو العمود الفقرى للأمة العربية، مشيرا إلى أن استقرار أرض الكنانة ينعكس إيجابيا على استقرار كافة دول المنطقة العربية، مؤكدا فى الوقت نفسه تقدير اليمن حكومة وشعبا للموقف المصرى الإيجابى المساند للحكومة الشرعية فى بلاده، ودعمها المستمر لاستقرار الأوضاع السياسية والأمنية بها، والتى بدأت تشهد تحسنا نسبيا وتسير فى الاتجاه الصحيح نحو الأمن والاستقرار.
وأكد أن اليمن ترى في مصر النموذج الناجح لمواجهة مختلف التحديات والصعوبات، وذلك بعد أن تمكنت القيادة السياسية فى مصر من العبور بالبلاد من النفق المظلم إلى آفاق جديدة نحو التنمية والاستقرار، من خلال قرارات حاسمة اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسي فى أوقات صعبة، شجعه على اتخاذها الظهير الشعبى الجارف المساند له، والواثق فى وطنيته وإخلاصه لبلاده، بالإضافة إلى مؤسسات الدولة الوطنية التى تعمل على مدار ال24 ساعة للحفاظ على مقدرات أرض الكنانة.
وفيما يتعلق بالموقف المصرى تجاه الأزمة اليمنية، أكد "عرب"، أن الأوضاع السياسية والأمنية بدأت فى التحسن بشكل نسبى فى اليمن، الذى عانى من ويلات الإرهاب مثلما عانت منه مصر والعديد من دول العالم، موضحا أن الإرهاب لا يرتبط بدين أو جنسية؛ حيث أن كل من تحول إلى ممارسة العنف ضد الأبرياء فهو إرهابى، دون النظر إلى نشأته أو جنسيته أو دينه.
ولفت إلى أن الأوضاع الأمنية في اليمن اختلفت في المرحلة الحالية عن الفترات السابقة؛ حيث نجحت الحكومة الشرعية في حصر الانقلابيين الذين يحاولون الانقضاض على الديمقراطية، في عدد محدود من المحافظات؛ وذلك بعد تحرير 11 محافظة يمنية بشكل كامل من العناصر الانقلابية التابعة للحوثيين، ولم يتبق سوى عدد محدود من المحافظات شبه المحررة، جارى حاليا استكمال تحريرها من تلك العناصر الضالة.
ونوه "عرب" بأن الحكومة الشرعية تعمل بكل جهد وإخلاص على وقف نزيف الدم وآلة الحرب الطاحنة؛ للوصول إلى حلول سلمية تحفظ للشعب اليمنى كرامته وعزته وتنهى هذه المحاولة الانقلابية المدبرة من الخارج لتدمير مقدرات اليمن، محذرا فى الوقت نفسه العناصر الانقلابية من استمرار استخدامهم للعنف والإرهاب ضد الشعب اليمنى البرىء.. قائلا: "إذا أصر الانقلابيون على اتخاذ العنف والإرهاب منهجا للوصول لغايتهم.. فأهلا بالمعارك، وسنواصل حربنا الشريفة ضدهم لحماية كل نقطة دم فى عرق أصغر مواطن يمني".
وأوضح أن العناصر الانقلابية استغلت عدم تماسك مؤسسات الدولة اليمنية من جيش وشرطة وحولتها إلى ميليشيات مسلحة بأسلحة فتاكة، لم تصوبها ضد المواطنين اليمنيين الأبرياء فقط، ولكنها صوبتها ضد بعض الدول الشقيقة، بعكس مؤسسات الدولة المصرية، وفى مقدمتها القوات المسلحة الباسلة والشرطة المصرية، والتى دائما ما تثبت فى مختلف المواقف وعلى مر التاريخ، أنها مؤسسات وطنية لا تعمل إلا لمصلحة الشعب المصرى العظيم.
وفيما يتعلق بآلية حل الأزمة اليمنية الحالية، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية اليمنى أن حل الأزمة اليمنية لن يرتكز إلا على الثوابت والمحددات التى تم الاتفاق عليها من خلال المبادرة الخليجية التى وضعت خارطة طريق لابد من الالتزام بها للخروج من تلك الأزمة، وكذلك قرار الأمم المتحدة رقم 2216 الصادر بشأن الأزمة اليمنية، بالإضافة إلى توصيات المؤتمر الوطنى اليمنى الذى ضم أكثر من 1200 من كافة الأطياف السياسية فى اليمن والذى عقد على مدى 11 شهرًا.
وأعرب عن شكره العميق لدول التحالف العربى التى وقفت مع الحكومة الشرعية فى اليمن ضد العناصر الانقلابية، وفى مقدمتها مصر والسعودية والإمارات، مؤكدًا أن اليمن سيعود إلى سابق عهده بفضل الدعم اللامحدود الذى تقدمه تلك الدول للحكومة الشرعية لاستعادة الأمن والاستقرار فى اليمن.
وطنية مؤسسات الدولة المصرية أحبطت مخططات العناصر المتطرفة للاستبداد بالسلطة.
وحول رؤيته إلى ثورات الربيع العربى، قال اللواء ركن حسين محمد عرب نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الجمهورية اليمنية، إن ثورات الربيع العربى التى قامت فى عدد من الدول العربية كانت فى البداية ثورات سلمية لمواطنين انتفضوا ضد ظلم حكامهم، ولكنها سرعان ما تحولت إلى بحور من الدماء والفتنة والانقسام بعد اختطافها من قبل عناصر الشر، التى تنفذ أجندات أجنبية تتفق مع مصالحها الشخصية وليست المصالح الوطنية العليا، وهو ما أدى إلى ضياع دولا بأكملها من على خريطة الحياة.
وأورد "عرب" أن العناصر الراديكالية والمتطرفة - على سبيل المثال - قفزت على ثورة 25 يناير 2011 فى مصر تحت دعاوى الدين، لاختطافها وتنفيذ أجندة خاصة وضعتها أجهزة مخابرات دولية وقوى معادية؛ للسيطرة على مفاصل الدولة المصرية وتحقيق أهدافها التى تتعارض بالطبع مع محددات الأمن القومى المصرى، إلا أن وقوف شعب مصر العظيم، ومن خلفه مؤسسات الدولة الوطنية من جيش وشرطة ضد تلك المخططات الشيطانية، أحبطها وجنب مصر الانزلاق فى بحور الدم والفتنة التى تعانى منها عدد من دول الربيع العربى فى الوقت الحالى.
وحول مستوى التنسيق الأمنى بين مصر واليمن، أكد نائب رئيس الوزراء وزير داخلية الجمهورية اليمنية أن هناك تنسيقا كاملا بين أجهزة الأمن فى البلدين بمختلف المجالات المتعلقة بالعمل الأمنى، سواء فى مجال مكافحة الإرهاب، أو الجريمة المنظمة، وكذلك الجرائم العابرة للحدود، معربا عن أمله فى زيادة أطر التعاون الأمنى لمواجهة ما تفرضه المرحلة الراهنة من تحديات ومخاطر، سببتها النزاعات الداخلية والتدخلات الخارجية التى تحاول فرض أجندتها على الشعب اليمنى.
وأضاف أن لقاءه باللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، جاء لتجديد التنسيق والتعاون البناء بين الأجهزة الأمنية فى البلدين، مشيرا إلى أن اللقاء تناول دراسة الأطر الجديدة للتنسيق بين الجانبين، وكذلك إسهام مصر فى تدريب عناصر الشرطة اليمنية؛ لإعادة الأمن والاستقرار لليمن، لما لمصر من خبرات يشهد لها القاسى والدانى فى المجال الأمنى.
وأشار إلى أنه طلب من وزير الداخلية المصرى خلال اللقاء تطوير آليات التعاون والتنسيق مع أجهزة الأمن المصرية، وتفعيل اتفاقيات التعاون السابق التوقيع عليها بين الجانبين، بالإضافة إلى زيادة أعداد كوادر الشرطة اليمنية التى تتلقى التدريب فى مختلف المجالات الأمنية، خاصة مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، وهو ما رحب به اللواء مجدى عبد الغفار ووعد بتنفيذه على الفور فى لفتة ليست بغريبة على رجل أمن محترف ساهم بعمله المخلص وحسه الوطنى فى حماية أمن وسلامة المواطن المصرى.
وفيما يتعلق بوجود اتفاق لتيسير حركة التأشيرات بين البلدين خلال الفترة المقبلة، أعرب اللواء الركن عرب عن عميق شكره لللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية على حجم التسهيلات التى منحها للمواطنين اليمنيين الراغبين فى زيارة مصر، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق بين الجانبين على استثناء من هم دون الـ20 عاما وفوق الـ40 عاما، والنساء من الحصول على تأشيرة الدخول إلى مصر، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات استخراج التأشيرات لباقى المواطنين اليمنيين.
وحول التنسيق الأمنى بين مصر واليمن لحماية الملاحة الإقليمية بمضيق باب المندب، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الجمهورية اليمنية أن مضيق باب المندب تحت سيطرة الحكومة الشرعية باليمن بشكل كامل، مشددا على أنه عند رصد أى مخاطر سيتم التشاور مع مصر على الفور حول تلك المخاطر وكيفية مواجهتها.
ووجه اللواء الركن حسين محمد عرب نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الجمهورية اليمنية، رسالة إلى الشعب المصرى قائلا :" شعب مصر العظيم.. أنت شعب محظوظ لتجاوزك الانزلاق فى مجرى الدماء والتدمير التى وقع فيها اليمن وعدد من دول الربيع العربى.. فلقد وهبك الله قيادة سياسية على مستوى من الإدراك والحس الوطنى، نجحت فى أن تجنبك إراقة الدماء، ومؤسسات وطنية متماسكة تعمل على حفظ أمنك واستقرارك.. فحافظ على دعمك لها لتظل مصر بلد الأمن والأمان، كما ذكرها المولى عز وجل فى كتابه الكريم.. (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)".
كما وجه رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا: "فخامتك قائد أحب شعبه، فأحبه شعبه.. اتخذت قرارات صعبة فى أوقات عصيبة، ولكنها سمة القيادة الحكيمة التى تعمل بكل جهد وإخلاص لتجنب شعبها مآسى الفتنة والتقسيم التى يعيشها عدد من شعوب المنطقة العربية حاليا... فأمضى فى طريقك لاستكمال بناء مصر الجديدة وتحقيق آفاق التنمية لشعبها العظيم، والتى بالطبع ستنعكس إيجابيا على شعوب الأمة العربية بأكلمها".