8 نصائح للوقاية من خطر الإصابة بالسرطان
للوقاية من السرطان، قد يكون حس المنطق أفضل نهج دفاعي ممكن: وفق دراسة نُشرت في "المجلة البريطانية للسرطان" في عام 2011، تبين أن 40% من حالات السرطان قد تنجم عن "سلوكيات مرتبطة بأسلوب الحياة" مثل التدخين والأكل المفرط والامتناع عن ممارسة النشاطات الجسدية. يقول غريغوري ماسترز، طبيب في مركز هيلين غراهام للسرطان في نيوارك، ديلاور: "يرتبط معظم حالات سرطان الرئة بالتدخين، ومعظم حالات سرطان الجلد بالتعرض للشمس، ومعظم حالات سرطان عنق الرحم بفيروس الورم الحليمي البشري.
على صعيد آخر، ترتبط العوامل الوراثية بعدد صغير نسبياً من إصابات السرطان، في 10 إلى 15% من الحالات على الأرجح". لذا "يُعتبر التركيز على السلوكيات الصحية الطريقة الأكثر فاعلية لتخفيض خطر الإصابة بالسرطان". في ما يلي 8 طرق لتحسين فرص الاحتماء من المرض.
1. الإقلاع عن التدخين بشكل نهائي وجازم
التخلي عن السجائر شرط أساسي للوقاية من جميع أنواع السرطان. يسبب التدخين حوالى 30% من مجموع وفيات السرطان، ويُعتبر سرطان الرئة قاتلاً أكثر من أي نوع آخر. يقول ماسترز: "إن تجنب التبغ هو أحد أفضل الطرق لتقليص خطر السرطان". وفق دراسة نُشرت في "مجلة الجمعية الطبية الأميركية" في عام 2010، تبين أن تخفيض الكمية من 20 سيجارة إلى أقل من 10 في اليوم يمكن أن يقلّص خطر إصابة المدخنين بالسرطان بنسبة 27%. يوضح ماسترز: "يتحسن الوضع كلما تراجعت نسبة التعرض لدخان السجائر".
2. مراقبة الوزن
زيادة الوزن لا تنعكس سلباً على محيط الخصر فحسب. وفق المعهد الأميركي لأبحاث السرطان، يرتبط فائض الدهون في الجسم بارتفاع خطر الإصابة بتسعة أنواع سرطان، بما في ذلك سرطان المريء والكلى والمرارة: ينتج نسيج الدهون بروتينات تسبب الالتهاب، ما يؤدي إلى تعزيز نمو الخلايا ورفع خطر الإصابة بالسرطان.
كذلك، تشير تقديرات المعهد الأميركي لأبحاث السرطان إلى أن أكثر من 120 ألف حالة سرطان في الولايات المتحدة تُنسَب كل سنة إلى اكتساب وزن زائد. تقول باتريسيا غانز، مديرة قسم أبحاث الوقاية من السرطان والسيطرة عليه في «مركز جونسون الشامل للسرطان» في جامعة كاليفورنيا- لوس أنجلوس: «المأكولات السريعة رخيصة ونحن نمضي اليوم معظم الوقت أمام التلفاز والحاسوب بدل القيام بنشاطات خارجية». هي توصي بقياس الوزن بشكل متكرر للتحرك إذا بدأ الوزن يرتفع، ويجب إبقاء مؤشر كتلة الجسم تحت معدل 25.
3. التعرّق لثلاثين دقيقة على الأقل في الأسبوع
في مجال الوقاية من السرطان، تُعتبر ممارسة النشاطات الجسدية عاملاً حاسماً بقدر الأكل الصحي، إذ يرتبط ثلث وفيات السرطان في الولايات المتحدة سنوياً بالحمية الغذائية والنشاط الجسدي. توصي "جمعية السرطان الأميركية" بممارسة تمارين معتدلة طوال 150 دقيقة (أو نشاطات مكثفة طوال 75 دقيقة) أسبوعياً، لكن وجد بعض الأبحاث أن الحصص القصيرة قد تكون فاعلة أيضاً. في عام 2010، نُشرت دراسة في "مجلة التغذية والسرطان" وقد استنتجت أن 30 دقيقة من النشاطات الجسدية الأسبوعية كانت كافية لتقليص خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء بنسبة 35%، علماً أن هذا السرطان يصيب امرأة أميركية واحدة من أصل ثماني نساء.
تقول غانز: "النشاط الجسدي وحده له آثار واقية كثيرة. عدا الحفاظ على وزن طبيعي، يسهم في تخفيف الالتهابات. هذا الوضع قد يمنع خلايا الجسم التي تستعد لاتخاذ طابع سرطاني من متابعة مسارها".
4. وقف استهلاك الكحول
الكحول مسؤول عن أنواع عدة من السرطان، بما في ذلك سرطان الفم والحلق والكبد والقولون والثدي. لا يزال السبب المحدد للمرض مجهولاً لكن يظن الباحثون أن الكحول قد يضرّ بأنسجة الجسم. في القولون مثلاً، يمكن أن تحول الجراثيم الكحول إلى كميات كبيرة من مادة الأسيتالديهيد الكيماوية المعروفة بقدرتها على التسبب بالسرطان لدى حيوانات التجارب. بالنسبة إلى النساء، يؤدي استهلاك المشروب إلى ارتفاع مستويات الأستروجين (أي الهرمون المرتبط بنمو نسيج الثدي)، ما يرفع خطر الإصابة بسرطان الثدي.
5. تعلّم حب البروكلي
الخضراوات ليست جزءاً من الحمية الصحية فحسب، بل تتمتع أيضاً بمزايا مضادة للسرطان (لذا توصي "جمعية السرطان الأميركية" بتناول كوبين ونصف من الفاكهة والخضراوات يومياً. تكون الخضراوات الصليبية، مثل البروكلي وبراعم بروكسل والملفوف، غنية بمواد الغلوكوسينولات الكيماوية، وهي تكتسب مفعولاً مضاداً للسرطان عند تفككها وتحوّلها إلى مركّبات أخرى خلال عملية الهضم. وفق دراسة نُشرت في عام 2000 في مجلة "علم الأورام النسائية" مثلاً، تبين أن واحداً من تلك المركّبات يقلّص نمو الخلايا غير الطبيعية في عنق الرحم البشري.
ثمة أنواع أخرى من الخضراوات التي تكافح السرطان: الطماطم التي تحتوي على مادة الليكوبين النباتية الكيماوية التي تعيق الجزئيات المضرّة بالخلايا واسمها الجذور الحرة، والباذنجان الذي يحتوي على مضاد أكسدة اسمه ناسونين، وهو يعيق تدفق الدم الذي تحتاج إليه الخلايا السرطانية كي تتكاثر. كذلك، يعني الإكثار من تناول الخضراوات تراجع استهلاك مأكولات أخرى مثل اللحوم الحمراء. وجدت الدراسات أن الحميات التي تشمل أكثر من 500 غرام من اللحوم الحمراء في الأسبوع تسبب سرطان القولون والمستقيم.
6. تكثيف استعمال الواقي الشمسي
تكون المرأة بين عمر 18 و39 عاماً معرّضة لسرطان الخلايا الصبغية، وهو أخطر شكل من سرطان الجلد: ارتفع معدل الإصابة بهذا المرض بنسبة 800% خلال السنوات الأربعين الأخيرة. يكون التسمير الداخلي الذي يُغرِق البشرة بالأشعة فوق البنفسجية التي تضرّ بالحمض النووي مسؤولاً جزئياً عن المشكلة، لكنّ التعرض للشمس مضرّ أيضاً.
لحسن الحظ، يمكن تخفيف نسبة الخطر بفضل أنبوب صغير من الواقي الشمسي. نُشرت دراسة شملت 1600 شخص في "مجلة علم الأورام العيادي" في عام 2010 واستنتجت أن الأشخاص الذين يستعملون الواقي الشمسي يومياً يكونون أقل عرضة للإصابة بسرطان الخلايا الصبغية بنسبة 50% مقارنةً بمن لا يحرصون على استعمال هذا المنتج. توضح غانز: "يجب استعمال واقٍ يبلغ معدل الحماية فيه 15 على الأقل كل يوم، حتى في فصل الشتاء وفي الطقس الغائم". كما أنها توصي بتجنب الشمس بين العاشرة صباحاً والرابعة بعد الظهر، أي حين تكون الأشعة فوق البنفسجية بأعلى مستوياتها: "يجب أن يصبح استعمال الواقي الشمسي عادة مترسخة مثل تسريح الشعر".
7. تعزيز الاسترخاء
الضغط النفسي وحده لا يسبب السرطان، لكنه قد يغير بيئة الجسم بما يضمن نشوء الظروف التي تسبق ترسّخ السرطان. اكتشفت دراسة أجرتها جامعة ولاية أوهايو في عام 2013 أن الضغط النفسي المزمن يغير نشاط الخلايا المناعية عبر تحضيرها للقتال أو الهرب، ما يؤدي إلى إغراق الجسم بهرمونات مثل الكورتيزول، حتى لو لم تكن هذه العملية ضرورية. قد يؤدي هذا الوضع إلى زيادة الالتهاب، ما يعني احتمال ظهور طفرات سرطانية في الخلايا.
لكن لحسن الحظ، يمكن تخفيف الضغط النفسي عبر تدابير فاعلة مثل اليوغا أو تجاهل الرسائل الإلكترونية المرتبطة بالعمل بعد الساعة السابعة من كل مساء، ما يسهم في تخفيض مستويات الالتهاب. توضح غانز: "يجب القيام بما يلزم لجعل الجسم أكثر مكان صحي على الإطلاق. الأهم هو ألا يتحول إلى بيئة خصبة لنمو الخلايا السرطانية".
8. الخضوع لفحوص دورية
لا تحمي الفحوص الوقائية من السرطان بالضرورة، لكنها قد تنبّه الأطباء إلى وجود مؤشرات تحذيرية تسبق السرطان (مثل ظهور ورم حميد في القولون أو شامة مشبوهة). لذا توصي "جمعية السرطان الأميركية" بالخضوع للفحص الذي يكشف عن السرطان منذ عمر العشرينات. يجب أن تخضع المرأة لفحص الثدي العيادي كل ثلاث سنوات حتى عمر الأربعين، ثم يصبح تصوير الثدي بالأشعة السينية فحصاً سنوياً أساسياً اعتباراً من هذه المرحلة وفق "مؤسسة الوقاية من السرطان"، قد يقلص هذا الفحص خطر سرطان الثدي القاتل بنسبة تصل إلى 25%.
ويجب أن تخضع المرأة لفحص مسحة عنق الرحم لرصد سرطان عنق الرحم كل ثلاث سنوات تراجعت وفيات سرطان عنق الرحم بنسبة 74% منذ الخمسينات بفضل هذا الفحص، ويجب الخضوع للفحص الذي يكشف عن سرطان القولون منذ عمر الخمسين أو قبل ذلك في حال وجود تاريخ عائلي بالمرض. يقول ماسترز: "الكشف المبكر عن السرطان هو عامل حاسم لأن نسبة الشفاء ترتفع في هذه الحالة".