فوائد صحية للحمص في الوقاية من سرطان الثدي
سرطان الثدي هو أحد أنواع السرطانات الأكثر شيوعاً هذه الأيام، والأكثر فتكاً بالنساء لسوء الحظ. إليك لمحة عما يمكنك فعله لحماية نفسك.
التحرك أكثر، وتناول الخضار والفاكهة، والحفاظ على الرشاقة، وعدم تفويت الفحص السنوي للثديين… إنها نصائح مهمة للوقاية من سرطان الثدي، وهي في متناول جميع النساء من دون أي استثناء. والواقع أن الالتزام بها كفيل بتفادي 30 في المئة من سرطانات الثدي.
ذكر أخصائي الصحة العامة، الدكتور أوغوز أوزيارال، إن الحمص وهو جنس نباتي يتبع فصيلة البقوليات، يحتوي على مواد قادرة على تشكيل وقاية من سرطان الثدي، فضلًا عن احتوائه على مواد تفيد باستقرار تأثير هرمون الأستروجين، خاصة في فترة انقطاع الطمث، ما يجعله أكثر أهمية للنساء.
وحرص الدكتور أوغوز أوزيارال على ضرورة استهلاك الحمص ما لا يقل عن مرتين في الأسبوع، لاحتوائه على حمض الفوليك، الذي يدخل في تركيبة الحمض النووي، ويعيق تشكل الخلايا السرطانية، ويحمي البنية، والمطوب أيضا لتجديد الخلايا.
وأوضح أن تلك المزايا يمكن أن تساعد على إعاقة انتشار الخلايا السرطانية وتطورها في الجسم، وقال: “إن نبات الحمص الذي يزرع على نطاق واسع في تركيا يجب أن يستهلك بشكل أكبر. لاسيما أنه يضم معادن مهمة مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والسيلينيوم والنحاس والزنك والحديد، وكذلك فيتامين (أ)”.
وأضاف أن النبات المذكور “يُعتبر من البقوليات الغنية بالألياف، كما أن احتواءه على مادة السيلينيوم التي تدعم عمل وظائف الأنزيمات المعوية، يؤدي إلى القضاء على التأثيرات السامة للمكونات التي تؤدي لظهور السرطان في الجسم ويساعد أيضا على منع تشكُّل الأورام”.
وأضاف أوزيارال أن البعض يحتفظ بالمياه التي نُقع فيها الحمص اعتقادا باحتوائه على فيتامينات، موضحا أن تلك المياه تكون مليئة في الحقيقة بمواد سامة.
وتابع قائلا: “يجب نقع حبات الحمص المجفف التي يراد طبخها في مياه الشرب ليلة واحدة على الأقل قبل طهيها، لأن حبات هذا النبات تطرح خلال النقع المواد السامة التي يصعب على المعدة هضمها والغازات خارجًا، لذا ينبغي التخلص من مياه النقع وعدم استخدامها في عملية الطبخ”.
ونصح النساء على وجه الخصوص بالإكثار من استهلاك الحمص لما يحمله من تأثير وقائي كبير في منع تشكل سرطان الثدي، وأضاف: “استهلاك الحمص بشكل منتظم يساعد على منع الإصابة بمرض السكري، والمساعدة في تنظيم ضغط الدم، وحل مشاكل من قبيل الغثيان والدوار والصداع أيضًا”.
كما لفت أوزيارال أن الأحماض الأمينية التي تدخل في تركيبة الحمص، تساعد في الحفاظ على النوم المنتظم، وتقوي نظام المناعة في الجسم، وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض، فيما تساعد مادة الفوسفور فيه على تقوية بنية العظام والأسنان.
وأشار أن استهلاك الحمص يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على هرمون السعادة ومنع التعرض للاكتئاب، وينظم الكولسترول ويفتح الأوعية الدموية ويحمي عضلة القلب، ويقلل من أعراض التعب الدماغي والعقلي، ويعزز من قوة الذاكرة ويسهل القدرة على التعلم.
نصائح تساعد في الوقاية من سرطان الثدي
تناول الغذاء الصحي
الغذاء السيء وغير المتوازن يسهم في ظهور 60 في المئة من السرطانات لدى النساء. لذا، تذكري دوماً نصيحة الأطباء القائلة بضرورة تناول خمس حصص من الفاكهة والخضار كل يوم.
في هذه الحالة، يمكن الحؤول دون 20 في المئة من حالات السرطان، بينها سرطان الثدي. وفي الوقت الحاضر، يركز العلماء كثيراً على المفعول الواقي للخضار الخضراء بسبب احتوائها على الكاروتينويد، والفولات (الفيتامين B9)، والفيتامينين C وE، والسيلنيوم، والاستروجينات النباتية وبعض الألياف.
أضيفي أيضاً الجوز إلى أطباق السلطة لأن الاستهلاك اليومي لحفنتين من الجوز، الغني بأحماض أوميغا 3 ومضادات التأكسد والاستروجينات النباتية، يتيح خفض التعرض لسرطان الثدي بشكل ملحوظ.
وأخيراً، اختاري الأنواع الجيدة من الدهون، مثل الدهون الموجودة في مشتقات الحليب والأسماك، وأحماض أوميغا 3 و6 والفيتامين D.
في المقابل، تجنبي الأحماض الدهنية المحولة لأنها مؤذية جداً للثديين. فقد أظهرت الدراسات العلمية أن النساء اللواتي يستهلكن الكثير من الأحماض الدهنية المحوّلة معرضات لسرطان الثدي مرتين أكثر من النساء اللواتي لا يستهلكن هذا النوع من الدهون.
والمؤسف أن هذه الدهون المؤذية مخبأة في البسكويت، والحلويات، ورقاقات البطاطا المقلية، والبيتزا، والأطباق الجاهزة… انتبهي جيداً إلى اللصائق المدونة على علب الطعام واحذري المكونات المشتملة على الكثير من الدهون المحولة.
التحرك لساعتين كل يوم
تحركي وتخلصي من السموم المتراكمة في جسمك… فهذا مفيد جداً للتخفيف من خطر التعرض لسرطان الثدي. فقدأظهرت الدراسات العلمية الحديثة أن ممارسة النشاط الجسدي لمدة ساعتين يومياً (مثل المشي السريع، وتسلق السلالم، والاهتمام بالحديقة…) يعطي النساء علاوة بنسبة 6 إلى 18 في المئة مقارنة مع أسلوب العيش الكثير الجلوس.
فالمرأة التي تمارس قرابة خمس ساعات من النشاط الجسدي في الأسبوع تقلل من خطر تعرضها لسرطان الثدي بنسبة 30 في المئة تقريباً، فيما المرأة الرياضية المحترفة (أي التي تمارس ثلاث ساعات أو أكثر من التمارين المكثقة كل أسبوع) تخفف خطر تعرضها لسرطان الثدي بنسبة 50 في المئة تقريباً.
لذا، يقول الأطباء إن ممارسة 30 دقيقة على الأقل من النشاط الجسدي كل يوم (على شكل سباحة أو ركض أو رقص…) كفيلة بخفض التعرض لسرطان الثدي بنسبة 30 في المئة تقريباً.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد التمارين الرياضية على التخلص من الوزن الزائد وتؤثر مباشرة في معدلات الاستروجين في الجسم. لذا، تعتبر التمارين الرياضية من أفضل الطرق الكفيلة بتجنيب الثديين خطر التعرض للسرطان.
وبالنسبة إلى المرأة التي عانت أصلاً من سرطان الثدي، فإن النشاط الجسدي يخفف خطر عودة المرض مجدداً بنسبة 25 في المئة.
الحفاظ على الرشاقة
إذا تخلصت كل النساء البدينات من وزنهن الزائد ونجحن في الوصول إلى الوزن المثالي، يمكن تفادي عشرات آلاف سرطانات الثدي كل عام. لماذا؟ لأن الوزن الزائد يرفع معدل الاستروجينات.
وبعد بلوغ سن اليأس، يمكن للدهون المكدسة في النسيج الدهني أن تحفز إنتاج الاستروجينات. والمؤسف أنه كلما تشبع الجسم لوقت أطول بهذه الهرمونات، ازداد خطر التعرض لسرطان الثدي. من هنا تبرز الحاجة إلى ضرورة الحفاظ على الرشاقة والوزن السليم، خصوصاً بعد عمر الخمسين، للتخفيف من خطر التعرض لسرطان الثدي.
لكن لا بد من الإشارة إلى أن الوزن ليس هو المهم بقدر ما هو توزيع الدهون في الجسم. فالخطر يكمن في الدهون المتراكمة في البطن. لذا، حاولي دوماً تصغير محيط خصرك قدر الإمكان، وعدم تجاوزه 80 سم عند الإمكان. كيف؟ عبر ممارسة التمارين الرياضية وزيادة استهلاك الخضار.
إنجاب الأولاد في سن مبكرة
يتحدث الأطباء والعلماء عن أهمية إنجاب الأطفال قبل عمر 30 عاماً. فخلايا الغدة الثديية لا تنضج إلا بعد أول ولادة، وتصبح حينها أقل هشاشة أمام اعتداءات المواد السرطانية.
بمعنى آخر، كلما أبكرت المرأة في إنجاب الأطفال، قللت من خطر تعرّض ثدييها للسرطان مع الإشارة إلى أن إنجاب أول طفل بعد عمر 30 عاماً يفقد المرأة هذه «العلاوة» الواقية.
واللافت أنه كلما أنجبت المرأة المزيد من الأطفال، تضاءل خطر التعرض لسرطان الثدي. وإذا أرضعت الأم طفلها لمدة ستة أشهر على الأقل، تستطيع حماية ثدييها من السرطان بشكل ملحوظ. فالدراسات تشير إلى تضاؤل خطر التعرض لسرطان الثدي بنسبة 5 في المئة مقابل كل شهر من الإرضاع.
السيطرة على التوتر
على عكس الاعتقاد الشائع، لا تعتبر الصدمة النفسية أو التوتر أو الحزن الشديد من العوامل المسببة للسرطان، لا بل إن العكس صحيح أحياناً. فقد تبين أن التوتر اليومي يحول على ما يبدو دون هذا المرض! كيف؟ عبر التقليل من إنتاج الاستروجين.
ونحن نتحدث هنا طبعاً عن التوتر المفيد، الذي يدفعنا إلى الأمام، وليس ذاك التوتر الذي يسبب انقباضاً في المعدة ويدفعنا إلى الاكتئاب.
كشف المرض
يتم حالياً كشف 70 في المئة من الأورام الصغيرة في الثديين من خلال الصور الصوتية، وتصل نسبة الشفاء غالباً إلى 90 في المئة. وفي بعض الأحيان، يمكن الاستغناء أيضاً عن العلاج الكيميائي والعمليات الجراحية الكبيرة.
إلا أن 10 في المئة من سرطانات الثدي لا تزال تكشف في مرحلة متأخرة جداً بحيث تكون نسبة الشفاء شبه منعدمة. لذا، تبرز الحاجة إلى إخضاع الثديين لفحوصات دورية بدءاً من عمر 30 عاماً.
وبعد عمر الخمسين، لا مجال أبداً لتفويت مواعيد الصور الصوتية للثديين، من دون أن ننسى طبعاً الفحص الذاتي للثديين وزيارة الطبيب كل ستة أشهر.