إيمان كمال تكتب: كاريزما «الباكبوزا»
فى زمن آخر حينما قدمت الإعلامية فاطمة مختار (فى بيتنا نجم) وهى من أصحاب الوزن الزائد، استطاعت أن تعطى للتليفزيون المصرى وبالتحديد القناة الثالثة قيمة كبيرة ببرنامج التف حوله كل من فى البيوت، استطاعت أن تدخل بيوت الفنانين مثل نادية لطفى وسميرة سعيد وسمير غانم بأسرته وغيرهم من أهل الفن لنتعرف عليهم بعيدا عن أعمالهم الفنية، كاريزما «مختار» جعلتها من أهم مذيعات ماسبيرو فى هذا الوقت ولم يتم إيقافها بحجة أنها «تخينة» كما يقولون.
أما أوبرا وينفرى وهى شخصية عالمية معروفة ومن أنجح المذيعات ليس على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية فقط ولكن على مستوى العالم كله الذى تفاعل معها وأحبها وأحب ملامحها شديدة السمار وبدانتها ولم تقف البدانة أو السمنة عقبة أمام طريقها للنجاح.
إبراهيم عيسى بتجربته فى تقديم البرامج.. بمقاييس الشاشة لا يتمتع بمواصفات الفتى الجميل، فمعروف عنه شاربه وبدانته فمقاييس كاريزمته شفعت له ليكون من أنجح المذيعين على الشاشة فى حين لم تشفع وسامة أسامة منير ليتألق أمام الشاشة بعيدا عن ميكروفون الإذاعة، فلم يحقق نفس نجاحاته بالرغم من تمتعه بالمقاييس الشكلية التى تؤهله ليكون مذيعا ناجحا، ونفس الأمر تكرر مع عمرو أديب قبل أن يقرر أن يقلل وزنه واستطاع أن يحقق نجاحا كبيرا وهو بدين.
الموديل وحدها لا تكفى
ليلى رستم وأمانى ناشد وسلوى حجازى وهمت مصطفى مذيعات العصرى الذهبى للتليفزيون كن فى منتهى الرشاقة والجمال والأناقة ولكن لم يحققن النجاح اعتمادا على الشكل بالتأكيد، فلا يمكن إنكار الثقافة الواسعة والروح المختلفة على الشاشة، فكم من مذيعات رشيقات قدمن البرامج ومررن مرور الكرام دون أى إنجاز فى مشوارهن المهنى والإعلامى.
فى السينما وتحديدا فى الثمانينيات استطاع جيل ليلى علوى وإلهام شاهين وأحمد زكى كسر تابوه الفنان الموديل، ليلى وإلهام كانتا من أصحاب الوزن الزائد وكانتا أيضا من أنجح نجمات جيلهما، أما زكى فلم يكن يتمتع بمواصفات الدنجوان مثل عمر الشريف وأحمد رمزى ولكنه استطاع أن يتصدر الشاشة بملامحه السمراء.
فالجمال والقبح أمور نسبية جيدا، وفى عالم صناعة الميديا والفن والإعلام لا توجد مقاييس ومعايير شكلية تحدد القبول، كثير من أصحاب الوزن الزائد استطاعوا النجاح بالكاريزما والثقافة والقبول، بل فى كثير من الأحيان استطاع أصحاب الوزن الزائد التأكيد على أنهم الأكثر موهبة مثل صلاح جاهين وإسماعيل ياسين وفؤاد المهندس وأسماء كثيرة.
صفاء حجازى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون منذ توليها المنصب وهى تضع أمامها هدف تغيير ماسبيرو فى محاولة لاستعادة بريقه، محاولات كثيرة من أجل عودته مرة أخرى للعصر الذهبى الذى ضاع من سنوات طويلة وباتت قنوات ماسبيرو لا تنافس عصر الفضائيات والانترنت، وكان آخر قراراتها منع ظهور 8 مذيعات وفصلهن بسبب زيادة الوزن .. قد يبدو قرار صفاء نوعا من البروتوكول فى محاولة للمحافظة على شكل الشاشة على التليفزيون المصرى، لكنها أيضا تغاضت عن فكرة أن الكاريزما والثقافة تشفع لأى مذيع أن يحقق نجاحا بعيدا عن تكوينه الجسدى.
فكان الأولى هو التركيز على تقديم أفكار وبرامج مختلفة تعيد للشاشة بريقها واختيار مذيعين ومذيعات يحملن الروح والكاريزما التى تصنع ماسبيرو ذهبيا جديدا، بعد أن تحولت مهنة الإعلامى فى المبنى إلى وظيفة لا تمت للنجاح بصلة.
فهل الضمان والرهان على امتلاء ماسبيرو بمذيعات (موديل) يعدن للشاشة بريقها ونجاحها؟! قد تكون صفاء محقة فى اختيار مذيعات يتمتعن بشكل لطيف على الشاشة كمذيعات الربط مثلا، فلا يمكن إنكار أن الشكل جزء لا يتجزأ من الجودة، وقد تكون محقة فى كون المذيعة لابد وأن تحافظ على أن تظل بشكل يتناسب مع ظهورها على الشاشة، ولكن هل طموحها فى التغيير وخلق روح جديدة لماسبيرو يعطيها الحق فى الإطاحة بـ8 مذيعات بسبب الشكل؟ أم اعطاؤهن الفرصة لإثبات نجاحات؟ وتقييمهن بعيدا عن المواصفات الجسدية والتى تتقارب إلى حد كبير مع معظم نساء مصر.