اليوسفي من طوسون باشا إلى يوسف أفندي
كان
طوسون بن الوالي محمد علي هو أحب أبناء محمد علي باشا إلى قلبه، و قد أرسله للحجاز
على رأس الحملة المصرية التي خرجت إلى الحجاز لإخماد الحركة الوهابية ، و كان سن طوسون
لا يزيد عن 18 عاماً، و استطاع طوسون هزيمة الوهابين في مكة والمدينة سنة 1813م و استولى
على المدينتين، وأرسل مفاتيح المدينتين الى السلطان العثماني في اسطنبول، ولكن حين
لاقت الحملة صعوبات خطيرة سافر محمد علي باشا بنفسه ليساعد ابنه.
و حين
رجع طوسون إلى مصر في 29 سبتمبر سنة 1816 ، قرر محمد علي إقامة مأدبة كبيرة واحتفالات
مهيبة فرحاً برجوع طوسون، ولكنه فوجئ في بداية الحفلة إصابة طوسون بمرض الطاعون ومات
بعد أقل من 24 ساعة، وكانت فاجعة وصدمة كبيرة فحزن محمد علي باشا حزناً كبيراً وتأثر
تأثراً شديداً.
ولإهتمام
محمد علي باشا بالزراعة اهتماماً كبيراً، أرسل إلى مصر مجموعة من أشجار العنب والتوت
والليمون والتين المستحضرة من تركيا، خصص 100 فدان بجوار حديقة شبرا لزراعة المزروعات
الأوروبية والآسيوية، وكان محمد علي باشا قد أرسل من يتعلمون أصول الزراعة بالخارج
ليأتوا و يعلمونها للفلاحين المصريين، وكان من بين من تعلموا بالخارج "يوسف أفندي"
والذي كان قد أتى ببعض أشجار فاكهة جديدة اشترى منها مقداراً كبيراً من سفينة بالقرب
من مالطة وقادمة من الصين واليابان.
وعندما
عاد الطلبة إلى مصر استقبلهم محمد علي باشا بالإسكندرية و كان "يوسف أفندي"
يحمل طبقاً من الفاكهة الجديدة وعرضها علي محمد علي باشا الذي أعجبه طعمها وسأل الطالب
ماذا سيكون اسمها في مصر فأجاب: نسميها "طوسون باشا"، تأثر محمد علي من هذه
المجاملة، وقال له: حسناً سنسميها "يوسف أفندي".
ومنذ
ذلك الحين أصبح الإسم الشائع لهذه الفاكهة هو يوسف أفندي، إلى أن صارت بعد ذلك
"يوستفندي" أو "يوسفي"، وأمر محمد على أن تخصص أراضي نبروه بالدقهلية
لـ"يوسف أفندي" يشرف عليها بنفسه.