محور "مصري – أردني" لمواجهة تحديات المنطقة
قالت صحيفة العرب اللندنية، إن التوافق في الرؤى ووجهات النظر بين القاهرة وعمّان حول دور عربي فاعل، مرشح لأن يرتقي إلى مرتبة المحور للوقوف بوجه التحديات التي تواجهها المنطقة، وهو ما يضاعف من أهمية اللقاءات بين القيادتين المصرية والأردنية.
واستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الخميس،
العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حيث ناقشا جملة من الملفات والقضايا الإقليمية،
في مقدمتها الأزمة السورية والتنسيق حول مكافحة الإرهاب، الذي باتت تداعياته تهدد البلدين.
وأكدت مصادر أمنية للصحيفة أن الهدف الرئيسي من
زيارة الملك عبدالله هو بحث التنسيق والتعاون في مواجهة التنظيمات المتطرفة وروافدها
المختلفة، التي نجحت في التسرب إلى البلدين، بعد أن أصبح الحديث عن حل الأزمة السورية
جديا.
وشهد الأردن مؤخرا عمليات إرهابية عدة، منها الهجوم
على مقر المخابرات الأردنية في مخيم البقعة، واستهداف وحدة حرس حدودية بمنطقة الركبان
شمال شرق عمان.
وتواجه مصر بدورها عمليات إرهابية شبه يومية تستهدف
قواتها العسكرية والأمنية خاصة في شبه جزيرة سيناء.
وكشفت المصادر أن طاولة الحوار شملت أيضا نقاشات
حول القضية الفلسطينية وأزمتي اليمن وليبيا، فضلا عن تطوير العلاقات الثنائية.
واحتلت الأزمة السورية جانبا كبيرا من المباحثات،
في ظل تفاهمات القاهرة وعمان على أن انهيار سوريا سوف يفتح الباب أمام انهيار دول مجاورة،
منها الأردن الذي يصعد فيه دور الإسلام السياسي، وثمة خشية من تغلغل الجماعات الإرهابية
فيه وتكهنات بأن العديد من عناصرها استطاعت دخول الأردن كلاجئين.
ويذكر أن الملك عبدالله شدد في حوار مع صحيفة “الدستور”
الأردنية مؤخرا، على أن أي حل للأزمة السورية واللاجئين “لن يكون على حساب الأردنيين”..
وفي غياب هذا الحل “سيتأجج الصراع الطائفي على مستوى الإقليم، وستبقى العصابات المتطرفة
والإجرامية تهدد الأمن والاستقرار العالميين”.
ولفتت جيلان علام، مساعد وزير الخارجية المصري سابقا،
إلى ضرورة التزام الأردن ومصر بالتوصل إلى حل سياسي عاجل للتوترات السائدة في المنطقة،
وخاصة الأزمة في سوريا.
وكان الرئيس السيسي قد أكد على أن التفاهمات الأميركية
الروسية ومرونة الأطراف الإقليمية التي لها مصالح مباشرة في سوريا، يمكن أن تؤدي إلى
مخرج للأزمة السورية.
وتناول اللقاء المشترك بين الزعيمين تفاصيل الترتيبات
الثنائية في الجانب الأمني وتبادل المعلومات، وعبّر العاهل الأردني عن الالتزام بالتعاون
مع المجتمع الدولي لإيجاد حلول مناسبة، والتي لن تكون بأي حال من الأحوال على حساب
أمن دول الجوار السوري.
وبدوره شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على
أن الحل السياسي وحده بإمكانه أن ينهي المعاناة ويحافظ على وحدة الأراضي السورية، ويسهم
في إطلاق إصلاحات واسعة تضمن التعددية والديمقراطية والمصالحة وعودة اللاجئين إلى بلدهم.