بين الاقتناع الديني والرياء المجتمعي.. 3 فتيات تكشفن عن دوافعهن لـ"خلع الحجاب"
البعض يرفض أن يصفها على أنها ظاهرة وذلك لعدم وجود إحصاء لعدد النساء اللاتي تخلعن الحجاب، لكن على الجانب الآخر يقول البعض عنها ظاهرة لظهور الأمر شبه يومي على شبكات التواصل الاجتماعي وبين المارة فتعلن بعضهن عن تخلصها من الحجاب.
وعلى خلفية الجدل المثار حول كونها ظاهرة أم لا، تقدم "الفجر" روايات بعض الفتيات حول إقدامهن على خلع الحجاب .
الاقتناع !
"أنا متصالحة مع نفسي أكثر من أي شخص يحاول أن يظهر أنه متدين عني، أنا لا تخلصت من النفاق" استهلت بهذه الكلمات نورة عبدالجميد، وتضيف : " أنا مقتنعة أن الحجاب جزء من الدين الإسلامي، ولكني أيضًا غير مقتنعة بأني لو كنت غير مجحبة خرجت من الدين ككل، فالدين اقتناع عقلًا وقلبًا، ويوجد أشياء يجب أن يخرج منها الرياء".
وتضيف "عبدالمجيد" في حديثها إلى "الفجر" :" في كل الأحوال يتم التحرش بالمرأة سواء كانت محجبة أو غير محجبة أو كانت منتقبة، النظرة لا تختلف كثيرًا، فمن كان ينظر إلى بعض المناطق في جسدي وأنا محجبة هو هو من ينظر إليها وأنا غير محجبة".
وتتابع :" الأمر كان صعبًا، في البداية، بسبب مواجهة الأهل واقناعهم
بفكرة التخلي عن الحجاب، ولكن الأمر استمر أيام كثيرة، وقلت لهم إني ممكن ألبسه قدامهم وأنزل أقلعه في الشارع أو عند أي من صديقاتي، وأني لا أريد أن أكذب عليهم أو استمر في الرياء".
"الأمر نفسي أكثر منه جسدي"
وقالت نانسي حليم، إن هناك حالة من الاستقطاب لكل فعل تتجه به المرأة، إذا تحجبت تجد من ينتقدها ويصفها بالراجعية والجهل واتباع "القطيع" –بحسب قولها- وعلى الجانب الآخر إذا تخلت عن الحجاب فيصب عليها سيل من اللعنات.
وتروي "حليم" عن تجربتها في خلع الحجاب لـ "الفجر" وتقول الموضوع كان في هدوء تام أنا مستقلة عن أهلي وأعيش مع صديقاتي في شقة بوسط المدينة".
وتضيف :" أظن أن الحجاب يعتبر كترس في مكنة يجب أن تنسجم مع اللبس بالكامل، فأنا أرتدي فيزون وجينز يعتبره البعض ضيق، أرى أنه غير متناسق فهو قطعة قماش على الرأس فقط وليس حجاب".
ترددت كثيرًا قبل هذه الخطوة ليس خوفا من الأهل أو الأصدقاء ولكن من جلد الذات، فتقول: "جاء في بالي للحظة هل سأندم على ذلك بعد أيام، أو شهور، كيف سيكون شكلي أما الغرباء من أهلي وكيف ستكون نظرتهم"، ولفتت إلى أنها قرأت في عبارة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يقول :" يجب أن نخطأ لنصلح ثم نخطأ لنصلح".
زميلاتي أكثر من هاجموني
"دخلت عليهن في الكافيه، وكان الأمر صادم بالنسبة لي، فأكثر من زميلة لي بدأت في شن هجوم حاد عليّ، وهي تقول الله يخرب بيتك أنتِ هببتي أيه !.. بعد كل السنين دي جاية تضيعي الحجاب في لحظة" قالت سلوى شديد.
وأضافت "شديد" لـ "الفجر" أن كل الحديث من جانب صديقاتها بعد هذا اليوم كان يدور حول كيف يقنعوها بالرجوع في هذا القرار، وقالت :"يوجد سؤال أهم من لماذا خلعتي الحجاب، ألا وهو لماذا جربت من الأساس على ارتداءه منذ الصغر، القرار لم يكن في يدي، والدتي ألبستني إياه قبل بلوغي وأنا في العاشرة من العمر تقريباً".
"بكل تأكيد لم أكن أملك الوعي الكافي لأخذ قرار ارتداءه من عدمه، ولم يجلس معي أحد يفهمني أنه جزء من الدين أو أنه فرض" قالت سلوى، ولفتت إلى أنها استمرت عامين تقريباَ تقنع والدها في أنها ترتديه من أجل المجتمع والأهل وليس من أجل الله أو الدين، ولم تفلح طوال هذه المدة.
وتؤكد :" بحثت كثيرًا في أصل الحجاب ولم أقتنع بأنه فرض على جميع المسلمين، وذلك من وجهة نظري، فأنا من سيحاسب على ذلك" بحسب سلوى.
ثقافة شعبية
في هذا السياق علق الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، على المذكور سلفًا بأن الحجاب بالنسبة لبعض الفتيات ليس تدين بقدر ما هو ثقافة منتشرة، كما النقاب في قرى الجيزة والمنيا ومرسى مطروح، مشيرًا إلى أن إرتداؤه لم يكن عن اقتناع ولكن مسايرة الجو العام وأيضا خلعه مسايره الجو العام، معتبرًا أن الناس حاليًا بلا ثقافه دينية.
وقال فرويز لـ"الفجر"، أن :"مظهر الحجاب يرجع إلى العرف اللي ماشيين عليه، والدليل ارتداء بائعات الهوى للحجاب والنقاب، أي ليس تدين".
أما بخصوص خوف بعض الفتيات من خلعه أمام أهلهم وعدم إرتدائه إلا داخل البيت، فيقول :" هي بتكون خايفة من كلام الناس فقط وليس من ربنا وكثيرات محجبات ومتنقبات لاتصلي أو تصوم، فهذا يرجع إلى العرف المجتمعي المنتشر في مصر منذ 1975 بعد رجوع كثيرون سافروا للخليج بالفكر الوهابي وزاد مع انتشار الجماعات الاسلاميه".