إيمان كمال تكتب: بلد البنات

بنات مصر هن زينتها ..هن القادرات وزاد الوطن الحقيقى وخيرها الذى لا ينضب، قدرتهن مدهشة على تحمل الصعاب والمهام حتى إن حاول الواقع أن يكسر أحلامهن بحجة «انتى بنت» كفاية عليكى كده، لا مش كفاية ولا البنت مجرد تكملة لعداد الحياة.

هذا ليس مجرد كلام «كليشيه» ولكنه واقع أكدته العديد من الفتيات المشاركات فى مسابقات أولمبياد ريو دى جانيرو 2016 والمقامة بالبرازيل، بتمثيل مشرف ورفعة رأس لمصر، مشاعر مختلطة دافئة وعلم مصر منور فى أهم حدث رياضى تاريخى فى العالم.

قدرة وموهبة وشطارة يعجز عنها الكثيرون ممن يكبرنها عمرا ولا يحملن نفس طموحها وامكانياتها التى أهلتها لتكون أول مصرية صغيرة تستلم جائزتها على منصة التتويج فى الأولمبياد.

سارة سمير البطلة الصغيرة صاحبة الـ18 عاما استطاعت أن تحصد الميدالية البروزنية فى الأولمبياد فى مسابقة رفع الأثقال لوزن 69 كجم للسيدات.

سارة رفعت 112 كجم فى الخطف محققة المركز الثالث ووصلت إلى 143 فى رفعة النطر محققة المركز نفسه ليصل مجموعها الذى أهلها إلى 255 كجم فى ست محاولات كلها «صح».

والأولمبياد ليس المكان الوحيد الذى رفعت فيه سارة علم مصر محققة إنجازات وبطولات مختلفة فهى صاحبة ميدالية ذهبية لوزن 63 كجم فى رفع الأثقال فى دورة الألعاب الأولمبية للشباب بالصين فى عام 2014 وهى لسه بنت يا دوب 16 سنة، وكانت وقتها رفع ثقل بمجموع 228 كجم.

وبطولات كثيرة لسارة شرفت بها مصر منذ بدأت لعبة حمل الأثقال وهى لا تزال طفلة تسع سنوات لتحقق 6 ميداليات ذهبية فى رفع الأثقال للناشئين، وبطولات أخرى فى افريقيا للناشئين فى رفع الأثقال لوزن 36 كجم فى بطولة تونس وشاركت ايضا فى عام 2014 فى أولمبياد النانينج بكازاخستان لتحتل وقتها المركز الثانى بمنافسات المجموعة الثانية لوزن 36 كجم حيث حققت وقتها 229 كجم.

سارة المصرية التى استطاعت أن تصعد للتتويج اعادت لمصر مكانة غابت عنها رياضيا منذ سنوات.

الشطارة قرار.. والموهبة تحكم.. نادية نجم لاعبة المنتخب الوطنى الأول للتجديف بنت من بنات مصر المنورين فى الأولمبياد استطاعت أن تحصد الترتيب السادس فى سباق 1500 متر فى اللعب الفردى بزمن قدره ٦:١٤:٦٢ فى نهائيات القارب الفردى.

وسط 120 لاعبًا ولاعبة من مصر يتنافسون فى 28 رياضة أولمبية، ومن الطبيعى أن تمر بعض الاسماء مرور الكرام لكن لأن نادية بنت مصر «الشاطرة» استطاعت أن تكون من المميزين بين 10500 رياضي، يتنافسون فى 28 رياضة أولمبية فى أهم حدث رياضى فى العالم.

السباحة مهارة ولأن مسابقة 100 متر ليست باللعبة السهلة والرهان عليها صعب للغاية لكن فريدة عثمان استطاعت أن تصل لتكون 12 من بين سباحة فراشة بدورة الألعاب قبل أن تودع المونديال وتترك بصمتها المصرية بمشاركتها.

واحتلت عثمان المركز الخامس فى التصفية الأولى للدور نصف النهائى لسباق 100 متر فراشة بزمن 58.26 ثانية، لكنها احتلت المركز الـ12 فى النتيجة النهائية.

فريدة استطاعت أن تتأهل إلى نصف النهائى بعدما أحرزت المركز الرابع فى التصفية الرابعة لسباق 100 متر فراشة لتسجل رقمًا جديدًا شخصيًا وإفريقى. فريدة بنت من بنات مصر الجدعان التى بمجهودها وأحلامها استطاعت من قبل أن تحصل على أول ميدالية فى تاريخها فى بطولات العالم للناشئين فى السباحة وأول مصرية تحمل رقمًا قياسيًا عالميًا فى رياضة السباحة، فى مسابقات 50 و100 متر حرة وفراشة وظهر وبطلة إفريقيا.

فرحة جديدة ومختلفة حققتها عفاف الهدهد التى لم تقف إصابة كتفها عائقا أمام تحقيقها المركز الخامس فى التصفيات فى الدور النهائى للرماية بعشرة أمتار ضغط الهواء، وهو أول تأهل نسائى مصرى من نوعه فى هذه اللعبة تحديدا فى دورة 2016 .

ومن وسط 44 لاعبة حققت الهدهد رقمًا قدره 386-9 فى المنافسة لتحتل المركز الخامس، وهو أفضل رقم فى تاريخ مشاركات مصر وإفريقيا حتى إن لم تتمكن هذه المرة أن تكون من أول ثلاث فائزات يتوجن على المنصة، لكنها استطاعت أن تحقق الحلم الذى راودها منذ طفولتها بالمشاركة فى أولمبياد الريو، واعتبر حازم حسنى رئيس اتحاد الرماية ان ما حققته عفاف الهدهد إنجازًا تاريخيًا للرماية المصرية.

عفاف الهدهد بطلة من أبطال مصر استطاعت أن تحصل من قبل على ثلاث ذهبيات فى البطولة الإفريقية والتأهيلية للأولمبياد لتبدأ مشوارها بعمر صغير لم يتعد الـ18 عاما.

أربع سنوات مرت على عبير عبدالرحمن التى كانت قد حصلت على المركز الخامس فى أولمبياد لندن لرفع الاثقال، لكن بعد ظهور نتيجة التحاليل الخاصة بمن حصلن على المركز الثانى والثالث والرابع والتأكد أنهن تعاطين منشطات من أجل الحصول على أرقام قياسية لتعلن اللجنة الأولمبية الدولية بحصول عبير على المركز الثانى مع تقديم اعتذار لها، لتحصل على الميدالية الفضية بعد سحب الميداليات من الأخريات، لتصبح عبير هى أول مصرية تفوز بميدالية أولمبية فى منافسات النساء فى دورات ألعاب الأولمبياد على مستوى العالم.