شبكات "الجيل الخامس".. ودعم التطبيق الصناعي لإنترنت الأشياء
بقلم: لارس بيرجيندال - مدير برنامج الجيل الخامس، وحدة الأعمال اللاسلكية بإريكسون
الانتقال إلى المجتمع المتصل شبكياً أصبح أقرب إلى الواقع في ظل تقدم مستقبل شبكات الجيل الخامس بنهج يتسارع بشكل مضطرد.
وحتى الآن، ساهم
إنترنت النطاق العريض في تزويد الأفراد والشركات بقدرات اتصال شبكي أكثر سرعة، ولكن
هناك عصر جديد يكاد يفتح أبوابه أمامنا – إنه عصر إنترنت الأشياء الصناعي. ومع ذلك،
فإن إدراك هذا العصر الجديد من الإنتاجية والفعالية يعني أن أنماط الأعمال وتكنولوجيات
الاتصالات ضمن الشركات بحاجة إلى خوض تحولات كاملة لجني ثمار هذا المستقبل الرقمي المشرق.
ومع ازدياد ابتكار
وانتشار التطبيقات الناشئة مثل السيارات ذاتية القيادة والتحكم اللاسلكي بالآليات،
يزداد مستوى الأداء الذي تحتاج إليه شبكات الجيل الخامس لدعم هذا التطور. وذلك لمواكبة
الطلب المتزايد على مرونة أكبر في جميع أجزاء الشبكة، وهو الأمر الذي يضّيق في المقابل
من نطاق بين شبكات الجيل الخامس اللاسلكية، وشبكات النقل، والبنية التحتية السحابية.
وكما كان عليه الحال
في الانتقال إلى الجيل الرابع، فإن شبكات الجيل الخامس ستقود أداء أعلى من الجيل السابق
وستساهم هذه الشبكات أيضاً في تحقيق زيادة واضحة في مجال سرعة عمل هذه الاتصالات، وستمتلك
المقدرة على دعم الآلاف من الأجهزة العاملة بالإنترنت، والتي من المتوقع أن تظهر في
العالم خلال السنوات المقبلة وهذه الشبكات ستسهّل أيضاً من الاتصال والتواصل في المناطق
المزدحمة أو المتنقلة.
وبحسب معطيات تقرير
الاتصالات المتنقلة من إريكسون المنشور في يونيو 2016، فمن المتوقع ازدياد إجمالي حركة
البيانات بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي 45 في المئة. ويعود هذا النمو في حركة البيانات
المتنقلة إلى زيادة عدد الاشتراكات بالهواتف الذكية من جهة – خاصة الهواتف الذكية التي
تدعم تكنولوجيا LTE – وزيادة معدل استهلاك البيانات للمشترك الواحد
من جهة أخرى.
ومن المتوقع أن يؤدي
هذا إلى زيادة عشر مرات في معدل الحركة الإجمالي لجميع الأجهزة بحلول نهاية العام
2021. وستؤدي هذه التوجهات بدون شك إلى زيادة معدلات الحركة في شبكات مزوّدي خدمات
الاتصالات المتنقلة.
لقد حددنا هذه المتطلبات
مسبقاً، وعملنا فعلياً على إنشاء بنية تحتية تدعم نمو إنترنت الأشياء ومتطلبات التمدّن
بحلول مثل زيرو سايت. واليوم، نتولى الريادة في مجال تطوير معايرة شبكات الجيل الخامس،
وقيادة حالات استخدام حول العالم من شأنها أن تدفع عجلة التطور التكنولوجي لدعم الإنترنت
الصناعي القادم.
وعلى سبيل المثال،
تعمل إريكسون على تطوير حلول تتعامل مع تحديات النقل باستخدام شبكات الجيل الخامس،
من خلال بناء أنماط لحلول النقل وعرضها على نطاق صغير في إحدى الضواحي خارج ستوكهولم
وهذا الإنجاز سيؤدي مثالياً إلى تحقيق تفهم أفضل للمتطلبات التي ستضعها حالات الاستخدام
هذه على شبكات الجيل الخامس وتأثير ذلك يمكن أن يكون هائلاً بدون شك.
لنأخذ على سبيل المثال
تكنولجيا السيارات ذاتية القيادة عندما يتعلق الأمر بالسكون؛ فمع شبكات الجيل الرابع
قد يستغرق الأمر 1.4 أمتار لتطبيق الفرملة، في حين لا تتطلب السيارة التي تستخدم شبكات
الجيل الخامس إلا 2.5 سم للقيام بالأمر نفسه، بشكل يضمن تفادي المزيد من احتمالات التصادم.
ومن حيث المبدأ،
فإن تطبيقات مثل الهواتف المتنقلة، والنطاق العريض المتنقل، وتوفير خدمات الميديا،
تتمحور حول توفير المعلومات للإنسان وفي المقابل، فإن العديد من التطبيقات وحالات الاستخدام
الجديدة التي تدفع متطلبات وقدرات شبكات الجيل الخامس تتمحور حول الاتصالات المتكاملة
بين الآلات.
ومع شبكات الجيل
الخامس، يصبح من الممكن الاستمتاع بخدمات النطاق العريض في أي وقت وأي مكان، ويصبح
من الممكن أيضاً التواصل في المناطق المزدحمة أو اللاسلكية بسرعات عالية، وذلك بفضل
خفض السكون وزيادة معدلات البيانات. وهو الأمر الذي يولّد فرصاً أكبر في مجال الأمان
والحماية، والاستدامة، والاتصالات المتنقلة، والسعة، والتغطية. وستزود شبكات الجيل
الخامس أيضاً مستخدمي الشبكات بمزايا الفعالية والمرونة عندما يتعلق الأمر بتقديم خدمات
الميديا والاستهلاك، الأمر الذي سيساهم في نقل جميع شروط استهلاك الميديا إلى المستخدم،
مما يوفر رؤية ميديا لأسواق الاتصالات المتنقلة الأولى.
ومن خلال تمهيد الطريق
لفرص جديدة مثل زيادة الفعالية وخفض تكاليف أو خفض المخاطر في البيئات الخطرة، ستوفر
شبكات الجيل القادم قدرات التحكم اللاسلكي بالآليات الصناعية الثقيلة، وبشكل يغيّر
البيئة الكاملة لجميع القطاعات، مثل المقاولات وقطاع النفط والغاز.
ونحن في إريكسون
نمتلك نظرة متقدمة إلى المستقبل وخلال السنوات الخمس المقبلة، نرى انتقالاً من المنتجات
المادية إلى تقديم الخدمات وتغيير في المنهجيات، تتبدل فيها الصفوف الدراسية لتصبح
منصة عالمية من المدرّسين، وينتقل معها قطاع الرعاية الصحية من المعالجة المتجاوبة
مع الأمراض إلى تأمين استباقي للصحة واللياقة وبحلول العام 2021، نتوقع أن يبلغ عدد
الاشتراكات بخدمات النطاق العريض المتنقلة 7,700,000,000 مليار. وبحسب تقرير الاتصالات
المتنقلة من إريكسون، فإن حركة الهواتف الذكية ستنمو 12 مرة بين العامين 2015 و2021،
وسيهيمن بث الفيديو على 70% من حركة البيانات المتنقلة.
وبناء على هذه المعطيات،
فإن الحلول لن تكون قادرة على العمل بشكل منفرد بعد اليوم، بل ستعمل اعتماداً على نطاق
أفقي قادر على التعامل مع هذه الزيادة في الحركة. وقد يكون عام 2020 بعيد المنال اليوم،
ولكن الواقع يقول بأن هذه التكنولوجيات ستتوفر بين أيدينا في وقت أقرب مما نعتقد. ولهذا
السبب، يجب على شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن تجني ثمار المستقبل اليوم،
لنتمكن من تأسيس نظام نقل أفضل ذكاء في الغد.
ومن خلال تمكين المقدرة
على مراقبة التنفيذ العملي للعمليات الصناعية والتحكم به وأتمامه في المجال الرقمي،
سيقدم إنترنت الأشياء الصناعي تطوراً هاماً عندما يتعلق الأمر بمعدلات الإنتاجية، ويساهم
في تحفيز النمو الاقتصادي.