كريم وزيري يكتب: معارضة السيسي أخر موضة
حضرت أكثر من لقاء لرئيس الجمهورية بحكم عملي كمحرر عسكري ، والبعض الأخر شاهدته كمواطن عادي من وراء التلفاز ، والحقيقة أنه في كل لقاءٍ لاحظت عدة أمور أولها أن الرئيس دائم الحرص علي توضيح الأمور للرأي العام وفي أوقات محددة ومدروسة معظمها قد يكون سوداوي قاتم وان كنت لا افاجئ بها ، فمن هداه الله في عقله وتابع مجريات الامور خلال خمسة سنوات يدرك حجم المشكلات التي تتعرض لها مصر بصورة يومية ، أما الملاحظة الثانية إلمامه بما يريد التحدث فيه فلا يُلقن ، بل يتحدث عن وعي ودراسة ويعطي المشكلة والقضية حجمها بدون تهويل.
ولكن الغريب أن بعد كل لقاء للرئيس تجد جيشاً من المتصيدين للأخطاء ممن يبحثون عن كلمة لامعة ليست في السياق أو جملة هنا وهناك ليجملوا بها فقرة ثورية علي صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل تنتهي بسب الرئيس ، ليربح رصيداً من " اللايكات " من أشباهه ، هؤلاء يرون في سب الرئيس شجاعة لا مثيل لها بل هي أعلي مراتب النضال الثوري ، وهو في الحقيقة أمراً لا يصنف إلا عن كونه عبثاً غير مبرر لبعض الأشخاص الغير مؤهلين لتصنيف الأمور وتحليلها، واذا وقفت علي تعليقاتهم ستجدها بدون قيمة أو تحليل أو تفسير بل قوامها كلمة غير واضحة أو عبارة غير متناسقة في زخم حديث تلقائي لشخص عادي مثلك ، غير محصن من اللعثمة أو القلقلة.
أما إذا وقف هؤلاء علي مضمون الخطاب أياً كان سيجدون أن الرئيس السيسي أختلف عن سابقه المعزول محمد مرسي ، فلم يَعد الشعب خلال مائة يوماً بحل مشاكل الكهرباء والغاز والخبز والقمامة والمواصلات كي يصل للسلطة ، ونفاجأ بعد ذلك أن مشروع النهضة مشروع فكري ، ولم يفر من المسئولية واكتفي ببعض " التغريدات " التي يراها هؤلاء بالوطنية والثورية ، ولكن تحمل خراباً طال البلاد اقتصادياً وسياسياً وفكرياً طيلة 30 عاماً ، وواجه الشعب بالحقيقة المرة ، والفترة العصيبة التي يمر بها الوطن ، بدون وعود وردية أو أكاذيب ومسكنات ولكن مهاجمة الرئيس أصبحت موضة العصر في مصر، فبعض العبارات الثورية الجامحة تجعل منك نجماً " فيسبوكياً " أمام الأخرين ويكفيك فخراً أنك أطلقت من الكلمات أقبحها علي رئيس الجمهورية.
والعجيب انه في كل خطاب صارح فيه الرئيس الشعب بحقيقة الوضع وان كان أغلبه مشاكل اقتصادية ، أري سيلاً من الهجوم والانتقاض وكأن مشاكل مصر الاقتصادية طيلة السنوات السابقة ، كان السيسي محورها وجاء الوقت لمحاسبته ، إلا أنني أري رغم ذلك أن الهجوم يكون علي شخصه وليس القائمين خلفه أو ممن يتولون حقائب وزارية أو قضايا بعينها ، وكأن سب السيسي أو رحيله سيحل مشاكل مصر ويضعها في قائمة الدول العشرة الأوائل.
الأمور تحولت إلى فوضى على مواقع التواصل الاجتماعي ، وأصبحت السخرية من الرموز السياسية والعنجهية أساسً حتي تصل يا عزيزي إلي بعض نسب المشاهدة والقراءة ، وإلا ستظل وحيداً شريداً بعيداً عن صيحات الموضة الشبابية في الفضاء الالكتروني وتصبح وطنياً متخلفاً !