أورادور سور غلان قرية فرنسية قتل النازيون سكانها
شهدت الحرب العالمية الثانية الكثير من المذابح التي حصدت أرواح الملايين. وإن كنت تتساءل كيف هي الحياة خلال تلك الأيام، أورادور سور غلان تجيب على ذلك!
كانت القرية مجتمعًا زراعيًا بالقرب من مدينة ليموج، وفي يونيو عام 1944 أصبحت ضمن الأراضي الفرنسية المحتلة من قِبل ألمانيا. في التاسع من يونيو عام 1944 كان يعيش في أورادور سور غلان 652 شخصًا. وفي اليوم الذي يليه أي العاشر من يونيو تدّمر كل شيء، ولم يبقَ أحد فيها. وإلى يومنا هذا بقيت القرية على الحالة التي تركتها الحرب عليها، حيث الأطلال وآثار الدمار هنا وهناك كي تبقى شاهدة على فضائع الحرب.
سيطرت ألمانيا على أجزاء كبيرة من أوروبا، فقد اجتاحت القوات الألمانية تشيكوسلوفاكيا، وبولندا، والدانمارك، والنرويج، وفرنسا، ولوكسمبورج، وهولندا، وبلجيكا. في ذلك العام كانت ألمانيا قوة لا يمكن إيقافها. اجتاح جنود وحدة إس إس النازية القرية في العاشر من يونيو، وأمروا السكان بالتجمع في ساحتها، ومن ثم تم احتجاز الجميع، حيث تم إيداع الرجال في الحظائر أما النساء والأطفال ففي الكنيسة.
وما أُشيع بعد ذلك، أن النازيين قاموا بإضرام النار في الأماكن التي احتجزوا فيها سكان القرية، أي أن جميعهم قضوا حرقًا. أما من حاول منهم الفرار فقد كانت تُطلَق عليه النيران من الأسلحة الرشاشة. ومن أصل 652 من السكان قُتل 642 شخصًا، من بينهم 245 امرأة، و207 طفل، و190 رجلًا. خلال يوم واحد تدمرت القرية وأصبحت أثرًا بعد عين وأُبيد قاطنوها. وقد أعلنت الحكومة الفرنسية عام 1946 أن القرية موقع أثري تذكاري، فأبقت كل شيء على حاله.
ومن المثير أن التحقيقات بشأن مجزرة أورادور سور غلان التي مضى عليها أكثر من 70 عامًا لا تزال جارية إلى الآن، كونها كانت أسوأ مجزرة ترتكبها ألمانيا النازية في فرنسا المحتلة. فقد أجرى الادعاء العام في مدينة دورتموند الألمانية تحقيقات مع ستة رجال يشتبه في ضلوعهم في المجزرة لكن لم يُعرف ما تم التوصل إليه إلى الآن. وتبحث التحقيقات فيمن أعطى الأوامر للهجوم على القرية وإبادتها.
لكن على الأرجح أن القوات الألمانية تلقت معلومات استخباراتية تفيد أن القرية كانت تقدم العون للمقاومة الفرنسية. ربما تختلف الأسماء لكن ما جرى في تلك القرية لا يختلف عما تعيشه بعض بقاع الأرض، فهي أحداث تتكرر كل يوم مع اختلاف المسميات فقط!