الأوضاع الليبية وحلول الأزمة على مائدة "خريجي الأزهر"

تقارير وحوارات

مشيخة الأزهر
مشيخة الأزهر



نظمت الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان "الشباب الليبي وتحديات المستقبل" بمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية، بجامعة الأزهر، بمشاركة عدد من القيادات الأزهرية والليبية.

ومن جانبه قال الدكتور عبد الحميد بيزان، وزير الأوقاف الليبي السابق: إن الاستعمار الإيطالي حجب التعليم في ليبيا لكن الأزهر الشريف احتضن الطلاب هناك ودرس لهم العلوم الشرعية.

وأضاف "بيزان" أن الشعب المصري وقف كثيرًا مع ليبيا حينما كانت فقيرة وكان الأساتذة يذهبون إليها للتدريس، منوهًا إلى أن خريجي الأزهر يتقلدون مناصب كبيرة الآن هناك، مشيرًا إلى الراحل معمر القذافي ساعد الأزهر كثيرًا في نشر الإسلام ومحاربة التطرف والإرهاب.

فيما قال الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة، إن العالم شهد أعمالا إجرامية هددت السلم الإنسانى والفكر التكفيرى الذي أدى إلى التفجير.

وأضاف "العوارى" أن المواجهة العلمية للأفكار المنحرفة والمفاهيم الخاطئة ضرورة حتمية، وكذلك نشر ثقافة السلم بين الناس.

وأشار إلى أن السلم في القرآن الكريم والسُنة النبوية، ورد في 44 آية مشتقة في القرآن، في حين لم يرد لفظ الحرب إلا في 6 آيات فقط، وهذه لفتة تقول لنا إن القرآن يدعو إلى السلام في الدرجة الأولى ويرفض الحرب والتنازع والفرقة، لقوله تعالى "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله".

وأوضح عميد كلية أصول الدين بالقاهرة، أن النبى لم يدع إلى القتال أو المخاصمة قط فهو القائل "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده".


وأكد أن تحقيق مبدأ العدل، من الأمور التي تهيئ المجتمعات لنشر السلم وعدم الفرقة والنزاع، وذلك دونما نظر إلى عقيدتهم، منوها أنه لا بد من أن تقوم الجماعات على الاهتمام بالنص الشرعي والعقل المتبسط في فهم النصوص وإدراك مقاصدها وغاياتها.

وذكر أنه لا بد من مراعاة حق التعددية الفكرية واختلاف الآراء مع الآخرين وتعليم الطلاب على قبول الآخر بالحجة والبرهان، وهو ما يقوم عليه المنهج الأزهرى بتعدداته المذهبية.

بينما قال الشيخ أكرم الجرارى، داعية إسلامى ليبى، إن الليبيين يعولون كثيرا على الأزهر في نظرية تنشئة الشباب للمستقبل بالمنهج الصحيح وعدم الوصول للتطرف.

وأضاف «الجرارى» أن الفراغ الأمني في ليبيا أدى إلى انتشار الجماعات المتطرفة، مطالبا بضرورة أن يكون هناك اهتمام بالشأن الليبى للمساعدة في عودة الأمن له.

وأشار إلى أن الأزهر يمتاز كثيرا لمحاربة الفكر المتطرف ونشر الفكر الوسطى، مثنيا على اهتمامه بعقد ندوات تخص الشأن الليبى لبيان خطورة الإرهاب والتطرف على البلاد والعباد.

وفي نفس السياق قال الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: إن المشهد الليبى معقد ويحتاج إلى عناية فائقة وبالتعليم السليم المستقيم لأنه خطوة مهمة في الإصلاح.

وأضاف «عمران» أن مشهد ليبيا وبلاد المسلمين بشكل عام يحتاج إلى تعليم وتدريب للمفتين لإتقان عملية الإفتاء بمكوناتها المعروفة من فقه الواقع، وإدراكه وتنزيل الحكم على الواقع.

وأشار إلى أن الجميع يعلم أن الفتوى علم ومن ورائها فن له أصول ومهارات تدرس ويدرب عليها صانعها، لافتًا إلى أن التصدي للفتوى بغير علم جريمة قائلا: "يا ليت من يتصدى للفتوى في الشأن الليبى يعلم أنها علم".

وأكد أن الأعراض التي انتهكت في ليبيا والدماء التي استبيحت بها، يحمل إثمهم بعض من تصدى للفتوى بعلم وغير علم.