عادل حمودة يكتب: أسرار تحت جلد الأخبار

مقالات الرأي



■ شخصيات سياسية وإعلامية شاركت فى ثورة 25 يناير جاءت لتهنئة القائد الذى كان مسئولا عن التحرير

■ شهد لصالح مبارك فى قضية قتل المتظاهرين فاستقبله مبارك أكثر من مرة فى مستشفى المعادى

■ تاجر سيارات يهرب بـ 35 مليون جنيه منها أموال اتفق على استثمارها

■ القفاص طلق زوجته عبير التى تعيش مع أمها فى لندن بعد وفاة حماه عمر سليمان

■ منع 263 رجل أعمال من السفر ووضع أموالهم تحت التحفظ ولكن دون إبلاغهم بذلك


 أول درس يتعلمه الدبوماسى فى مصر أن يصمت.

«أسكت تنجح».

ولو أجبر على الكلام فعليه بالثرثرة منزوعة الدسم.

والسفير الذى يمتلك تلك الحكمة يعين متحدثا رسميا.

السكوت من ذهب.. والكلام من صفيح.

ولو تكلم لا يقول شيئا.

ولو زلت تصريحاته بمعلومة تبل الريق فقد مستقبله قبل أن يفقد منصبه.

لذلك.. غالبا ما تخرج مانشتات الصحف اليومية (حكومية وخاصة ومعارضة) متشابهة مثل حبات الأرز.. وحجارة الأهرام.. وعيون الصينيين.. إلا قليلا.

غابت الحقيقة.. وسادت النميمة.. وأصبحت المعلومة جريمة.. لكننا.. نصر على ارتكابها.. لنكشف ما تحت جلدها.


1- الرئيس يتحدث عن انقلاب تركيا لوفد البرلمان البريطانى والسفير علاء يوسف لم يفصح عن ذلك

■ السفير البريطانى يحاول إثناء نواب العموم واللوردات عن زيارة شرم الشيخ
■ تدخل سفيرنا فى لندن ناصر كامل يقلص عدد النواب من 24 إلى 4 فقط
■ تبرير تأخر عودة السياح البريطانيين: انشغال ديفيد كاميرون باستفتاء الاتحاد الأوربى

استمر لقاء الرئيس بوفد «مجموعة أصدقاء مصر فى البرلمان البريطانى» ساعتين.. لكن.. المتحدث باسم الرئاسة السفير علاء يوسف اختصره فى كلمات محدودة.. وكأن اللقاء لم يزد على عشر دقائق.

أشار معالى السفير إلى ما هو متوقع.. إشادة الرئيس بدور المجموعة فى تطوير العلاقات بين مصر وبريطانيا.. واستعراضه لجهود الحكومة فى ترسيخ دولة القانون ومفهوم المواطنة.. وتوقفه عند الحظر البريطانى على الطيران إلى شرم الشيخ.

لكن.. معالى السفير تجنب حديث الرئيس عما يحدث فى تركيا بعد محاولة الانقلاب التى وقعت فيها.. وتحدث الرئيس إيضاً عن بريطانيا.

وأقوى ما عبر عنه الوفد البريطانى لمجموعة من البرلمانيين المصريين (منهم محمد العرابى وأسامة هيكل وإبراهيم عبد العزيز حجازى وداليا يوسف وكريم درويش) إيمانهم بأن جماعة الإخوان تنظيم يحرض على الإرهاب.. ووصفوا محمد مرسى بثالث أسوأ حاكم بعد أدولف هتلر فى ألمانيا وأوجستو بونشيه فى شيلى.. كما سمعت من النائب الشاب طارق الخولى.

لكن.. ذلك لم يمنع أن قيادات إخوانية تعيش فى لندن فتحت لها قاعات البرلمان البريطانى لتتحدث فيها.. حدث ذلك قبل أن تأتى المجموعة البرلمانية البريطانية إلى القاهرة بأسابيع قليلة.. مما يعنى أن الصراع بيننا وبينهم لا يزال ساخنا.. والحرب السياسية المشتعلة فى الخارج لم تحسم بعد.

ومن أبرز وأخطر تلك القيادات إبراهيم منير ومها عزام وسندس عاصم ومنال حسين وعبدالله حداد.. ولابد أن نعترف بأنهم عاودا الهجوم على النظام فى مصر بعد مرحلة من التقية اختبأوا فيها بعيدا عن الأنظار.. بل أكثر من ذلك نجحوا فى استقطاب نواب فى مجلسى العموم واللوردات بمجموعة أصدقاء مصر.. فتراجع عدد أنصارنا فيها.. وعدد من جاء منهم إلينا هذه المرة.

لقد عقد إبراهيم منير نائب المرشد ومروان مصمودى مستشار راشد الغنوشى وأنس التكريتى من قيادات الإخوان فى العراق وسندس عاصم منسقة الإعلام الأجنبى فى مكتب محمد مرسى جلستين فى مجلس العموم البريطانى يومى 7 و26 يونيو ونجحوا فى استرداد أرض كانوا قد فقدوها.

لم يزد عدد نواب المجموعة الزائرة للقاهرة هذه المرة على أربعة هم السير جريل هارورث (وكنت أول من يجرى حوارا معه على الهواء فى قناة النهار عند زيارتهم الأولى) واللوردات ريتشارد ريزبى وآنريو ستون (أحد ملاك ماركس أند سبنسر) وجيوفرى دير وكان رئيس لجنة مواجهة الإرهاب فى مجلس اللوردات وقد قدمته على شاشة النهار خلال حوار أجريته معه فى لندن خلال زيارة الرئيس لها.

وكانت الزيارات السابقة للمجموعة تضم 24 نائبا.. وبدأت فور نجاح ثورة يونيو.. فى وقت كانت الحكومة البريطانية تصر على أنها انقلاب عسكرى.. وبعد الانتخابات الرئاسية كانت الزيارة الثانية للتهنئة.. وكانت بمثابة لطمة قوية للسفير البريطانى فى القاهرة وقتها جيمس وات الذى قاطع حفل تنصيب الرئيس وحضر حفل أفلام الموبايل التى ترعاها حكومته.

ولم يخرج السفير الحالى جون كاسن عن خط سلفه.. فقد حاول جاهدا إثناء الوفد عن زيارة شرم الشيخ.. كأنه لا يريد أن يشعر برلمانيون من بلاده بالأمان فيها.. ليغيروا الصورة الخاطئة عنها حتى تعود السياحة إليها.

وفى عشاء دعا إليه وزير السياحة يحيى راشد عرفت منهم أن رئيس حكومتهم السابقة ديفيد كاميرون كان مشغولا باستفتاء الشعب على البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبى فكانت عودة السياحة إلى مصر بعيدة عن اهتماماته.. وإن كانت الفرصة سانحة لعودتها فى الشتاء القادم.

لعبت داليا يوسف وكيل لجنة العلاقات الخارجية دورا مؤثرا فى الزيارة سبق أن تحدثت أمام البرلمان البريطانى وأحست بالدور الذى لعبه سمير تكلا فى تأسيس المجموعة ودفعها لتأييد النظام فى مصر.

وسمير تكلا مواطن مصرى عمل سنوات طويلة مستشارا للسلطان قابوس قبل أن يستقر فى لندن موظفا ثروته وعلاقاته لدعم بلاده.. وعلى هامش زيارة الرئيس إلى بريطانيا دعا جيهان السادات للحديث أمام البرلمان هناك وحققت نجاحا لافتا للنظر لمسته وشاهدته بنفسى فقد كنت حاضرا.

ولم يستطع سفيرنا هناك ناصر كامل أن يخرج الزيارة بالمستوى الرئاسى اللائق.. لكنه.. لم يراجع أخطاءه.. ولم يستفد منها.. وإنما سعى للاستيلاء على المجموعة البرلمانية بعد أن كثرت الإشادة بسمير تكلا وتضاعف النقد للسفير.

والنتيجة المتوقعة.. تخريب المجموعة.. وإضعافها.. وتقلص عدد النواب فى زيارتها الأخيرة لمصر إلى أربعة فقط بعد أن كانوا أربعة وعشرين.


2- 200 مليون جنيه للترويج السياحى ولجنة دائمة لحل الأزمة

ما إن عرفت بتوفير الحكومة 200 مليون جنيه للترويج السياحى فى الخارج حتى طالبت وزير السياحة بتجميد إنفاقها حتى نطمئن إلى أن الحكومات المقاطعة أصدرت قرارا بفك الحظر وإلا كانت نوعا من إهدار المال العام.

والسبب.. أن أزمة السياحة أزمة سياسية.. بدأت بقرار من حكومة كاميرون وتصاعدت بقرار من حكومة بوتين.. وعندما سافر وفد من مجلس النواب إلى موسكو لمناقشتها لم يجد من يتكلم معه.. فنواب الدوما كانوا فى إجازة.. وعندما التقيت سفراء 13 دولة أوروبية ــ على مائدة إفطار رمضانية دعا إليها زاهى حواس ــ أجمعوا على أن لا أحد فى الخارجية فاتحهم فى الأزمة. وربما جاءت زيارة النائب العام المستشار نبيل صادق ووزير الطيران شريف فتحى ورئيس لجنة التحقيق فى حادث الطائرة الروسية أيمن المقدم إلى موسكو حاملين التقرير النهائى للحادث بداية انفراج للأزمة بجانب صرف تعويضات الضحايا (48 مليون روبل) وإن كنا لم نعرف ما الذى جاء فى التقرير.

ولو كنت من حكومتنا لعرضت على الحكومة الروسية مقايضة السياح الذين يأتون منها مقابل القمح والوقود وسلع أخرى نستوردها منها.. فربما سهل ذلك اتخاذ القرار.

لكن.. فى الوقت الذى يعانى فيه قطاع السياحة من الجفاف والكساد نجد أحد أباطرته وهو حامد الشيتى يختار جزيرة ميكانوس (الشهيرة بشواطئ العراة) ليقيم عليها حفل زفاف ابنه كريم.. بتكلفة لا تقل عن خمسة ملايين يورو.. وبحضور 400 مدعو أغلبهم من رجال الأعمال المصريين.. تولى حمايتهم ألف بودى جارد.

وما لم ينشر عن الحفل أن البنك المركزى اليونانى سمح فى فترة الزفاف بفتح بطاقات السحب والاتمان بلا حدود ضامنا لدعم اقتصاد بلاده بعملات صعبة تحولت من بلادنا.


3- إعادة سفير يمثل مصر فى مؤسسة دولية إلى القاهرة بعد زواجه من صديقه الأجنبى

■ السفير المسحوب من عائلة معروفة ويعيش فى الزمالك وسيقال من عمله

اختاره وزير الخارجية محمد كامل عمرو من بين سفرائه ليمثل مصر فى إحدى المؤسسات الدولية وصدق على القرار محمد مرسى وقت أن كان رئيسا للجمهورية.

كان السفير المختار معروفا بميوله الجنسية المثلية.. وليس فى اللوائح الدبلوماسية ما يمنع ذلك على ما يبدو.. خاصة إذا ما التزم بقاعدة «إذا بليتم فاستتروا».. كما أنه يخدم فى بلاد لا ترى فيما يفعل عيبا.. بل هو نوع من الحرية الشخصية.

على أن معالى السفير لم يستتر.. وراح يخرج علنا مع صديقه.. فغضت الجهات المسئولة الطرف عنه.. لعله يأخذ حذره.. ويتوارى وراء جدرانه.. لكنه.. تمادى فيما يفعل.. بل.. أكثر من ذلك أعلن هو وصديقه زواجهما رسميا.

تغيرت الرئاسة مرة.. وتغيرت الحكومة أكثر من مرة.. وخشيت السلطة الجديدة أن يستغل خصومها حالة مندوبها فى تلك المنظمة الدولية للتشهير بها بعد أن أصبحت الأدلة التى تحت يدها موثقة.. فقررت سحبه.. وإعادته للقاهرة.

وعندما سألت المتحدث الرسمى للخارجية السفير أحمد أبوزيد عن سر إعادته طلب مهلة للرد.. وبعد ساعات أجاب : إن تغيير الوزارة استدعى تغييره.

وعندما سألته : هل هناك أمور شخصية وراء سحبه.. أجاب إنه لا يعرف.

وأخطر ما فى هذه الواقعة أن الحالة التى عليها السفير المسحوب تعد نقطة ضعف يمكن أن تنفذ منها أجهزة مخابرات معادية للسيطرة عليه.. وابتزازه.. وربما تجنيده.. وفى سجلات المخابرات السوفيتية عشرات الحالات المشابهة سيطرت فيها على دبلوماسيين بريطانيين وحصلت منهم على معلومات شديدة الخطورة تمس أمن بلادهم القومى.

لا أعرف كيف سيتصرف السفير العائد من مهمته الخارجية إلى القاهرة بعد أن انكشف أمره؟ كيف سيتعايش وسط زملائه؟ هل يمكن أن يختير لبعثة دبلوماسية أخرى؟ هل سيقدر على بعاد شريك حياته؟ أغلب الظن أنه سيستقيل ويعود إلى ما جاء منه.. خاصة أنه من عائلة تحمل اسما عريقا.. وتسكن منذ أجيال فى الزمالك.. وتقدر على تحمل نفقاته المالية مهما ارتفعت.

والأهم.. أن الدبلوماسى الذى يتزوج من سيدة أجنبية يجبر على الاستقالة فما بالنا بالزواج من رجل أجنبى؟


4- توقف تصدير الدواء إلى أثيوبيا عملية بيروقرطية لا سياسية

■ لجان المراقبة الأثيوبية قدمت ملاحظاتها على 11 مصنعاً لكنها لم تأتى لمتابعتها
■ كل حصيلتنا من تصدير الدواء 250 مليون دولار سنوياً أقل من عائد مصنع فى السعودية

فى اجتماع لمجلس تصدير الدواء الذى يرئاسة ماجد جورج مع رئيس الحكومة شريف إسماعيل ووزيرى الصحة والصناعة أحمد عماد وطارق قابيل فتح فى الاجتماع ملف توقف إثيوبيا عن استيراد الدواء المصرى وأرجع السبب للأزمة السياسية التى فجرها سد النهضة.

وحقيقة الأمر أن إثيوبيا تستورد الدواء من 25 شركة مصرية.. وحسب الأعراف الدولية من حق الدول المستوردة زيارة مصانع الشركات التى تتعامل معها.. وفى بداية عام 2014 جاءت بعثة إثيوبية لتفقد المصانع وأبدت ملاحظات على 11 مصنعا منها.. وتلافت تلك المصانع الملاحظات.. لكن.. اللجنة لم تأت لتتأكد من ذلك بنفسها.. فالسبب بيروقراطى لا سياسى.. لكنها.. المعلومات الناقصة التى تورطنا فى مشاكل نحن فى غنى عنها.

وتصدر مصر بنحو 250 مليون دولار دواء.. والرقم ضعيف.. ويمكن مضاعفته.. لكن.. المشكلة أن وزير الصحة لا يطيق منتجى الأدوية ويحرض رئيس الحكومة عليهم.. والمشكلة الأكبر أن رئيس الحكومة انحاز إليه دون أن يسمع الطرف الآخر.


5- ترشيح ثلاثة سفراء لمنصب مندوب مصر فى البنك الدولى ليس من بينهم أيمن القفاص

■ القفاص طلق زوجته عبير التى تعيش مع أمها فى لندن بعد وفاة حماه عمر سليمان
■ ارتبط بصدقات قوية مع هانى قدرى فى واشنطن فاخترع له منصب مساعد وزير المالية للإعلام

رشح السفير أيمن القفاص للعودة إلى البنك الدولى مندوبا لمصر هناك.. لكن.. كل التقديرات تشير إلى أن المنصب لن يكون غالبا من نصيبه هذه المرة.

أيمن القفاص تخرج فى كلية الفنون.. نجح فى امتحان الخارجية لبراعته فى اللغات الأجنبية.. ساعدته فيها والدته الطبيبة.. وفى الخارجية التقى «عبير» ابنة اللواء عمر سليمان وقت أن كان مديرا للمخابرات الحربية.. وتزوجا.. وأنجبا «عمر» على اسم حماه.. و«ليلى» على اسم حماته.

ويمكن القول إن هذه الزيجة كانت مثل خاتم سليمان.. فقد خدم فى سفارة لندن سنوات طويلة ملحقا أمنيا وإعلاميا قبل أن يعود إلى القاهرة رئيسا لهيئة الاستعلامات وقت أن كان أنس الفقى وزيرا للإعلام.. لكنه.. بسبب شعوره بالقوة دخل فى صراع مع الوزير الذى كان مسئولا عن الهيئة قبل أن تنتقل تبعيتها لرئاسة الجمهورية وقت محمد مرسى.. ومنعا لمزيد من الاشتباك اختير القفاص مسئولا عن المجموعة العربية فى البنك الدولى وهو منصب مستحدث اخترع فى الغالب له إكراما لحماه الذى اصبح مديرا للمخابرات العامة وواحدا من أقوى مساعدى الرئيس مبارك.

عندما انتهت مدة القفاص فى البنك الدولى عاد إلى لندن ليرى زوجته ويعيش مؤقتا فى بيت حماته.. لكن الظروف السياسية كانت قد تغيرت.. تنحى مبارك.. ومات عمر سليمان فجأة فى مستشفى كليفلاند.. وأغلب الظن أنه لم يشأ أن يعود إلى الخارجية.. وسعى جاهدا للعمل فى دولة خليجية صديقة لحماه.. لكنه.. لم يجد استجابة.

ويبدو أن الهبوط المفاجئ من القمة دون طريق آخر يصعد إليها من جديد أصابه بتوتر حاد انتهى بطلاق عبير منه.

وعلى ما يبدو لجأ القفاص إلى صديق الحياة فى ليالى واشنطن هانى قدرى الذى أصبح وزيرا للمالية لينقذه مما وصل إليه.. فاخترع قدرى له منصبا لم تعرفه المالية من قبل.. مساعد الوزير للإعلام.. وكان ذلك الاختراع الثانى لمناصب يتولاها لم تكن موجودة من قبل.

وما إن ترك قدرى الوزارة حتى وجد القفاص نفسه مجبرا على العودة إلى الخارجية.. فبدأ من جديد يسعى للعودة إلى البنك الدولى مندوبا لمصر.. لكن.. الحملات الصحفية التى شنت ضده صرفت النظر عنه.

وحسب ما عرفت فإن وزير الخارجية صاحب القرار النهائى فى الاختيار.. لكنه.. يترك الفرصة لوزيرة التعاون الدولى لمشاركته فى تحديد الشخص المناسب بترشيح ثلاثة سفراء تزكى واحدا منهم.. ولم يكن اسم القفاص بينهم.


6- محلب تليفونيا: مستعد لكنس الشوارع حبا فى مصر وأعدنا 535 مليون جنيه للخزانة

عادة ما يبرق المسئول فى مصر بضوء مبهر يشع فى كل ما حوله فإذا ما ترك منصبه اختفى فى سراديب الظلام.. وكأنه عود كبريت اشتعل لمرة واحدة.. فلا أحد يفكر فى الاستعانة به مرة أخرى ولو فى مهمة مختلفة.

لكن.. إبراهيم محلب قلب تلك المعادلة تماما.. لم يصب بعقدة رئيس الحكومة السابق.. وقبل بمهمة تبدو أقل شأنا مما كان عليه.. رئاسة لجنة استرداد الأراضى المغتصبة من الدولة.. تنفيذا لشعار سمعته منه: «أنا مستعد أكنس الشارع عشان مصر». وتضم اللجنة ممثلين عن الرقابة الإدارية والكسب غير المشروع ومباحث الأموال العامة والقوات المسلحة والشرطة والأمن الوطنى والمخابرات العامة وغيرها من الأجهزة المختصة فى حالة نادرة من التوافق والتجانس والتعاون.. ويشترط فى قراراتها موافقة الجميع عليها.. ولو اعترض واحد بطل القرار.

وقد أدخلت اللجنة فى أسابيع قليلة 535 مليون جنيه بجانب أنها أعادت للملكية العامة 37 ألف فدان ستطرحها فى مزاد علنى.. كما أنها وضعت 263 مخالفا فى جمعية أحمد عرابى فى قوائم المنع من السفر وفرضت قيودا على التصرف فى أموالهم بقرار من قاض جزئى وإن لم تخبرهم بذلك أو تستدعيهم للسؤال أو لمراجعة مواقفهم من المخالفات المنسوبة إليهم.

كان أول من اكتشف ذلك رجل النسيج محمود زيتون عندما ذهب إلى المطار مسافرا وعاد منه غاضبا.. وما إن عرف باقى أعضاء الجمعية بما جرى حتى سارعوا بسحب أموالهم من البنوك قبل أن يشملهم القرار.. كما أنهم لجأوا إلى محكمة جنوب القاهرة وقدموا استشكالا لوقف تنفيذ القرار.. وقد نزل قاضى الدائرة بنفسه ليعاين الموقف على الطبيعة قبل أن يصدر حكمه. وربما كان سبب ذلك الإجراء أن أعضاء جمعية أحمد عرابى من ذوى الأوزان الثقيلة وكان أبرزهم علاء وجمال مبارك ولوقت قريب لم يستطع أحد المساس بأعضاء مجلس إدارة الجمعية.

من لا يرضى بالخوخ يرضى بشرابه.


7- العريان يرد المستشار شرين فهمى بدعوى أن الجماعة الإسلامية قتلت والده لواء الشرطة

أثناء نظر الدائرة (11 جنايات القاهرة) قضية «أحداث مكتب الإرشاد « طلب المتهم عصام العريان من محاميه رد المحكمة بدعوى وجود خصومة بينه وبين رئيس الدائرة المستشار محمد شرين فهمى دون أن يذكر علنا تلك الخصومة.

من المؤكد أن طلب الرد الذى سينظر بعد شهرين سيرفض.. فقد تصور العريان أن والد المستشار شرين فهمى كان لواء شرطة قتل برصاص الجماعة الإسلامية مما سيوغر صدره أثناء نظر القضية ويبطل بذلك حكمه.. لكن.. الحقيقة أن والد المستشار شرين فهمى لم يكن لواء شرطة وإنما كان لواء جيش.. بما يعنى أن معلومات العريان وهو قيادة عريقة ومؤثرة فى مكتب الإرشاد أصابها الخلل والضلال.

المتهمون فى القضية ــ وعلى رأسهم محمد بديع ــ حسب قرار الإحالة حرضوا على القتل والشروع فى القتل وحازوا أسلحة نارية وذخيرة حية غير مرخصة والانضمام إلى عصابة مسلحة تهدف لترويع الآمنين باستخدام العنف والبلطجة أمام مقر مكتب الإرشاد فى المقطم أثناء الاحتجاجات على 30 يونيو وأسفر عن ذلك مقتل 9 أشخاص وإصابة 91 آخرين.


8- المشير طنطاوى يشهد على عقد زواج آخر عنقود حسن الروينى.. وعنان بين المدعوين

أكمل اللواء حسن الروينى مسئوليته العائلية بزواج ابنته نانسى من المهندس علاء المقرحى.. عقد القران الدكتور على جمعة مفتى مصر الأسبق.. وشهد على العقد المشير حسين طنطاوى واللواء محمود نصر المسئول السابق عن الشئون المالية فى القوات المسلحة.

حضر الحفل الذى اقيم فى «الماسة» شخصيات عسكرية ووزارية وإعلامية وقضائية حالية وسابقة.. منها الفريق سامى عنان والدكتور أحمد زكى بدر والمستشار أحمد الزند والكاتب الصحفى عبد الله السناوى والدكتور ممدوح حمزة والدكتور أحمد العزبى والمستشار محمد شرين فهمى.

وحسن الروينى كان قائد المنطقة المركزية وقت تظاهرات 25 يناير وتولى بقرار من طنطاوى مسئولية ميدان التحرير وكان مقره فى المتحف المصرى وأتاحت له تلك الأحداث معرفة الكثير من أسرارها وإن لم يفصح عن أغلبها حتى الآن.

وربما كان من تلك الأسرار أن جنرالات المجلس الأعلى للقوات المسلحة أبلغوا المشير طنطاوى بأن الجيش لو نزل فلن يرجع إلى ثكناته إلا بضمان تغييرات سياسية تزيد من الاستقرار.. كما أن هناك من طالب طنطاوى بأن يأتى بمبارك لو رفض التنحى فى يومه الأخير.

وسبق أن أشار الروينى إلى وجود شخص بينهم يبلغ الإخوان بقرارات وتحركات المجلس وإن لم يفصح عن اسمه.

وأمام الدائرة التى كانت تحاكم مبارك بتهمة قتل المتظاهرين أدلى الروينى بشهادة أنصفت الرئيس الأسبق وأبعدت عنه حبل المشنقة.. وربما كانت تلك الشهادة سببا فى استقبال مبارك له أكثر من مرة فى جناحه بمستشفى المعادى.

لا أعتقد أن الروينى يفكر فى كتابة مذكراته ولو تركها للنشر فيما بعد وهو يؤمن بأنه أدى ما عليه وليس أمامه سوى أن يعيش الحياة إنسانيا وعائليا فى هدوء.. بعيدا عن متاعب الحياة العامة.


9- عمرو موسى يتفرغ لكتابة مذكراته والجزء الأول ربما سيصدر فى الشتاء القادم

ولو كان الخبر طازجا لم يمسه أحد من قبل فإن أقل تفاصيل فيه تكون مغرية بالقراءة فى انتظار المزيد منها.

فى مصر الجديدة هرب تاجر سيارات (أ. م) بنحو 35 مليون جنيه جمعها من زبائنه تحت حساب سيارات يبيعها لهم بجانب أموال حصل عليها من مودعين لتشغيلها لهم على طريقة الريان والسعد والمستريح.

لن يتوقف ذلك النوع من المجرمين طالما تراجعت قيمة الجنيه وطالما عجزت الحكومة عن توفير فرص مناسبة للاستثمار غير ودائع البنوك.

وفى القاهرة الجديدة يعكف عمرو موسى على كتابة مذكراته الشخصية والسياسية وكنت قد التقيت به على غداء فى مطعم فندق يطل على النيل وسألنى فى بعض الأمور الخاصة بالنشر وهو يتناول وجبته المفضلة.. الطعمية الساخنة والباذنجان المقلى بالخل والثوم.

وما إن تفرغ موسى لتلك المهمة التى على وشك الانتهاء منها لصدور الجزء الأول من المذكرات فى الشتاء القادم حتى اعتذر عن كل الأحاديث الصحفية والتليفزيونية.

والمؤكد.. أن المهندس سامى سعد سيفقد توكيل سيارات مرسيدس فى القاهرة.. وتعتقد الشركة الألمانية الأم أن هناك من التصرفات الإدارية ما تحمل شبه التجاوز.. وأغلب الظن أن التوكيل سيكون من نصيب شركات الفطيم. والمفاجأة أن الحكومة رفعت ميزانية ماسبيرو هذا العام بمقدار نصف مليار جنيه حسب ما قدمت إلى مجلس النواب لتصل الميزانية إلى مليارى ونصف المليار جنيه دون أن تتوقف عن نزيف خسائرها الذى يزيد عن 20 مليار جنيه.

ولو حسبنا زيادة هذا العام وحدها لوجدنها يمكن أن تشترى قناتين مستقلتين على الأقل.

والغريب أن الحكومة تصر على رفض إعادة هيكلة ماسبيرو وفى الوقت نفسه لا يشعر أحد بما تقدمه الشاشات الحكومية من تأثير.. إلا قليلاً.