الموت يلاحق أهالى "غرب النوبارية" بالإسكندرية..(فيديو وصور)
مازالت الأزمات تنهال على بسطاء محافظة الإسكندرية بالمناطق التى يقطنون بها، خاصة بعدما أزمات غرق الإسكندرية فى مياه الأمطار فى موسم الشتاء المنصرم مرورًا بأزمات القمامة والبنية التحتية وغيرها من تلك المشاكل، لسان حال مواطنى بسطاء المدينة الساحلية "الحمدلله وأهو أحسن من غيرنا" ولكن تستمر الأزمات فى ملاحقتهم ويصبح الإهمال هو الشئ
مازالت الإسكندرية تعانى من إهمال جسيم من معظم المرافق بها، ومازال أهلها يأملون بتدخل المسؤولين لإنقاذها وعودتها من جديد كعروس للبحر المتوسط، ومازالت المعانأة قائمة خاصة من أهلها البسطاء الذين يقطنون المناطق الشعبية، وهم كانوا أول من طالتهم أزمة غرق المحافظة الساحلية فى مياه الأمطار خلال موسم الشتاء المنصرم، وما تبعها من أزمات أخرى تعانى منها شوارع المحافظة ومواطنيها حتى هذا اللحظة.
منطقة " غرب النوبارية " الواقعة بالكيلو 23 بطريق "القاهرة - الإسكندرية" الصحراوى يتخطى عدد قاطنيها 30 الف نسمة، يعيش أهلها فى هذا الأيام فى مأساة حقيقية بعدما ضربهم الإهمال الشديد فى الخدمات والمرافق والتى أصبحت سببًا فى الحاق اضرار جسدية شديدة بين أبناء المنطقة، خاصة مع انتشار مياه الصرف الصحى فى أغلب شوارعها، وتلال القمامة الذى يتواجد يوميًا فى أسفل العقارات وهو ما كان سببًا فى توغل الأمراض والأوبئة فى أجساد الأهالى بالمنطقة، وعدم تمكنهم من التكفل بعلاج أنفسهم بسبب سوء الوضع المادى للكثير منهم، بالإضافة إلى إزهاق أرواح أهالى المنطقة على الطريق الصحراوى، جراء عدم وجود كوبرى للمشاه إلا على بعد عشرات الكيلومترات منهم.
كما تشهد المنطقة أيضًا أهمال تام فى الأعمدة والأسلاك الكهربائية وتقاعس من قبل المسؤولين فى حل الأزمة التى كانت سببًا فى إلحاق الزعر بهم، وعدم وجود وحدة صحية أو وجود قسم للشرطة، ما جعل حياة أهالى المنطقة مستهدفة ما بين الأمراض وانتشار البلطجة دون رادع.
السيد فرغلى - أحد أهالى المنطقة يبلغ من العمر 57 عامًا "سايس سيارات" يتحدث لـ"الفجر" قائلًا:" عايش هنا من 29 عام ولم أرى تقصير من جانب المسؤولين فى حل مشاكل المنطقة إلا خلال السنوات القليلة بعد ثورة 25 يناير وحتى الأن، فالمنطقة تعانى من مشكلة تفاقم أزمة الصرف الصحى والتى تغرق الشوارع ونقوم بالإتصال بالمسؤولين ولكن دون جدوى منهم حتى نقوم بجلب عمال الصرف الصحى على نفقتنا الخاصة، والأن الوضع يزداد سوءً بسبب تهالك مواسير الصرف الصحى بشكل كامل أسفل الشوارع وأصبحت المياه طافحة بإستمرار، وبعد أن فرحنا بمجيئ عمال الغاز لتركيبه فى المنطقة أخبرونا بأن مواسير الصرف الصحى متهالكة ولابد من تغيرها للبدء فى أعمالهم، فالوضع أصبح سيئ للغاية ولا نعرف حتى نسير على قدمينا فى المنطقة بسبب تهالك شوارع المنطقة التى عدى عليها 16 عامًا دون رصف واصبحت بها حفر كبيرة والتى تتراكم بها مياه الصرف الصحى".
وتدخل "يحي رمضان حسن" 54 عامًا فى الحديث قائلًا: "ياريت الوضع ينتهى عند هذا المشكلة فقط، ولكن هناك مشاكل أخرى ملازمنا وتسبب لنا فى أضرار شديدة من الممكن أن تعرض حياتنا للموت، فالمنطقة لا يوجد بها نهائيا وحدة صحية وعشان نروح أقرب وحدة على بعد 4 كيلو بمنطقة عبد القادر، لو حد تعب مننا لازم نتصل بالإسعاف وللأسف عشان تيجى عربية الإسعاف بعد ساعة أو ساعتين لحد ما تموت الحالة، متذكر منذ فترة قريبة كان فى شخص عنده أزمة صدرية وحاول الأهالى مساعداته ولكن دون أستجابة وبعدها قعدناه على القهوة واتصلنا بالإسعاف وطبعا اتاخرت لأكثر من ساعة ونصف لحد ما الشخص توفى وهو جالس على القهوة، حتى الصيدلية لا توجد بالقرية كلها إلا واحدة فقط وكل يوم بتفتح 4 ساعات بس لأن صاحبها ساكن فى منطقة القبارى فنحن نعيش مأساة حقيقية هنا ونتمنى أن يتدخل المسؤولين وينقذونا من المعانأة التى نمر بها".
وأضاف "محمد إبراهيم محمد" 33 عام موظف بالتربية والتعليم:" نحن نعانى دائما من مشاكل لا نهاية لها، فمشكلة الصرف الصحى دائما ما تشكل خطرًا على صحتنا، وكانت سببًا فى الحاق الأمراض الصدرية بين أبناء المنطقة بسبب الروائح الكريهة والإنبعاثات الخطرة التى تدخل علينا عقاراتنا، ولم يتدخل المسؤولين إلا عندما نقوم بالأتصال بالنجدة حتى الإهمال قد وصل فى مواسير مياه الشرب وبعدما قمنا بتقديم شكاوى لشركة مياه الشرب، يأتى إلينا الموظفين لإصلاحها بعد يومين يقولوا لنا أن طالما العطل بعد العداد مش أختصاصنا، إضافة إلى وجود القمامة والشوارع التى لم تسفلت من أكثر من 16 عام وهى ما تتسبب فى أعاقة حركة المشاه والسيارات خاصة فى موسم الشتاء".
وتابع:" هناك عشرات من أبناء القرية يموتون شهريًا على الطريق الصحراوى من الخارج، فلا يوجد كوبرى للمشاه أمام مدخل القرية وأقرب كوبرى للمشاه على بعد 4 أو 5 كيلو مترات من هنا، مما يؤدى إلى تضحية أبناء القرية بأنفسهم من أجل المرور إلى جانب الطريق الأخر، بعدها قمنا بتقديم 3 شكاوى إلى ديوان عام حى العامرية ومحافظة الإسكندرية ورئاسة الوزراء ولكن لم يسأل فينا أحد إلى الأن، لأننا مش على خريطة المسؤولين فلا أتذكر أن فى يوم جاء إلينا المسؤولين لمعرفة مشاكلنا أو نواب الدائرة، الذين كنا نراهم يوميًا فى مرحلة الدعايا الإنتخابية ولكن الأن لم نرى أى منهم، أحنا مش عايزين إلا أبسط حقوقنا زى غيرنا من البنى أدمين ونتمنى من المسؤولين المجيئ إلينا والنظر إلى أحوالنا التى تصعب على الكافر".
وأضاف عبدالله فرغلى 42 عام:" أن عدم وجود قسم شرطة داخل المنطقة نهائيًا منذ بداية نشأتها، وأقرب قسم شرطة يوجد بمنطقة العامرية أى على بعد 7 أو 8 كيلو مترات من هنا، وهو ما تسبب فى انتشار وقائع السرقة والبلطجة بصورة كبيرة يخاف العديد من الأسر على أبنائهم جرائها إضافة إلى وجود أسلاك كهرباء فى معظم شوارع القرية عارية وهو ما تسبب فى أحداث حالة من الذعر بين أهالى المنطقة خاصة خلال موجة الأمطار الغزيرة التى شهدتها الإسكندرية بالفترة الماضية، فأسلاك الكهرباء كانت تتطاير منها نيران بسبب المياه وهناك أيضا غرفة للكهرباء قد فرقعت وأدت إلى فصل التيار الكهربائى عن القرية ليومين قبل أن يتدخل ويتعاون الأهالى لجلب شخص ويصلح المشكلة، وبعدها قام الأهالى بلف أسلاك الكهرباء فقطه قماش لتقليل من الخطر الشديد الذى نتعرض له والذى من الممكن أن يؤدى بنا إلى الموت".