على غرار القذافي.. أردوغان للقيادة المركزية الأمريكية: من أنتم
انتقد الرئيس التركي
رجب طيب أردوغان بشدة، تعليقات قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جوزيف فوتيل،
حول إبعاد عدد من ضباط الجيش في تركيا عن مهامهم، على ضوء التحقيقات التي تجريها النيابات
العامة في تركيا، في المحاولة الانقلابية الفاشلة، والكشف عن أتباع التنظيم الموازي
في الدوائر الرسمية التركية.
وقال أردوغان في
الكلمة التي ألقاها بمقر رئاسة القوات الخاصة (تعرض لقصف الانقلابيين) بالعاصمة أنقرة،
إن "الخونة (الانقلابيين) قصفوا مركز القوات الخاصة (في العاصمة أنقرة) ما أدى
لاستشهاد 50 من إخوتنا، أولئك سُيذكرون دومًا بخيانتهم، على عكس إخوتنا الذين سيستذكرون
بتضحياتهم في سبيل الوطن".
وأردف أردوغان
إن " تطهير قواتنا من الانقلابيين أزعج الجيش والاستخبارات الأمريكية. ينبري أحد
الجنرالات أو الأميرالات في أمريكا وبالتزامن مع ما يجري (في تركيا) ليقول "شخصيات
من مستويات عليا في القيادة، كنّا نتواصل معهم، قد باتوا خلف قضبان السجون"، على
الإنسان أن يخجل قليلًا، هل أنت مخوَّلٌ بالخوض في هذه الأمور واتخاذ قرارات في هذا
الصدد؟، من أنت؟ عليك قبل كل شيء أن تعرف حدودك وتعرف نفسك".
ودعا أردوغان الجنرال
الأمريكي، لتقديم الشكر لتركيا، التي أفشلت الانقلابيين، قائلاً :"عليك أن تقدم
الشكر باسم الديمقراطية، لهذه الدولة التي تمكنت من دحر الانقلابيين، عوضًا عن الاصطفاف
بجانبهم، لا سيما أنَّ متزعم الانقلاب مقيم في بلدك، ويتلقى الدعم منكم".
وحول مبنى القوات
الخاصة الذي تعرض لقصف الانقلابيين، قال أردوغان "سنبني بناءً أجمل بكثير من هذا
البناء الذي دمره الانقلابيون وبفترة قصيرة ، مشروع البناء بات جاهزًا وسنباشر به".
وكان برفقة أردوغان
وزير الداخلية "إفكان ألا" ووزير الدفاع فكري إيشق" ووزير العلوم والصناعة
والتكنولوجيا "فاروق أوزلو"، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ومتحدث الرئاسة
التركية إبراهيم قالن..
وشهدت العاصمة
أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية
فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان
الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي
من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية
الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة
الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود
غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات
الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم
بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن
عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية - غولن يقيم في الولايات المتحدة
الأميركية منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما
في الشرطة، والقضاء، والجيش، والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة،
الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة.