نادية صالح تكتب: مشيرة خطاب امرأة من عظيمات مصر على «أبواب اليونسكو»
عظيمات مصر.. ذلك الوصف الذى استحدثه عظيم مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسى بعدما راقب وراقبنا معه «المرأة المصرية» ودورها البطولى عبر التاريخ خصوصاً فى أحلك الظروف.. شجاعة المرأة المصرية واقتحامها للمخاطر أجرى هذا الوصف على لسان الرئيس وأراه بليغاً وعزيزاً فى نفس الوقت، وأظن أن السفيرة والوزيرة «مشيرة خطاب» والتى رشحتها مصر رسمياً لمنصب مدير عام اليونسكو جديرة بهذه الصفة صفة «العظمة»..، وإليكم حيثياتى فى وصفها وتأملوا معى:
1- درجاتها العلمية ابتداء من بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة بمرتبة الشرف مروراً بماجستير العلاقات الدولية من جامعة نورث كارولينا بأمريكا ثم الدكتوراه فى العلوم السياسية - جامعة القاهرة.
2- العمل الميدانى والوطنى يشهد لها بالعظمة أيضاً، فقد تدرجت فى وزارة الخارجية ووصلت إلى درجة «سفير» فى دولتى التشيك والسلوفاك من 1992 حتى 1994، ثم كانت أول سفيرة لدى جمهورية جنوب إفريقيا من 1994 وحتى 1999..، وحققت نجاحاً ملحوظاً فى تمثيلها لمصر فى هذه البلاد، وقد شهد لها الزعيم الإفريقى الأشهر نيلسون مانديلا حتى سلمها وسام الرجاء الصالح فى 1999 مشيراً ومشيداً بجهودها. ولم تنس العظيمة خطاب أن تتذكر فى حفل ترشيحها فى الثلاثاء 19/7/2016 أمام السيد رئيس مجلس الوزراء والسيد المهندس إبراهيم محلب مستشار السيد رئيس الجمهورية وأمام حضور الحفل.. أشارت إلى حكمة مانديلا عندما قال لها: «إن العظمة فى التواضع والإدارة» حتى إنها وعت تماماً هذه الحكمة والخبرة حتى عملت بها..، وكل من تعامل مع السفيرة «مشيرة» يؤكد إيمانها بمبدأ العمل بمبدأ «الفريق»، وهذا ينقصنا إلى حد كبير فنحن غالباً ما نفضل العمل الفردى.. لكن السيدة «خطاب» تعمل بفريق عمل ومعه وبه حققت نجاحاتها العديدة.
ولقد استمر بها الحال كذلك بعدما تولت منصب الأمين العالم للمجلس القومى للطفولى والأمومة، ثم وزارة الأسرة والسكان..، وفى كل هذه المواقع تمسكت بقناعاتها ودافعت بشجاعة وحققت نجاحات مشهودا لها فى مواجهة مواقف وتقاليد بالية بل ضارة مثل «ختان البنات» ولم تبال بحرب العقول والمفاهيم المتحجرة ونجحت فى مسعاها حتى جرَّمت هذه العملية، وبمعاونة اليونيسف تم إنشاء مدارس عديدة لتعليم البنات كان لها دورها التنويرى المهم فى القرى الأكثر فقراً.
ومن المؤكد أن كل هذا وغيره جعل رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل يقول فى كلمته: «إن مصر بهذا الترشيح تقدم للعالم نموذجاً للمرأة المصرية والعربية والإفريقية والمتوسطية المتفتحة والناجحة التى ثابرت واجتهدت وتفاعلت مع العالم دوماً بعقلانية وجدية وبرهنت على تمتعها برؤية عصرية وقدرة على الإنجاز». والآن وبعد هذا العرض لتأكيد عظمة هذه السيدة المصرية الدبلوماسية «العالمية» إن شاء الله.. لدى أسباب للتفاؤل بنجاحها وحصولها على هذا المنصب المهم وهى:
1- اختلاف الظروف الحالية عما كانت عليه وقت ترشيح وزير الثقافة الأسبق السيد فاروق حسنى والدكتور إسماعيل سراج الدين.. فمصر وفى هذا العام عادت وفازت بمقعد مؤقت بمجلس الأمن وعاد لها دورها فى المنظمة الإفريقية والنجاح موصول إن شاء الله خصوصاً أن المجموعة العربية هى المجموعة الوحيدة التى لم ينل أحد ابنائها شرف تولى منصب المدير العام لليونسكو قبل ذلك ومصر بإسهامها الثقافى والحضارى والفكرى والتنويرى جديرة بهذا المنصب المهم.
2- هناك دلائل كثيرة ورغم شراسة المنافسة هناك دلائل على ذكاء حملة الرعاية والترشيح، وراقبوا ذكاء اختيار موقع الإعلان «المتحف المصري» من «ميدان التحرير»، وكذلك السرد التاريخى لدورنا فى تأسيس اليونسكو بدءاً من التوقيع على نظامها على 1945 وكذلك التصديق على ميثاقها ولعل أبلغ ما اختتم به تأملاتى.. هذه الكلمات التى بدأت بها «خطاب» خطابها فى حفل ترشيحها:
«باسم الإنسانية وما نتمناه لها..
وباسم الإسلام وما نرجوه منه
وباسم الحضارة وما نملكه فيها
وباسم مصر وكممثلة وللإنسانية والإسلام والحضارة»
والآن وأخيرا وليس آخراً دعونى بسم كل هذا اكتب متفائلة بحصول «خطاب» عظيمة من عظيمات مصر على هذا المنصب الرفيع العالمى والمهم..
ملحوظة منعنى سفرى للخارج من حضور حفل الترشيح، أدعو الله أن أحضر حفل النجاح بإذن الله وهو المستعان.