صحف عن القمة العربية: "العرب" يتخاذلون ويتخلّون عن بعضهم بعضا
انتقدت العديد من الصحف العربية بنسختيها الورقية
والإلكترونية نتائج القمة العربية التي عقدت في 25 يوليو في العاصمة الموريتانية نواكشوط
والتي حملت شعار "قمة الأمل".
وبينما وصف بعض الكتاب توصيات القمة بأنها
"هلامية ومطاطية ولن تضيف للشعب العربي المتأزم"، رأى البعض الآخر ذلك إلى
"الانقسامات والتشرذم السائد في الصفوف العربية".
وعُقدت القمة السابعة والعشرون، من دون حضور ملك
السعودية والرئيسين المصري والفلسطيني، لبحث الأمن القومي والنزاعات في اليمن وسوريا
والعراق وليبيا، إضافة لتشكيل قوة عربية مشتركة، وآخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
غياب و"تخاذل"
في جريدة الديار اللبنانية، انتقدت دوللي بشعلاني
"تخاذل العرب" قائلة: "في أسوأ الظروف التي تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط،
وبدلاً من أن يتعاون العرب على الخروج من عنق الزجاجة، نجدهم مرّة أخرى يتخاذلون ويتخلّون
عن بعضهم بعضاً، حتى أنّهم لا يحضرون القمّة (باستثناء عدد ضئيل منهم)".
ووصف غاصب مختار في السفير اللبنانية القمة بأنها
"أقصر القمم العربية وأكثرها بعداً جغرافياً". وانتقد مختار الزعماء العرب
قائلاً: "كلما اجتمعوا انتكسنا، وكلما أصدروا بيانا أو تبنوا إعلانا من عاصمة
عربية، انهالت على أمتنا الويلات".
وأضاف:" وكلما قالوا بتحرير فلسطين، كلما بادروا
الى معاهدات صلح وتفاوض، وكلما قالوا اجنح الى السلم، كلما ابتلع العدو المزيد من أرضنا
وحقوقنا، وهكذا وصلت القمم العربية الى حضيضها السياسي والشعبي المطلق".
وعلى نفس المنوال، كتبت سابين عويس في جريدة النهار
اللبنانية: "على رغم أن القمة تنعقد تحت شعار 'قمة الأمل'، فإن الأمل بمواجهة
التحديات التي تواجه العالم العربي ظل ضعيفاً جداً وربما معدوماً في ظل الانقسامات
والتشرذم السائد في الصفوف العربية".
من جانبه، وصف مسعود الحناوي في جريدة الأهرام المصرية
النتائج المتوقعة من القمة بأنها "محبطة وموجعة وهزيلة". ورأى الحناوي أنه
من غير المنتظر "أن نشهد معها حلولاً أو اختراقاً لمشاكلنا المستعصية السابقة
بحكم التفكك والتشرذم العربي والمؤامرات والمخططات الخارجية التي تحيط بالأمة".
وتساءل طارق مصاورة في الرأي الأردنية: "هل
نسمع قرار انشاء جيش عربي يستطيع حشد عشرة ملايين جندي، وشن حروب تحرير مدن العرب من
الإرهاب العربي والاسلامي، والاحتلال الصهيوني؟"
وأضاف مصاورة: "لا نريد أن نعود الى جلد مؤسسة
القمة أو جلد الجامعة العربية، لكن الحلم بهذا الجيش اكبر كثيراً من إرادة النظام العربي،
مع أن الحروب قائمة بين العرب، ومع أن عدد الشهداء الأحياء والأموات فاق العشرة ملايين
عربي".
كما انتقدت جريدة الوفد المصرية عدم تطرق القمة
إلى "مصير القوة العربية المشتركة التي تم الاتفاق عليها في قمة شرم الشيخ".
وتساءلت الوفد: "هل تم تأجيل البت فيها أم إلغائها من الأساس؟"
ووصفت الجريدة توصيات القمة بأنها "هلامية
ومطاطية ولن تضيف للشعب العربي المتأزم ".
"قمة تاريخية"
من ناحية أخرى، رحبت صحف قطرية بالقمة، حيث أشارت
جريدة الوطن في افتتاحيتها إلى أن القمة "تكتسب أهمية تاريخية".
وأضافت الجريدة: "الأمم العظيمة، لا تفقد الأمل
مطلقاً، ولا تستكين للتحديات، ومن هنا كان شعار قمة نواكشوط، هو 'قمة الأمل'".
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة الراية القطرية إن
قمة نواكشوط "تعقد في ظروف دقيقة غير مسبوقة، تواجه المنطقة العربية والعالم أجمع،
وبالتالي فإنها تضع العرب أمام محك وامتحان عسير، خاصة مع تأكيد القادة العرب في خطاباتهم
على أهمية مواجهة الوضع العربي الراهن".
ودعت الراية إلى "تنفيذ صارم لقرارات القمة
وإعلان نواكشوط حتى يتحوّل شعار (قمة الأمل) من حلم إلى حقيقة تتماشى مع نبض الشارع".