"توزيع ورق الإعلانات".. سبوبة الجامعات الخاصة والمعاهد..واليوم بـ50 جنيهًا للسمسار

"موسم توزيع الورق".. ذلك الوصف الأمثل للحال أمام جامعة القاهرة، فهناك تجد العديد من الشباب من الجنسين بملابسهم المرموقة التي تخدع نظرك للوهلة الأولى أنهم ليسوا من بين موزعي أوراق الإعلانات أمام الجامعات.

فالعادة جرت أن يكون موزعي تلك الإعلانات بعض الشباب الأولاد الذي يبدو عليهم التعب والإرهاق، ملابسهم بسيطة، حديثهم ينم عن جهلهم العلمي، وقدرتهم على التعبير والإقناع تكاد تكون منعدمة.

ومع اختلاف العادة القديمة التي تبدلت بشباب من الجنسين، يتراوح عمرهم من الـ18 حتى الـ28 من العمر، متعلمين، مرموقي المركز، قدرات على التعبير والإقناع رائعة، ملابس جذابة قد تكون ماركات، حاولت "الفجر" التوغل داخل تلك المهنة المستحدثة لتكشف تفتصيلها وسر تحولها الغريب.

في البداية قامت محررة "الفجر" بالتقدم للعمل بتلك المهنة "توزيع أوراق الإعلانات" ووجدنا أن الشرط الوحيد لامتهانها هو المظهر الخارجي، فكلما كان المظهر الخارجي أكثر أناقة كلما تم قبولك أسرع، فتوجهنا لأحد الشباب القابعين أمام جامعة القاهرة وبيده الكثير من دست الورق التي يقوم بتوزيعها على عدد من الأفراد ليبدؤا بممارسة عملهم وعند سؤاله عن كيفية الإنضمام إليهم قام بأخذي لأحد المراكز الموجودة بمنطقة "بين السرايات".

وهناك قابلت صاحب السنتر والمسئول عن الشباب العاملين، والذي أكد لي أن العمل يبدأ من الساعة التاسعة وحتى الرابعة عصراً وهو عبارة عن الوقوف أمام الجامعات وتوزيع أوراق الإعلانات للجامعات الخاصة، ومن بين التنبيهات التي نبهها لي صاحب السنتر أن اكون لبقة في حديثي وابتسم في وجه الجميع، وعن مرتب المهنة تم الإتفاق على أن يكون 50 جنيهاً في اليوم.

وتبين لي أن تلك المهنة موسمية فهي تنشط في كل عام بعد نهاية إمتحانات الثانوية العامة حتى التقديم في الجامعات والمعاهد، ويكون العمل فيها إما باليوم او بالشهر، والمرتب يكون في مختلف السناتر يتراوح من 30 لـ50 يومياً.

ومع بدأ اليوم الأول للعمل قمت باستلام 3 دست من ورق الإعلانات التابع لإحدى الجامعات الخاصة، في البداية كان الأمر محفز ولكن مع مرور الساعات بدأ الإرهاق يتوغل للجميع وعندما حاولت رمي الورق بدون توزيعه قال لي أحد زملاء المهنة بأن صاحب السنتر يقوم بتعيين مراقبين يمرون علينا طوال فترة عملنا ومن يجده يخطأ يطرده بدون رجعة.

وبالسؤال عن سبب توزيع السناتر لتلك الإعلانات، أكد أن الجامعات وبعض المعاهد الخاصة يقومون بالتفاوض مع السناتر بطبع الإعلانات وتوزيعها مقابل المال، ولم اتمكن من معرفة نسبة السنتر من ذلك، كما أن السنتر هو من يقوم بتوزيع الشباب وليس الجامعات، فالجامعات والمعاهد يقوموا بالتفاوض مع السناتر في الباطن.

وبالإختلاط بكافة رفقاء مهنة توزيع ورق الإعلانات إكتشفنا أن بعض المعاهد تقوم باستغلال طلابها وتتفاوض معهم للنزول لتوزيع أوراق إعلانات لإلحاقهم بمعهدهم، فروت لي أمنية طالبة بأحد المعاهد، أنها تقوم بالعمل على توزيع أوراق إعلانات للمعهد الخاص بها مقابل الأموال والدرجات، فقالت: "هوزع شوية ورق هاخد فلوس وهيكرموني وينجحوني مش بساعدهم وبجبلهم طلبة جدد".