أولى الوثائق المسربة عن تركيا تكشف دورها في دعم الإرهاب في ليبيا
كشف موقع "ويكيليكس" الاسترالي عن رسالتين أرسلهما عبد الحكيم بلحاج، المسؤول السابق للجماعة الليبية المقاتلة وأحد أهم الشخصيات الداعمة للجماعات الإرهابية في ليبيا، توضح دور تركيا في نقل أموال الليبي خارج البلاد. .
وجاء في نص الرسالتين اللتين أُرسلتا بتاريخ 24 فبراير و24 أغسطس من عام 2013 دون ذكر اسم الشخص المرسل إليه : "أنا عبدالحكيم بالحاج، قائد المجلس العسكري، حصلت على عنوان التواصل معك عبر صديق سري من غرفة التجارة والصناعة، لا يشك في قدرتك على التعامل مع التحويلات المالية".
وتكمن المفاجأة في إقرار الرسالتين بحصول بلحاج ومجموعة مسلحة تابعة له على مبلغ 75 مليون دولار، كان القذافي قد خبأها في مجمع باب العزيزية في العاصمة طرابلس قبل أن يفر تاركا هذه الأموال خلفه.
فقد قال: "بعد اقتحام الثوار لباب العزيزية وجدنا خزنة معدنية تحوي مبلغ 75 مليون دولار، قمنا بتوزيعها فيما بيننا، ونجحت في إخراج حصتي البالغة 15 مليون دولار إلى شركة مالية بمساعدة شركة خاصة في ليبيا، الصفقة كانت ناجحة تماماً".
وطالب بالحاج مصرفيا تركيت بالتوجه لاسبانيا حيث خبأ المال عند شركة هناك بالتنسيق مع شركة خاصة ليبية بغية نقل هذه الأموال لبلد مدير المصرف.
ويعد عبد الحكيم بلحاج، المسؤول السابق للجماعة الليبية المقاتلة، وهو من ضمن المقاتلين العرب الذين شاركوا في قتال الروس إلى جانب الأفغان في ثمانيات القرن الماضي، من أكثر الشخصيات الجدلية في ليبيا، حيث يُتهم بأنه قام بالاستيلاء على ملايين الدولارات فور سقوط نظام القذافي في أكتوبر 2011.
وقد شارك بلحاج بصفته رئيسا للمجلس العسكري باقتحام قواته باب العزيزية مقر إقامة القذافي في أغسطس 2011، والرسالة المسربة تكشف عن كواليس سيطرته على أموال في الاقتحام ذاته.
ويعد بلحاج، الذي أسس حزب الوطن ويمتلك شركة طيران ليبية خاصة (الأجنحة الليبية)، من أكثر الشخصيات المطلوبة لدى القوات المسلحة الليبية بقيادة الفريق أول خليفة حفتر، لكونه يرتبط بصلات مباشرة مع الجماعات الإرهابية ويمولها بالمال والسلاح.
وكانت المؤسسة الوثائقية قد نشرت رابطا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لقاعدة بيانات تحتوي على 294 ألفا و548 رسالة بريد إلكتروني، وآلاف المرفقات من 762 عنوانا على صلة بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعن الحكومة التركية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقد قامت السلطات التركية بحجب موقع ويكيليكس في تركيا أمس الأربعاء بعد نشر الوثائق.