محمد الأمير يكتب : الحكومة والبرلمان أرفعوا الدعم فلا أحد يريده
كعادتي في المساء اتجول في أغلب المواقع الإخبارية لمعرفة مايدور وأهم الأحداث البارزة في هذا اليوم فإذا بي أجد تصريحاً لا أجد وصفاً دقيقاً له حيث صرح الدكتور عمرو الجارحي، وزير المالية أمام أعضاء مجلس النواب قائلاً "المواطنين قالولي أرفع الدعم عنا أحنا راضيين" .
هناك بعض الأسئلة الهامة جدا بعد هذا التصريح أولها ما هي طبقة هؤلاء الذين طالبوه برفع الدعم عنهم ؟ وكيف سيتم منح أو منع الدعم ؟ وماهي رؤية الوزير بعد رفع الدعم ؟ وماهي الخطط التي سيتم بها مواجهه مابعد رفع الدعم ؟
الأسئلة كثيرة جدا تحتاج من يجيب عليها لكن السيد الوزير من الواضح جدا أنك لاتري الا طبقة معينة من الشعب التي قررت علي أساسها أن المواطنين ليسوا بحاجه إلي الدعم.
هل رأي الوزير من يقطنون بمناطق (إمبابة ـ بولاق ـ شبرا ـ السيدة زينب) أو هل شاهد الوزير ما تعانيه بعض محافظات الصعيد أو بالأخص بعض مراكز المحافظات !
دعني أخد بيد سيادتكم لجوله صغيرة في قرية بأحد المراكز بمحافظات الصعيد حيث تجد تجمع من المنازل في صحراء خانقة تجد منزل من الطوب الأبيض لا يتعدي الطابق الواحد تجد سقفه من البوص أو لو كان الحال ميسراً تجده من عروق الخشب تجد غرفة واحدة للاسره كلها وتجد ساحة صغيره لتربية بعض الطيور تدخل تلك النازل طالباً من أهلها مياة للشرب فلا تجد قائلين بأن المياة لم تصل اليهم من شهور فيظهر علي وجهك علامات تعجب فيتابعون بانهم يسيروا ما يقرب من 400 متر حتي يأتوا بجراكن مياه تكفي استخدماتهم اليومية أو تري في بعض تلك القري أن جراكن المياة ليست مجانا بل تباع ! ، بلد النيل سيادة الوزير يباع فيها المياه لك أن تتخيل .
تشعر في تلك البيوت بمعاناه حقيقة تجد الحرارة عالية جدا وقت الظهيرة وسقف البيت يمنع فهو يمنع القليل مع أرتفاع درجة الحرارة صيفاً وهبوط الأمطار شتاءاً معاناة ليست بقليلة.
بعد تلك الجولة في هذا المنزل الفقير والحديث عن الدعم علي سبيل المثال عن البنزين فستجد أسعاراً جنونية عن ما هي عليها الاَن فأغلب الأشياء أو كلها تقريباً تنقل بسيارات ، أي برفع الدعم عن البنزين سيرتفع كل ما ينقل بهذه الوسائل من طعام لوسائل نقل لغيرها وغيرها
فنظرة رَأْفَة بهؤلاء سيادة الوزير قبل إتخاذ اي قرار يخص هؤلاء فالأزمه حينها ستكون صعبة جداً.