الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي تنقل وحشية الانقلاب الفاشل في تركيا
دبابة تشق طريقها عبر خمس حارات خلال توقف حركة المرور باتجاه جسر البوسفور لتحطم السيارات. وطائرة هليكوبتر عسكرية تطلق النار على أشخاص يندفعون عبر طريق سريع. وجنود متمردون يفتحون النار على المدنيين أمام قاعدة جوية.
وبدأت وحشية محاولة الانقلاب الفاشلة تظهر تدريجيا في تسجيلات فيديو وفي صور التقطتها كاميرات هواتف محمولة خلال حالة الفوضى التي سادت عندما قاد جنود طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر عسكرية ودبابات في محاولة للاستيلاء على السلطة.
وطوال ليلة 15 يوليو ظل الأتراك الذين انتابهم الخوف في اسطنبول وأنقرة يسمعون إطلاق رصاص متقطع وانفجارات وأصوات تحليق طائرات على ارتفاع منخفض مما أدى إلى اهتزاز الأبنية وتطاير النوافذ.
وفي بلد شهد آخر انقلاب عسكري عنيف منذ أكثر من ثلاثة عقود لم يصدق كثيرون ما يحدث ناهيك عن عدد القتلى. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن 232 شخصا قتلوا منهم 145 مدنيا.
وأشارت صور غير واضحة وتسجيلات فيديو مهتزة بثت على تويتر ويوتيوب وانتشرت سريعا في الأيام التالية للمحاولة الانقلابية كيف لقي عدد كبير من الناس حتفهم في وقت قصير.
وصاح رجلان قائلين "ارجع للخلف ارجع للخلف" في محاولة لتحذير المحتجين قبل سماع دوي دفعات من الأعيرة النارية بعدما فتح جنود متمردون النار أمام قاعدة أكينجي الجوية شمالي العاصمة أنقرة والتي يعتقد أنها كانت مركزا لمدبري الانقلاب.
والصور التي انتشرت لاحقًا على تويتر حصلت عليها رويترز في بادئ الأمر من مسؤول في مكتب رئيس البلدية الذي قال إن مدنيين هرعوا إلى القاعدة بعد رؤيتهم تعرض البرلمان للهجوم وأدركوا أن محاولة انقلاب جارية.
كانت أكثر المناطق دموية بالنسبة للمدنيين قرب القصر الرئاسي لأردوغان في أنقرة حيث استجاب المئات من المؤيدين لدعوته بالنزول إلى الشوارع والميادين.
وفي مقطع فيديو على يوتيوب أطلقت طائرة هليكوبتر حربية النار على أناس يندفعون بيأس عبر طريق سريع قرب القصر. وصور المقطع ضوءا من الليزر يهتز أمام الرجل الذي كان يقوم بالتصوير.