بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ..خبراء: كل الطرق في تركيا تؤدي إلى الفوضى
لا تزال محاولة الانقلاب التركي تدق أجراس الكثير من التساؤلات، حول مستقبل هذا الانقلاب وتداعياته التي أصبحت تشمل الكثير من الجوانب، خاصة تأثير ما يحدث بين أردوغان وبين مؤسسات الدولة المختلفة وعلاقة هذا بحدوث حالة إرهابية جديدة من الممكن أن تؤدي إلى تكرار سيناريو سوريا في تركيا، نظرا لقرب تركيا من العراق وسوريا.
اعتقالات بالآلاف وقتل في الشوارع
هذا وعلى الرغم من إحباط محاولة الانقلاب، إلا أن تركيا لم تسلم من أعداد القتلى أولا، الذين قتلوا أثناء محاولة الانقلاب، وهو كانوا بالمئات، فضلا عن اعتقال الآلاف من أبناء المؤسسة العسكرية بأيدي جهاز الشرطة، والإطاحة بمئات الأعداد من القضاة التركيين وتعيين قضاة آخرين، بما يجعل هناك اتساع لرقعة الحرب بين أطراف مختلفة.
معطيات الفوضى المستقبلية
وعلى الرغم من فشل الانقلاب الذي قاده الجيش التركي على رجب طيب اردوغان، إلا أنه ولّد حالة من الفوضى العارمة بين اردوغان وبين مؤسسات الدولة المختلفة التي تتضارب فيما بينها، لا سيما إذا كان الجيش التركي صاحب التاريخ الكبير، الذي امتهن مهانة شديدة من وجهة نظر الكثيرين من الباحثين المتخصصين ، حيث أن اردوغان يتعامل بمعاملة هيسترية شديدة يراها الكثيرون أنها ستتسبب في شروخات كبيرة للغاية بين اردوغان وبين مؤسسات الدولة " القضاء والجيش"، اضافة إلى صناعة العداء بين الشرطة وبين الجيش التركة من جهة أخرى، بما يصب في صالح عداءات جديدة هذا الأمر الذي يصب بالطبع في صالح الفوضى المستقبلية.
المستقبل يخدم الجماعات الجهادية
وفي سياق ما سبق أكد عمرو عبدالمنعم المتخصص في فكر الجماعات الجهادية، أن ما حدث في تركيا لن يمر بسلام على الإطلاق، لافتا إلى أن الانقلاب الذي حدث على أردوغان كان أمرا مستغربا ولم يكن يتوقعه أحد على، مشددا أنه لو كان نجح هذا الانقلاب من هذه المرة الأولى لأصبحت تركيا في محط الإرهاب بكل ما تحمله الكلمة من معنى، قائلا كانت ستكون نواة حقيقية للخلافة الإسلامية التي يرددها أنصار داعش، بما سيسبب كوارث ليس لها مثيل على الإطلاق على المنطقة.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنه حتى وان لم ينجح هذا الانقلاب من هذه المرة فبتأكيد أصبحت هناك كسور شديدة حاصلة الآن، مبينا أن أردوغان يتعامل بهيستريا شديدة مع الموقف وأصبح يعتقل الناس بالمئات، لا سيما أن هؤلاء من العسكريين، والقضاء وغيرهم حتى وإن كانوا من المنقلبين عليه فسيؤثر هذا مستقبلا على مجريات الأحداث، وسيكون أردوغان بمثابة العدو الذي سيكون مستهدفا في المستقبل، بما سيصب أيضا في صالح الفوضى العارمة في المنطقة، مع فتح أردوغان حرب شعواء على الكثير من مؤسسات الدولة التركية التي عاونت في الإنقلاب.
وشدد خبير الجماعات الجهادية، أن التطرف والإرهاب يزداد شيئا فشيئا، بل كل الطرق تؤدي إلى مزيد من التطرف وازدياد الجماعات الجهادية، فتواجد ترامب المتطرف، وحادث انقلاب تركيا، وفوضى سوريا والعراق، تتسبب جميعها في استقطابات جديدة لحالة التطرف الحاصلة.
كل الطرق تؤدي للفوضى
الأمر ذاته أكده مصطفى زهران الباحث في الجماعات الجهادية، حيث أكد على أن مشكلة الانقلاب التي حدثت في تركيا، حتى وان لم تنجح فستخلف كوارث كبيرة تتعلق بالأساس في استخدام العنف وحمل السلاح على الدولة التركية، نتيجة لما يفعله اردوغان الآن من فتح الكثير من الجبهات عليه.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنه من الممكن حدوث سيناريو فوضوي في تركيا مستقبلا الذي لن يكون في البداية متعلقا بجماعات راديكالية أمثال تنظيم داعش والقاعدة، ولكن من الممكن أن تحدث استقطابات جديدة من قبل هذه الجماعات المتطرفة، ليكون هناك بالنهاية ازدياد لحجم الإرهاب وتلك الجماعات الكثيرة التي تريد تخريب الدول وان تحل مكانها.
وشدد على أهمية التحرك الفعلي للمؤسسات التي يجب عليها الحفاظ على عقول الشباب وان تعالج معالجات فعلية بعيدا عن الهراء المتخذ من بعضها، كمؤسسة الأوقاف أو العمل بجدية أكثر من الأزهر، فضلا عن إعادة التفكير من قبل الأنظمة الاستبدادية في المنطقة لإيقاف هذا الكم الهائل من التطرف المستقبلي، وإلا ستكون العواقب وخيمة.